فرنجية يحاصر باسيل ويكشف طموحات جعجع!!.. غسان ريفي

تساؤلات كثيرة أحاطت بموقف تيار المرده سليمان في ذكرى ١٣ حزيران يوم الأحد الفائت، والذي أكد فيه أننا “إذا أردنا أن نتحدث بمنطق الرئيس ميشال عون بأن يكون رئيس الجمهورية هو القوي في طائفته فإن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع هو الأقوى مسيحيا وبالتالي فهو المرشح الطبيعي للرئاسة”. 

لا يتحدث فرنجية عن عبث، وبالتالي فإن لموقفه أسباب وأهداف، هي بدأت تظهر تباعا، وقبل الخوض بها، لا بد من الاشارة الى أن ما قاله الزعيم الزغرتاوي بحق جعجع وفي ذكرى مجزرة إهدن وبما تشكل من رمزية، يحمل دلالات هامة لجهة إستكمال التعاطي الايجابي معه والذي بدأ بالمسامحة والمصافحة والغفران الانساني على جريمة مجزرة ١٣ حزيران ١٩٧٨، وصولا الى تكريس جعجع كأكبر قوة مسيحية، وما بينهما كثير من المواقف التي ساهمت في حماية مصالح القوات خلال الوجود السوري.

اللافت أنه كلما إزداد فرنجية تضحية وإيجابية، كلما إزداد جعجع سلبية وتعنتا، وكأن “ملح سليمان لا يملّح لدى سمير” الذي ما يزال يرفض التقدم نحو المساحات المشتركة سواء تلك التي يقدمها رئيس المردة أو تلك التي يؤكد عليها الرئيس نبيه بري.

في السياسة، كشف كلام فرنجية المستور، حيث تعاطى نواب القوات مع موقفه بنشوة مفرطة، شاكرين إياه على قول الحقائق، ما أظهر طموحات مبيته لدى جعجع للوصول الى رئاسة الجمهورية عبّر عنها نوابه، الأمر الذي يفسر إصراره على تعطيل كل المبادرات الرئاسية، بإنتظار تحقيق رهانه بتبدل المناخات الاقليمية والدولية التي تمكنه من تحقيق حلمه الرئاسي.

وشكل كلام فرنجية دعوة لجعجع للمنازلة في مجلس النواب بين مرشح يحظى بغطاء مسيحي وبين مرشح يحظى بغطاء وطني، وهو أمر لن يجرؤ جعجع على القبول به كونه يعلم نتائجه مسبقا، لذلك هو مستمر بالسلبية التي قد تؤدي الى عزل القوات خصوصا أن القوى المحلية والاقليمية والدولية باتت على قناعة بأنه مصدر التعطيل، وبالتالي فإن كل مواقفه بهذا الصدد هي لذر الرماد بالعيون بإنتظار الرهانات التي غالبا ما تكون خاطئة.

كذلك، فقد أصابت سهام موقف فرنجية، رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بصدمة، حيث بات عليه أن يختار بين جعجع كمرشح طبيعي وبين قائد الجيش العماد جوزيف عون كمرشح قوي، طالما أنه يرفض السير بفرنجية كمرشح وطني قادر على الحوار وعلى مدّ يد التعاون الى الجميع.

صدمة باسيل دفعته الى إعتماد الايجابية مع الرئيس بري لجهة قبول الحوار بالآليات التي وضعها والتأكيد على التوافق، في محاولة منه لعزل جعجع الذي إستفزه كلام بري بأن “باسيل أفضل من غيره”، فرد بالقول: “الله يهني بري بباسيل والطيور على أشكالها تقع”.

واللافت، أن جعجع بالرغم من هجومه الدائم مؤخرا على بري ومحاولته إستهداف صلاحياته، إلا أنه لم ينتظر منه موقفا إيجابيا بهذا الشكل تجاه باسيل.

في الخلاصة، فإن كلام فرنجية حول الأقوى في طائفته، قد أعاد خلط الأوراق على الصعيد المسيحي، وكشف التخبط القائم لدى جعجع وباسيل على حد سواء، وسعي كل منهما لتحقيق طموحاته الرئاسية، وبالتالي لم يعد مستغربا عدم قيام أي منهما بطرح مرشح جدي للرئاسة أو التوافق فيما بينهما على آخر، فهل يكون لدى أحدهما الشجاعة في التخلي عن أنانياته لتحقيق المصلحة الوطنية ولو لمرة واحدة؟.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal