رشيد كرامي المؤمن بقضية فلسطين.. دماؤه تلاحق القتلة وتحاصرهم!!.. غسان ريفي

سبعة وثلاثون عاما على جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي في الأول من حزيران ١٩٨٧، وقضيته ما تزال حية في نفوس اللبنانيين، وحضوره يستقوي على الغياب، ويجمع مكونات طرابلس التي تشدها الذكرى الأليمة الى عائلة كرامي، إستذكارا للزعيم الوطني الكبير الذي إستشهد من أجل وحدة لبنان وعروبته وإستقلاله وقضية فلسطين، فيما تبقى دماؤه تلاحق القتلة وتحاصرهم.

ما يزال شعار “لم نسامح ولن ننسى” الذي أطلقه الرئيس الراحل عمر كرامي قبل عدة سنوات حيال قضية إغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي حاضرا في طرابلس، فالمدينة لن تنسى شهيدها ولم تسامح قاتله مهما حاول التلوّن أو تزوير الحقائق، كما أن حضور فيصل كرامي الفاعل في الحياة السياسية مع العائلة يشكل ضمانة لاستكمال المسيرة الكرامية عروبيا وقوميا ووطنيا، ومحليا في الدفاع عن قضايا طرابلس المختلفة.

اليوم، تحيي طرابلس الأول من حزيران ذكرى إستشهاد الرئيس رشيد كرامي، فيلقي النائب فيصل كرامي كلمة بالمناسبة، ثم يستقبل وفودا شعبية، ويفتتح مساء مستوصفا ملحقا بالمستشفى الاسلامي الخيري، كما سيكون هناك زيارات لضريح الرئيس الشهيد من قبل العديد من فاعليات وأبناء المدينة إضافة الى وضع أكاليل من الزهر بالمناسبة.

تتمحور كلمة كرامي اليوم حول فلسطين وما تشهده غزة ومعها مدينة رفح من عدوان إسرائيلي وحشي يقضي على البشر والحجر، وأهمية إستمرار المقاومة للتصدي لهذا العدو الذي لا يفهم سوى لغة القوة، خصوصا أن الشهيد الرشيد كان يحمل قضية فلسطين في قلبه وعقله ويعمل لها كونها القضية العربية المركزية، وبالتالي فإن إغتياله جاء من قبل المشروع الاسرائيلي وبأدوات لبنانية والذي كان يريد إنهاء القضية الفلسطينية وضرب وحدة لبنان وعيشه المشترك وسلمه الأهلي.

وكذلك يتطرق كرامي الى مسألة الحوار وأهميته، خصوصا أنه عندما إستهدفت يد الشر الشهيد رشيد كرامي في الطوافة العسكرية المشؤومة في الأول من حزيران كان يحمل الحل في جيبه من خلال حوار بين الأفرقاء من شأنه أن يوقف أصوات الرصاص والمدافع لمصلحة صوت العقل والسلام، لكن من كانوا ينفذون أجندة أخذ البلاد الى مزيد من الدمار والخراب أرادوا وقف مسيرة الحوار.

كذلك سيطلق كرامي ناقوس الخطر حيال تعطيل الحوار بين اللبنانيين بما يخص رئاسة الجمهورية لأن البلاد لم تعد تحتمل المزيد من المغامرات ولا بد لهذه الدولة أن يكون لها رأس لإعادة إنتظام الحياة السياسية والمؤسسات الرسمية.

كما سيشدد فيصل كرامي على ضرورة بناء الدولة بكل مندرجاتها عملا بوصايا رشيد كرامي المؤمن بالدولة العادلة وبالمساواة وتكافؤ الفرص بين اللبنانيين ونبذ اللغة الطائفية التي لا تؤدي سوى الى الفتن المتنقلة في البلاد.

سيؤكد فيصل كرامي في كلمته اليوم أيضا، على التمسك بالشعار الذي أطلقه والده الراحل الرئيس عمر كرامي “لم نسامح ولن ننسى”، مع التشديد على أننا لسنا طلاب إنتقام بل طلاب عدالة، واذا كان القاتل الذي خرج من السجن بعفو خاص في مجلس النواب يحاول تزوير الحقائق التي إطلع عليها اللبنانيون من خلال المحاكمة العادلة، فليكن لديه الشجاعة في فتح ملف قضية الاغتيال مجددا، لكنه ان يجرؤ لأن الجريمة تلبسه وتحاصره.

سبعة وثلاثون عاما على إستشهاد رجل الدولة رشيد كرامي ونهجه ما يزال يشكل خارطة الطريق نحو الحلول، وحضوره أقوى وأفعل من القتلة الذين يتخبطون اليوم في بيع المواقف والذين لم يتعظوا من جرائمهم الشخصية التي كان الرشيد أحد ضحاياها، ومن جرائمهم بحق لبنان الذي سيودي بهم عاجلا أم آجلا الى مزبلة التاريخ..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal