المرتضى من ساحة التل في طرابلس: لولا صمود أهلنا في الجنوب لما كنا او لنبقى

ضمن فعاليات طرابلس عاصمة للثقافة العربية وبرعاية وحضور وزير الثقافة في حكومة تصريف العمال القاضي محمد وسام المرتضى، أقامت جمعية تجار ساحة جمال عبد الناصر التل برئاسة عامر رحيم مهرجانا تراثيا بعنوان “لاقونا عالساحة”، بمشاركة رسمية وشعبية، تخلله كلمة لوزير الثقافة استهلها بتوجيه تحية “الى المقاومين في الجنوب والصامدين في وجه العدو”. وخاطب الجمهور الطرابلسي بالقول: “اليوم نحن معكم في ساحة التل ولا يمكن الا ان نستحضر اهلنا في الجنوب الصامدين في ارضهم وما يبذلونه من تضحيات ويقدمونه من شهداء”. 

أضاف المرتضى: “أهلكم واخوانكم في الجنوب صامدون هناك لنتمكن نحن من ان نعيش كل هذه الاجواء المريحة في الشمال وفي كل مكان آخر من لبنان. كل التحية لهم فلولاهم لما كنا لنكون وما كنا لنبقى”.

ولفت الى ان “السعي لطمس الصورة الحقيقية لمدينة طرابلس ما برح قائماً متزامناً مع سعي أخطر لإلصاق صورة التفلّت الأمني بها”. وقال: “كل مكان في طرابلس يعكس الوجه الحضاري الراقي الوطني. وبالأمس قمت بزيارة جبل محسن ولمست ذلك وفي الجبل قلت وها أنا أعيد على مسامعكم: ليس في لبنان من مكوّن لبناني عدو لمكون لبناني آخر. قد تحصل خصومة سياسية وقد يحصل خلاف سياسي، ولكن لا عداوة. العدو واحد هو إسرائيل المتربّصة بنا جميعاً من جنوب الجنوب. اسرائيل لا تألو جهداً هي وادواتها لبث الفرقه والفتن ولإشعال النيران بين المكونات اللبنانية”.

وقال: “أكرّر أمامكم ما قلته بالأمس في جبل محسن العلوي ليس عدوا للسني والمسلم ليس عدوا للمسيحي كلٌّ منّا اخٌ للاخر ، ولذلك علينا جميعاً ان نتحابب ونتعاون ونوحّد الجهود من اجل حماية وطننا وانهاضه”.

 ونوه وزير الثقافة بالجهود التي يبذلها عامر رحيم في موقع ساحة التل “والذي يسهر ليصنع المستحيل من عدم”. ونوّه بطرابلس وبتاريخها وموروثها معبرا عن الافتخار به”. وقال: “المستقبل سيشهد انه في هذه الظروف الصعبة سعى شبان وشابات من طرابلس لنهضتها ولاستعادتها دورها وألقها”. وأردف مخاطباً الطرابلسيين قائلاً: “إن طرابلس عاصمة للثقافة العربية لعام 2024 نعم هذا صحيح ولكن ثمة ما اعلنه وزير الثقافة اواخر الشهر الماضي ان طرابلس هي عاصمة اولى ودائمة للثقافة في لبنان”.

في بيروت هناك عاصمة سياسية وفي طرابلس عاصمة ثقافية فتصرفوا على اساس انكم عاصمة اولى وربما وباجتهادكم يا اهل طرابلس تصبحون عاصمة اولى للسياسة ايضاً وهو الدور المؤهلة طرابلس بموروثها وقيمها ان تلعبه هو بدوره.”

وكان المهرجان أفتتح بالنشيد الوطني ودقيقة صمت لارواح شهداء غزه والجنوب، وجولة للوزير المرتضى ورئيس الجمعية عامر رحيم على المشاركين في المعرض المرافق للمهرجان، ثم استعرض فرقة للفولكلور الشعبي.

شمعة

والقت الاعلامية ناريمان الشمعة كلمة استعرضت فيها تاريخ طرابلس وميزات ساحة التل الجغرافية والتراثية والهندسية، لافتة الى ان “المدينة تشكو المظلومية والتهميش والإفقار والمحاولاتِ المستمرةِ لإلباسها عنوة ثوباً لا يليق بها كما طغى الإهمالُ على كل ما فيها، بما فيها المعالمُ التاريخيةُ القيمةُ ومنها هذه الساحة”. وشكرت لوزير الثقافة ما يبذله من جهودٍ، وتوجهت لنواب المدينة وممثلي الهيئات الحزبية بالتمني “لوضع إنماء طرابلس على رأس أولويات أجنداتهم، والعمل على تخصيص ميزانية دائمة في موازنة الدولة لتفعيل دور طرابلس على كافة الصعد ولا سيما الاقتصادية والثقافية والسياحية وإزالة تصنيفها من الزون الحمراء التي توصمها بالإرهاب وعدمِ الأمان”.

شحود

واستعرضت الناشطة ليلى شحود تيشوري تاريخ طرابلس وكيف كانت الساحة “شعلة نضالية شاهدة على أبرز وأهم أحداث المدينة فامتازت برمزية ثورية دون ان يطمس ذلك أهميتها الاقتصادية والسياحية”.

وقالت: “آن الاوان لكي ننفض عنها الغبار لتكون بوابة المنتصف المرحبة وجسر العبور الممتع بين المدينة الحديثة وبين المدينة التاريخية وإلا أصبحت الامتداد التلقائي لمناطق الحرمان وصورة مصغرة عنها”.

ودعت “لكي تتضافر كل الجهود الرسمية لمعالجة ظاهرة التنمية المتباينة على اساس المكان او الموقع الجغرافي”.

رحيم

أما رئيس لجنة تجار التل عامر رحيم فرحب بالمشاركين جميعا “بما يعطي للفعاليات أهمية خاصة، في سياق عرس تراثي كمرآة تعكس تاريخنا وعاداتنا وتقاليدنا”. وتقدم بالشكر لوزير الثقافة على دعمه المستمر وحضوره الذي يثري هذه المناسبة. كما خص الناشط بول حامض الذي ساهم بجزء كبير من هذا العمل وكل المؤسسات ورئيس البلدية وشرطتها والاجهزة الأمنية التي ساهمت في إنجاح هذا العمل.

حامض

واشار حامض من جهته، الى أن “الفعالية في التل شمعة اولى” آملا “ان يكون في المستقبل مهرجان لطرابلس عابر لكل المناطق العربية وخاصة المدن المتوسطية ، بما يسهم في نمو طرابلس فيزداد مهرجانها كل عام بريقا، فقد عانت من ظروف صعبة حالت حتى دون وصول السواح اليها في وقت من الاوقات ، وهي اليوم من خلال هذا المهرجان تتطلع الى تنامي مبادراتها المشابهة الى جانب تالقها كعاصمة للثقافة العربية، فهي اصلا منطلق الفن وابرز شواهد ذلك صلاح تيزاني ابو سليم احد مرتكزات سنوات طوال الشاشة الصغيرة ، لذلك نحتاج لكي يغار الجيع على مدينتهم ولمبادرات كالتي قام بها تجار التل”.

تكريم

ثم كرمت اللجنة بمشاركة الوزير المرتضى مؤسسة الصفدي ممثلة بالسيد احمد الصفدي والدكتور رامي فنج والمهندس محمد مجذوب و السيدة ليلى تيشوري والاعلامية ناريمان الشمعة والفنان التشكيلي عمران ياسين.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal