هل يُثمر الحَرَاك السّياسي مخرجاً للأزمة الرئاسية؟.. عبدالكافي الصمد

من بين الخطاب الطويل الذي ألقاه رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية الأحد الماضي، خلال الإحتفال بالذكرى الـ46 لمجزرة إهدن في 13 حزيران العام 1978، والذي بدا وكأنّه خطاب خريطة طريق رئاسية، توقف المراقبون عند الجملة التي أنهى بها خطابه وهي تأكيده عن “إيمان وثقة بأنّ التسوية قادمة وأصبحت قريبة جدّاً، ولا لزوم للخوف واليأس”.

لم يعتد من يعرفون الزعيم الزغرتاوي على أنّه يُلقي الكلام جزافاً، أو أن يقول كلاماً أو يدلي بمعلومات ليس واثقاً منها، أو أن يقول كلاماً شعبوياً أو للمزايدة على أحد، وهو الذي يحرص على أن لا يطلّ كثيراً في وسائل الإعلام، إنّما ينتقي مناسبات معينة ليدلي بما لديه ويمضي، تاركاً خلفه الحلفاء والخصوم معاً يحللون مواقفه، محاولين قراءة ما بين السّطور والكلمات.

ومع أنّ كثيرين تحدثوا أو سرّبوا معلومات عن أنّ طبخة التسوية الرئاسية قد وُضعت على نار هادئة، وأنّها قد تنضج في وقت قريب، ضاربين مواعيد مختلفة لها، إلّا أنّ ما قالوه لم يؤخذ على محمل الجدّ، إلى أن قال فرنجية ما قاله عن “قُرب” التسوية، عندها أيقن الوسط السياسي، نظراً لمصداقية معهودة عن البيك الزغرتاوي، بأنّ إنفراجاً ما في الملف الرئاسي قد بات قريباً.

وما رفع منسوب التفاؤل في هذا الصدد، إستشعار البعض أنّ ثمّة ضغطاً خارجياً يواكبه تجاوب داخلي لإنهاء الفراغ في سدّة رئاسة الجمهورية، وبأنّ إتصالات معينة وإجتماعات تجري بعيداً عن الأضواء لهذه الغاية، وأنّ الأيّام المقبلة التي ستلي عيد الأضحى المبارك ستكون حاسمة في هذا الإتجاه.

الحَرَاك الأبرز كان ذاك الذي قام به رئيس التيّار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل، الذي جال على مختلف الكتل النيابية، مستثنياً القوات اللبنانية، طارحاً مبادرة تبدو وكأنّها تقطع نصف الطريق نحو إنجاز الإستحقاق الرئاسي، إذ أعلن قبوله بالحوار الذي يدعو إليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لكنه بقي على رفضه الموافقة على تأييد ترشيح فرنجية، متقدّماً بذلك على القوات اللبنانية وبعض نواب المعارضة الذين يرفضون الحوار وترؤس برّي له.

وفي مواكبة حِراك باسيل واصلت كتلة اللقاء الديمقراطي جولتها على الكتل النيابية طارحة مبادرة عرضها رئيس الكتلة النائب تيمور جنبلاط، ما أثار تساؤلات حول إنْ كان هذا الحَراك و”زحمة” المبادرات، إذا ما أضيف إليها مبادرة كتلة الإعتدال الوطني والمبادرة الفرنسية، ستثمر في نهاية المطاف إنتخاب رئيس للجمهورية، أم أنّ عطباً ما سوف يصيبها يجعلها تتوقف في منتصف الطريق ولا تكمل طريقها نحو خطّ نهاية؟

الأيام القليلة المقبلة وحدها تحمل الإجابة على كلّ ذلك.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal