شهدت الجبهة الجنوبية سلسلة اعتداءات اسرائيلية تدميرية وعمليات مكثفة لحزب الله ضد مواقع وقواعد وتجمّعات العدو الإسرائيلي.
وأكدت المعلومات أمس أنه من المقرر أن تستأنف خلال أيام مفاوضات الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.
ونقلت “رويترز ” عن مصدر طلب عدم ذكر اسمه أن قرار استئناف المحادثات جاء بعد اجتماع رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية ورئيس وزراء قطر التي تشارك في الوساطة.
وتابع المصدر: “في نهاية الاجتماع، تقرر أن تبدأ المفاوضات هذا الأسبوع بناء على مقترحات جديدة بقيادة الوسيطين مصر وقطر وبمشاركة أميركية نشطة”.
من جهته، كشف موقع “يديعوت أحرنوت” أن المفاوضات ستستأنف الأسبوع المقبل بناء على مقترحات الوسطاء، كما أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن الوسطاء قدموا مقترحاً جديداً لصفقة تبادل، مشيرة إلى أن مباحثات باريس هدفت إلى بناء أرضية تتيح التقدم في المفاوضات.
وأفاد مراسل موقع “أكسيوس” الأميركي ديفيد باراك، أن واشنطن فوجئت بالإعلان الإسرائيلي عن استئناف المفاوضات بشأن صفقة الرهائن في غزة.
ونقل باراك عن مصدر أميركي مطلع على تفاصيل اجتماع باريس، قوله: “إنه تم إحراز تقدم في المحادثات بين مدير وكالة المخابرات المركزية بيرنز ومدير الموساد ورئيس وزراء قطر، وأنه تمت مناقشة إمكانية استئناف مفاوضات الرهائن، لكن لم يتم التوصل إلى أي جديد”.
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية أن الأطراف المشاركة في المفاوضات فوجئت بإعلان استئناف المفاوضات الأسبوع المقبل، حيث لم يتم تحديد موعد مسبق لهذه العملية حتى الآن.
من جهته قال مصدر مصري رفيع المستوى لوسائل إعلام مصرية، إن القاهرة تواصل جهودها لإعادة تنشيط مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.
وتعثرت مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى أكثر من مرة، مع عدم قدرة الجانبين على التوصل إلى تفاهمات بشأن القضية الأساسية في المحادثات.
وبينما تصر إسرائيل على وقف مؤقت لإطلاق النار ومواصلة القتال بعد ذلك بهدف القضاء على حركة حماس في غزة، فإن حركة حماس تطالب بوقف دائم لإطلاق النار وتتعهد بالبقاء في السلطة.
وأشارت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، إن المفاوضات الأسبوع المقبل ستستند إلى المقترح الذي وافقت عليه إسرائيل وليس حركة حماس، وفقاً لمصادر مطلعة.
ومن المقرر استئناف مفاوضات الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس، خلال أيام، بهدف التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، وفقاً لمصادر مطلعة.
وسرعان ما نفى مسؤول في حركة حماس استئناف المفاوضات مع إسرائيل، وكذب التقارير الإعلامية الإسرائيلية التي تحدثت عن استئناف أي محادثات في القاهرة الثلاثاء.
في الميدانيات الجنوبية، كثف الجيش الإسرائيلي قصفه المدفعي، أمس السبت، مستهدفاً أطراف بلدات كفرحمام والناقورة في وادي حامول، وقد اتّسعت دائرة القصف لاحقاً لتطال بلدات راشيا الفخار، حامول، زبقين، اللبونة، حرج مركبا، والأطراف الشرقية لبلدة الخيام، وقد أدّى سقوط عدد من القذائف عند أطراف بلدة رب ثلاثين لجهة بلدة الطيبة إلى اشتعال حريق في المكان.
واستهدفت دبابة ميركافا متمركزة في مستوطنة المطلة، بشكل مباشر، أحد المنازل في بلدة كفركلا.
وعند ساعات بعد الظهر يوم السبت، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات متزامنة استهدفت بلدات عيتا الشعب، يارون، مركبا، العديسة، طيرحفا، الجبين. إضافة إلى غارة استهدفت منزلاً في محيط موقع قوات “اليونيفيل” في بلدة العديسة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّ “طائراتنا المقاتلة قصفت منشآت عسكرية عدّة لحزب الله في بلدات العديسة ويارون ومروحين”.
وأفادت المعلومات مساء عن سقوط قتيلين في غارة إسرائيلية على عيترون. في المقابل دوّت صفارات الإنذار في مستوطنة كريات شمونة ومحيطها، وقد أفادت القناة 12 الإسرائيلية عن “إطلاق نحو 10 صواريخ من لبنان باتجاه مستوطنة زرعيت في الجليل الغربي دون وقوع إصابات”.
وأعلن “حزب الله” استهداف دبابة ميركافا بصاروخ موجّه في موقع المرج ممّا أدى إلى تدميرها، وإيقاع طاقمها بين قتيل وجريح كما شنّ هجوماً على أهداف في ثكنة زرعيت بالصواريخ الموجهة وقذائف المدفعية ومن ثم استهدف موقع زبدين في مزارع شبعا ومبنى للجنود الاسرائيليين في مستوطنة المنارة ومن ثم مبنيين للجنود في مستوطنة المطلة ومبنيين اخرين للجنود في مستوطنة شتولا.
وكتبت” الشرق الاوسط”: يشكّل جنوب لبنان الخزان البشري لـ”حزب الله” الذي بلغ عدد شهدائه منذ بدء الحرب في شهر تشرين الأول إلى اليوم 308 عناصر، بينهم فقط 50 من بلدات البقاع، بينما العدد الأكبر؛ أي 258 عنصراً، من بلدات الجنوب.
ويعكس هذا الرقم انخراط أهالي الجنوب وشبابه بشكل أساسي في هذه الحرب وكل الحروب التي يخوضها “حزب الله” ضد إسرائيل عند الحدود الجنوبية، لأسباب عدة أهمها أن هؤلاء يعدّون “أصحاب القضية” الذين احتلت إسرائيل قراهم، ما يجعلهم ينخرطون في الحرب بشكل أكبر مقارنة مع الشيعة الموجودين في مناطق بعيدة إلى حد ما، وإن كان معظمهم من المؤيدين لـ”حزب الله” وحليفته حركة “أمل” التي خسرت أيضاً في هذه الحرب 18 عنصراً.
وأظهرت آخر دراسة لـ”الدولية للمعلومات” أنه منذ فتح “جبهة الإسناد” في جنوب لبنان ولغاية صباح 22 أيار الحالي قتل 305 عناصر في “حزب الله”، توزّعوا على 142 مدينة وبلدة لبنانيّة، بحيث كان العدد الأكبر من بلدة كفركلا (12 عنصراً) ثمّ من بلدتي عيتا الشعب ومركبا (9 عناصر من كل منهما)، ومن بعدهما 8 عناصر من كل من عيترون وبليدا والطيبة، وجميع هذه البلدات في جنوب لبنان، مشيرة كذلك إلى أن 52 في المائة من القتلى تتراوح أعمارهم بين 20 و35 عاماً.
Related Posts