على وقع اشتداد المعارك في غزة ورفح، ومع اقتراب تاريخ المناظرة التلفزيونية التي ستجمعه بسلفه دونالد ترامب، اخرج الرئيس الأميركي جو بايدن الى الضوء مقترحاً جديداً بشأن انهاء الحرب في غزة. فماذا في التفاصيل؟
وإذ أعلن بايدن أن اقتراحه هذا هو خطة إسرائيلية بالأساس، شرح التفاصيل التي ترتكز على نقاط ثلاث هي:
– وقف إطلاق نار مستدام
– إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.
– انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في قطاع غزة والسماح بدخول المساعدات.
ومن المفترض بحسب الرئيس الاميركي ان يتم تنفيذ هذه الخطة على ثلاثة مراحل حسب الآتي:
– المرحلة الاولى ومدتها ستة اسابيع، ستشهد وقفاً شاملاً وكاملاً لاطلاق النار يترافق مع انسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة في قطاع غزة، وإطلاق سراح عدد من الرهائن الاسرائيليين، مقابل إطلاق عدد من المعتقلين الفلسطينيين. كما سيتم تسليم جثث الاسرائيليين المحتجزة لدى حماس على ان يعود سكان غزة الى مناطقهم ومن ضمنها شمال القطاع، ويترافق ذاك كله مع ادخال ما معدله ٦٠٠ شاحنة مساعدات يومياً.
– المرحلة الثانية ستشمل تبادل كل الأسرى الأحياء من مدنيين وعسكريين.
– المرحلة الثالثة ستكون مخصصة لاعادة اعمار قطاع غزة.
مقترح بايدن، يصطدم بإنقسام اسرائيلي بين مؤيد له ومعارض. فبحسب وزير دفاع العدو الاسرائيلي يوآف غالانت، فإنّ “اي اتفاق بشأن غزة يجب ان يتضمن تفكيك حركة حماس كسلطة حاكمة وعسكرية”.
من جهته، يصر رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو على الامعان في اجرامه الجنوني بحق الفلسطينيين معتبراً ان “شروط اسرائيل لوقف الحرب لم تتبدل”.
ومع اعلان الرئيس الاسرائيلي اسحاق هرتسوغ وزعيم المعارضة يائير لابيد دعمهما لرئيس الوزراء للمضي قدماً في اي اتفاق “يطلق سراح الرهائن ويحفظ المصالح الامنية للكيان”، برزت حملات تهديد شنها وزيري الامن القومي الاسرائيلي ايتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش بالخروج من الائتلاف الحكومي الذي يرأسه نتنياهو في حال قبوله بعقد صفقة مع حماس وفق مقترح بايدن، الامر الذي يزيد من تعقيد الامور في الداخل الاسرائيلي.
الى ذلك، اكدت حركة حماس انها تنظر بإيجابية الى ما صدر عن الرئيس الاميركي جو بايدن، لكنها ترى ان العبرة في التنفيذ وليس في التصريح.
ولفتت مصادر في الحركة الى انها لم تتخلف نهائياً عن النظر في اي مبادرة او مقترح قُدّم، وسيكون لها في القريب العاجل ردّ على ما اقترحه بايدن. غير انها (اي حماس) تخشى رفض الجانب الاسرائيلي للمقترح وهو ما يظهر جلياً في تصريحات مسؤوليه.
اذاً، ايجابية حركة حماس والانقسام الداخلي الاسرائيلي يضعان رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو في موقف محرج، ورغم انه يحاول المراوغة والمماطلة عساه يغيّر شيئاً في نتائج الميدان حفاظاً على مستقبله السياسي، الا انه بات قاب قوسين او ادنى من ان يصبح وحيداً من دون اي دعم دولي بسبب اجرامه المتمادي. فهل ينجح بايدن هذه المرة في كبح جنون نتنياهو ام ان الحرب ستستمر الى ما بعد الانتخابات الاميركية المقبلة؟..
Related Posts