أربعة أيام مرت على بدء إجتياح العدو الإسرائيلي لرفح رغم كل التحذيرات التي تلقتها حكومة بنيامين نتنياهو، خصوصا أن المدينة الواقعة جنوبي قطاع غزة وعلى الحدود المصرية تعاني من اكتظاظ سكاني كبير لا سيما بعد احداث السابع من تشرين الأول الماضي.
ورغم اعلان الحكومة ان الاجتياح العسكري في رفح سيكون محدوداً غير ان صور الأقمار الصناعية تظهر العكس.
الى ذلك، لا يبدو ان رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيُوفق هذه المرة ايضاً بتحقيق أهدافه. فإجتياح رفح بذريعة القضاء على من تبقى من قادة حماس يعتبره الرئيس الأميركي جو بايدن تخطياً لـ”خط احمر” كان قد وضعه هذا الأخير، لا سيما مع تفاقم القلق داخل الإدارة الأميركية حول مصير ادخال المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر منذ السيطرة الكاملة للجيش الإسرائيلي عليه الأسبوع الفائت، الامر الذي استدعى تهديداً من بايدن نفسه بقطع المساعدات عن إسرائيل في حال اجتاحت رفح. فهل سينفذ تهديده هذا؟.. أمام هذا الواقع، بات الديمقراطيون في الولايات المتحدة باتوا في وضع حرج جداً يهدد مستقبلهم السياسي بعد الدعم الذي ابدوه لإسرائيل منذ بدء عملية طوفان الأقصى.
من ناحية ثانية، يتوهم نتنياهو أن اجتياح رفح سيحقق انتصاراً لإسرائيل ويحسّن صورته قبل الانتخابات المقبلة، وهو يمعن في التغاضي عن فكرة انه وبعد مرور سبعة اشهر على حرب الإبادة التي يشنها على الفلسطينيين في غزة، تراجع التعاطف والدعم الدوليين لإسرائيل، وباتت عواصم العالم الغربي محطات للتظاهر دعماً للقضية الفلسطينية. ناهيك عن الخسائر الاقتصادية اذ لن يعود رئيس وزراء العدو قادراً على اقناع أي من شركائه العرب في المساهمة بإعادة الاعمار.
وفي سياق متصل، تشير كل المعطيات المتوافرة الى ان تكاليف الدخول العسكري الى رفح ستكون باهظة جداً، بدءاً من إمكانية خسارة نتنياهو لفرصة تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية، ناهيك عن ان الاجتياح الكامل لرفح سيهدد معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام ١٩٧٩ للخطر، وذلك لتواجد محور فيلادلفيا والذي يعد أطول المعابر، اذ يبلغ طوله ٩ اميال يقع على الحدود المصرية، وتشتبه إسرائيل بأن فيه شبكة انفاق تستخدمها حركة حماس لتهريب الأسلحة. اضف الى ان قصف المدينة سينتج عنه نزوح عدد كبير من الفلسطينيين نحو سيناء هرباً من الحرب الامر الذي ترفضه السلطة المصرية.
توازياً، فاقم اعلان الناطق الرسمي باسم كتائب القسام أبو عبيدة وفاة الاسيرة الإسرائيلية جودي فاينشتاين البالغة ٧٠ عاماً متأثرة بجروح كانت قد اصيبت بها جراء القصف الاسرائيلي على قطاع غزة الشهر الماضي، من الازمة الداخلية التي يعاني منها بنيامين نتنياهو وخرجت المزيد من التظاهرات في تل ابيب لتطالب بوقف الحرب واتمام صفقة اعادة الاسرى.
اذاً، بات واضحاً ان لا خيار امام رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سوى الذهاب الى طاولة المفاوضات واتمام الصفقة وفق الشروط التي وضعتها حركة حماس، كونها حتى الساعة هي المنتصرة في الميدان، والا فإن “الهلاك” سيكون مصير نتنياهو ومعه اسرائيل بأكملها اذ باتت على الطريق نحو الزوال.
Related Posts