بعد مضي ما يقارب العام ونصف العام على مقتل الشيخ أحمد شعيب الرفاعي على يد رئيس بلدية القرقف “الشيخ المعمم” يحي الرفاعي وإبنه وأبناء شقيقته، وبالرغم من هول الجريمة التي هزت لبنان وكادت أن تؤدي بالبلد الى فتنة مذهبية لا تحمد عقباها، وبالرغم من الاعترافات الواضحة من قبل الجناة لدى جهاز فرع المعلومات الذي تولى الاشراف على الجريمة وكشف خيوطها، وبالرغم من نشر تفاصيل التحقيق التي أظهرت كيفية التخطيط منذ أشهر للعملية وكيفية التنفيذ والدفن…، وبما أننا في بلد العجائب، البلد الذي لا يصل فيه أصحاب الحق الى حقهم بسهولة، وفي بلد لا يحترم حقوق أبناء الضحية ومحبيه، وعائلته وبلدته التي تشهد ومنذ الحادثة وبشكل يومي حوادث أمنية متفرقة وتهديد بالقتل، بدأت اليوم أولى جلسات المحاكمة العلنية للموقوفين بالقضية.
عام ونصف، لم يكن كافيا كي يطلق القضاء اللبناني الحكم النهائي، فبعد صدور القرار الظني عن قاضي التحقيق والقرار الاتهامي عن قاضي الهيئة الاتهامية في الشمال، بدأت اليوم المحاكمة العلنية أمام محكمة جنايات لبنان الشمالي برئاسة القاضي داني شبلي وعضوية المستشارين لطيف نصر وطارق صادق، ومثلت النيابة العامة في الجلسة المحامية العامة الاستئنافية في الشمال القاضية ماتيلدا توما، حيث تم ظهرا سوق كل من المتهمين الموقوفين الى سراي طرابلس، وهم يحي الرفاعي، وابنه علي وأبناء شقيقته عبد الكريم وأحمد ويحي، حيث كان من المفترض أن يمثلوا أمام محكمة جنايات الشمال برئاسة القاضي داني شبلي، الا أن كثرة الدعاوى وتعيينها جميعا في يوم واحد، حال دون إستكمال الجلسة ، حيث تم الاستماع فقط الى إفادة يحي الرفاعي الذي أنكر جملة وتفصيلا قيامه بأي فعل جرمي، مؤكدا أنه علم بالجريمة من إبنه بعد مرور أربعة أيام.
بكل وقاحة، وبضحكة سخرية دخل الموقوفون باحة قصر عدل طرابلس، حيث كان بانتظارهم أقرباء الشهيد أحمد الرفاعي، فانهالوا عليهم بالشتائم والسباب.
تلا القاضي داني شبلي القرار الاتهامي ومن ثم استمع الى يحي الرفاعي الذي أنكر كل أقواله السابقة لدى الضابطة العدلية وأكد أنه تعرض لضغط معنوي، والحال نفسه لدى الاستماع له من قبل قاضي التحقيق سابقا القاضية سمرندا نصار. وبعد الاستماع الى الرفاعي الأب تم تأجيل التحقيق بالقضية الى الحادي عشر من شهر تموز.
الأمر الذي أثار موجة من الاستياء لدى عائلة المغدور، وسط تململ من بطء المحاكمات، متسائلين كيف يعقل أن يتم وضع أكثر من 20 قضية جنائية في يوم واحد، بالرغم من أن قضية محاكمة قتلة الشيخ الرفاعي تستدعي جلسة مطولة للانتهاء من التحقيق والبت بالحكم، بدلا من المماطلة والتأجيل في قضية حساسة تهم الرأي العام.
من جهته أعرب محامي الجهة المدعية وهم ورثة الشيخ أحمد شعيب الرفاعي عبدالرحمن الحسن عن توقعه لتصرف يحي الرفاعي مؤكدا، أن غالبية المتهمين بقضايا جنائية يقومون بانكار أفعالهم، وهذا أمر طبيعي وفي النهاية يسهل كشف الحقيقة ولا بد للحق أن ينتصر، مهما كانت الظروف.
وتجدر الاشارة الى أن الصرخة ترتفع شمالا جراء البطء في تعيين الجلسات، والبطء في البت بالأحكام من قبل القضاة في قصر عدل طرابلس، الأمر الذي يضع الأهالي وعائلات الموقوفين أمام صعوبات جمة، لجهة تأمين متطلبات المساجين، وأجرة الطريق في ظل الظروف المعيشية القاسية، مع الاشارة الى أن العديد من الموقوفين سهل البت بقضاياهم ولكن الاهمال من قبل بعض القضاة يجعل الأمور في غاية السوء.
ويتحدث البعض عن أن أحد القضاة يعجز عن البت بما يقارب الـ 300 دعوى مكدسة لديه مند سنوات ولا يصدر بها أي احكام !
فيديو لاقتياد المجرمين الى قاعة المحكمة
Related Posts