يرتقب وصول الموفد الأميركي اموس هوكشتاين الى بيروت اليوم بعد محادثاته أمس في إسرائيل في مهمة تسابق التصعيد الميداني على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية. الا انه لم تظهر معطيات مشجعة او مرنة في شأن نجاحه في تبريد الجبهة خصوصا من جانب إسرائيل حيث نقل الإعلام الإسرائيلي عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بطلبه من هوكشتاين نقل رسالة محددة الى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي مفاده اما انسحاب “حزب الله” الى ما وراء الليطاني الان واما الحرب .
وقد استبق “حزب الله” وصول هوكشتاين بتكرار مقولة ربط التهدئة على الحدود الجنوبية بوقف الحرب في غزة كما برفضه أي منطقة عازلة ينسحب منها عن الخط الأزرق ، مع ان بعض التقارير الغربية تحدث عن مفاوضات غير مباشرة اجراها هوكشتاين قبل توجهه إلى إسرائيل ولبنان مع “حزب الله” عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري .
وترافق ذلك مع عودة التصعيد الميداني بعد يومين من انحسار العمليات اذ عادت المسيرات الى استهداف كوادر “حزب الله” واستهدفت مسيرة اسرائيلية امس سيارة عند اطراف بلدة الشهابية لناحية بلدة سلعا في قضاء صور، أدت الى مقتل محمد مصطفى أيوب وهو مسؤول ميداني في حزب الله”كما قصف الجيش الاسرائيلي سهل مرجعيون واطراف بلدتي كفرحمام وراشيا الفخار – قضاء حاصبيا، وبلدة الخيام قرب الشاليهات، وبلدة العديسة قضاء مرجعيون. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة عنيفة مستهدفا اطراف بلدة عيترون، كما شن غارة اخرى على بلدة شقرا، استهدفت منزلا كان قد استهدف بغارة من مسيرة يوم امس، وافادت معلومات عن إصابة 3 أشخاص على الأقل بينهم طفل.
وكان عدد من سكان بلدات الناقورة ومروحين والضهيرة والبستان ويارين تقاطروا إلى بلداتهم، صباح عيد الأضحى، لزيارة المقابر ومَن تبقى من السكان فيها، مستفيدين من تهدئة غير معلنة ظهرت مؤشراتها في تراجع تبادل القصف منذ منتصف ليل السبت – الأحد، وحتى بعد ظهر الأحد حيث شهدت المنطقة قصفاً محدوداً.
وأفاد إعلام إسرائيلي بأن نتنياهو التقى المبعوث الاميركي وبحثا الوضع في غزة والجبهة الشمالية. وقال نتنياهو لهوكشتاين: “ستنقلون رسالة واحدة لرئيس وزراء لبنان، إما عودة “حزب الله” إلى ما وراء الليطاني الآن أو الحرب”.وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن هوكشتاين أبلغ المسؤولين الإسرائيليين أنه من دون خطة لليوم التالي للحرب في غزة من الصعب التوصل لاتفاق بشأن الجبهة مع لبنان.
ولاحقاً، التقى هوكشتاين زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، وتناول اللقاء موضوع الحدود الشمالية وعودة السلام والأمن لسكان الشمال. وقال لابيد: “على سكان الشمال العودة إلى منازلهم”، مشيراً إلى أنه “لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل منطقة بأكملها تتعرض لإطلاق النار منذ ثمانية أشهر”. وأضاف: “تحتاج إسرائيل إلى إبعاد “حزب الله” عن الحدود، سواء من خلال تسوية سياسية أو من خلال العمل العسكري، ويجب أن تتوقف الفوضى في الشمال”.
وأوضح متحدث باسم السفارة الأميركية في إسرائيل أن هوكشتاين موجود في إسرائيل “كجزء من جهود إدارة بايدن لمواصلة منع التصعيد على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية”.
وكان مسؤولون إسرائيليون كشفوا في وقت سابق عن زيارة هوكشتاين إلى إسرائيل في محاولة لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله من التحول إلى حرب شاملة، وفق موقع “آكسيوس”. ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن مصادر ان “هوكشتاين أجرى محادثات غير مباشرة مع حزب الله بوساطة الرئيس بري”. وأشارت المصادر، إلى أن “الأطراف تناقش التوصل لاتفاق مبدئي لإنهاء الأعمال العدائية يكون مرتبطا بوقف إطلاق النار في غزة”. وأفادت الصحيفة، بأن “هوكشتاين وحزب الله ناقشا التوصل لاتفاق ينهي التوتر مع إسرائيل”.
وبحسب خبراء مطلعين، فإن هوكشتاين لا يستطيع منع التصعيد بين إسرائيل و”حزب الله”، لكنه سيسعى إلى ذلك، لأن تأثيره على “حزب الله” يعتبر هامشيا.
وقال المتحدث باسم البنتاغون إنه رغم زيادة حدة المواجهات عند الحدود الشمالية لإسرائيل نعتقد أن القتال لا يزال قيد الاحتواء، وتقييمنا أن الحرب في غزة لم تتمدد لتشمل إسرائيل ولبنان لكننا نحث على تلافي التصعيد.
وسيلتقي هوكشتاين في بيروت اليوم رئيس مجلس النواب نبيه برّي، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وقائد الجيش جوزف عون العائد من زيارة الى الولايات المتحدة الأميركية، التقى فيها بالمسؤولين الأميركيين ومن بينهم هوكشتاين نفسه وبحث معهم في سبل مساعدة الجيش اللبناني. وتؤكد المعلومات أن قائد الجيش شدد أمام الأميركيين على التحديات التي تواجه لبنان وتستوجب الحصول على المزيد من الدعم، وقد حصل على موافقة أميركية على استمرار توفير المساعدات.
ولكن “حزب الله” استبق وصول هوكشتاين واعلن عبر عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أن “المطلوب من الإدارة الأميركية أمر واحد، وهو وقف الحرب على غزة، لأن القرار بيدها لو كانت جادة، وبدل نقل رسائل التهويل، عليها إبلاغ نتنياهو قراراً فعلياً بوقف الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وعندها تتوقف بقية الجبهات بما فيها لبنان، وغير ذلك لن يجدي نفعاً، لأن المقاومة في لبنان لا تخضع للتهديد، وهي مستعدة لكل الاحتمالات، وما تقوم به هو للضغط على حكومة نتنياهو كي توقف عدوانها على غزة” . وقال ان “فكرة المنطقة العازلة، هي أوهام تراود قادة العدو، وليست موضوعاً للنقاش، لأن المقاومة موجودة في أرضها وتدافع عنها، بينما العدو هو من يحتل أرض الشعب الفلسطيني والسوري واللبناني، وعليه أن يخرج منها، والطرح الوحيد القابل للحياة هو وقف العدوان وفق ما تقبل به المقاومة في فلسطين لتقف جبهة لبنان”.
Related Posts