ماذا بعد الزلزال السياسي في إسرائيل؟.. ديانا غسطين

مع دخول حرب غزة شهرها التاسع، وعلى وقع الخلافات في الداخل الإسرائيلي من مقترح الهدنة الذي قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن، جاءت استقالة وزيري “معسكر الدولة” بيني غانتس وغادي آيزنكوت من مجلس الحرب الإسرائيلي ومطالبتهما بإجراء انتخابات مبكرة “بأسرع وقت ممكن”، لتشكل صفعة جديدة لرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو.

فماذا بعد هذه الاستقالة واي مصير سيواجه نتنياهو مع تصاعد وتيرة فشله يوماً بعد يوم؟

على الرغم من ان استقالة “معسكر الدولة” من الحكومة لا يعني اسقاطها او تفككها الا ان هذا الانسحاب يشكّل فرصة لكل من وزير الامن القومي ايتمار بن غفير الذي يرأس حزب “القوة اليهودية”، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش رئيس “الصهيونية الدينية”، وهما المنتميان الى اليمين المتطرف، للاستمرار في التصعيد وإقناع نتنياهو بعدم ابرام اتفاق هدنة او وقف لاطلاق النار مع حركة حماس.

الى ذلك، وفيما نقلت صحيفة معاريف العبرية عن مقربين من رئيس الوزراء الاسرائيلي ان خروج غانتس وآيزنكوت من حكومة الحرب قد يدفع بنتنياهو الى حلها، اشارت معلومات الى ان الاستقالة هذه ستساهم في توحيد المعارضة بوجه رئيس الحكومة، ما سينعكس مزيداً من الضغوطات والاحتجاجات في الشارع لا سيما من قبل أهالي الاسرى الذين يطالبون يومياً بعقد صفقة مع حماس تفضي الى استعادة أبنائهم.

وفي سياق متصل تتحدث المعطيات عن ان غانتس سيحاول بالتعاون مع زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” افيغدور ليبرمان استدراج وزير الدفاع يوآف غالانت للانضمام اليهم والانسحاب من مجلس الحرب. فالرهان كبير على ان وجود غالانت في المعارضة وقدرته على استدراج أعضاء من حزب الليكود معه سيكون اول مسمار في نعش تفكيك الحزب، الامر الذي سيضع نتنياهو امام مأزق جديد ليواجهه.

اما على المستوى الخارجي، وبحسب ديبلوماسيين غربيين، فإن مختلف الدول الأوروبية ترى ان الاستمرار بدعم إسرائيل بعد استقالة بيني غانتس صعبة جداً. فهي كانت ترى في غانتس وآيزنكوت شركاء يمكن التواصل معهم نظراً لاعتدال مواقفهم، لا سيما وان هذه الدول ترفض ان تربطها أي علاقة بوزراء اليمين المتطرف الإسرائيلي.

اذاً، هو اشبه بزلزال سياسي وضع بنيامين نتنياهو في موقف لا يحسد عليه مع قرب تخلي حلفائه الغربيين عنه. فهل سيزيد من جموحه ويمعن في اجرامه بحق الشعب الفلسطيني ام انه سيتدارك نفسه في اللحظة الأخيرة ويسير في اتفاق لوقف اطلاق النار قد يكون بات شبه مستحيلاً عقب انسحاب غانتس وآيزنكوت من مجلس الحرب؟ في كل الأحوال ان السير في أي من الخيارين لن يقيم نتنياهو من سقطته السياسية المميتة.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal