هزيمة إسرائيل وقعت.. أي طريق سيسلك نتنياهو؟!.. غسان ريفي

دقت ساعة الحقيقة لدى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بعد سبعة أشهر ونيّف من العدوان المدمر والوحشي على غزة، وقد بات لزاما عليه أن يسلك طريقا للهزيمة التي منيَ بها، بعدما إنتهت مفاعيل المكابرة السياسية، وإستراتيجيات الحرب التي لم يعد الدعم الأميركي المالي والعسكري ينفع معها، وكذلك، المصادر الاعلامية التي حاولت التعكير على المفاوضات الجارية في مصر وحرف مسارها.

لم يعد نتنياهو يمتلك أوراقا للمناورة، فهو محاصر داخليا بالمعارضة وبالدعوات لإسقاطه وإجراء الانتخابات المبكرة، وبضغط أهالي الأسرى، وبالتظاهرات، وبتهم الفساد وإستغلال السلطة، ولم يعد هناك من أفق لحربه سوى تأخير إعلان الهزيمة والمزيد من الخسائر في الجنود والآليات والأسرى، كما لم يعد ذاك الطفل المدلل في أميركا ودول العالم التي بدأت تضيق ذرعا به على وقع التحركات والاحتجاجات الداعية الى عدم تقديم أي دعم لآلة القتل الاسرائيلية التي تمارس الابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.

بالأمس، سحبت المقاومة الفلسطينية المزيد من الذرائع من يد نتنياهو الذي كان رفض ذهاب الوفد الاسرائيلي الى مصر في حال لم تسلم حركة حماس الوسطاء في مصر وقطر ردها.

وقد أكدت الحركة في بيان لها أن جولة المفاوضات في القاهرة إنتهت وأن وفد حماس سيغادر لمزيد من التشاور مع قيادة الحركة بعد قيامه بتسليم الوسطاء الرد الذي ينتظره الاسرائيلي، مؤكدة أنها تتعامل بكل إيجابية ومسؤولية وحرص وتصميم على الوصول لإتفاق يلبي مطالب شعبنا الوطنية.

وتشير المصادر الى أن مفتاح نجاح المفاوضات والدخول الى صفقة تبادل الأسرى بالنسبة لحماس هو الاتفاق على وقف إطلاق النار الكامل في المرحلة الأولى من الهدنة، وما دون ذلك، لا هدنة ولا صفقة تبادل ولا مفاوضات.

هذه الشروط تُرعب نتنياهو كونه غير قادر على تحمل تبعات وقف إطلاق النار لأن ذلك يعني إعلانا رسميا لهزيمة إسرائيل وإنكشافه في داخل الكيان، كما أن إجتياح رفح الذي يهدد فيه منذ ثلاثة أشهر دونه عوائق تتعلق بالمصالح الأميركية المصرية، وهو يشكل سيفا ذو حدين، خصوصا أنه في حال أقدم على إجتياح المدينة فإن الحصلية ستكون المزيد من الشهداء والجرحى والدمار والتشريد ما سيضاعف من نقمة الرأي العام العالمي عليه في ظل ثورة الجامعات الأميركية التي بدأت عدواها تنتقل عبر الدول التي ستواجه ضغوطا غير مسبوقة للتخلي عن الكيان الغاصب. وكذلك، المزيد من الخسائر الاسرائيلية في الجنود والآليات والتي سيضاف إليها الأسرى الاسرائيليين الذين إما أن يُقتلون وإما أن يصبحوا في عداد المفقودين، الأمر الذي قد يشعل الكيان الاسرائيلي غضبا على نتنياهو وصولا الى الفوضى الكاملة وربما الحرب الأهلية.

وفي هذا الاطار، تؤكد المصادر أن المقاومة الفلسطينية قد أعدت العدة لمواجهة إجتياح رفح في حال حصل، وهي تحضر الكثير من المفاجآت للجيش الاسرائيلي الذي لن يستطيع القضاء عليها، وبالتالي فإن أهداف الحرب التي أعلنها نتنياهو ستبقى بعيدة المنال، خصوصا أن الجيش الاسرائيلي اليوم يعاني عند معبر “نتسرين” الذي يضعه بين فكي كماشة، حيث يُستهدف من شمال قطاع غزة ومن جنوبه بسلسلة عمليات للمقاومين وعلى مدار الساعة توقع الخسائر في صفوف الجنود الصهاينة.

يمكن القول، إن المنطقة برمتها ستكون أمام ساعات حاسمة، بإنتظار الرد الاسرائيلي على رد المقاومة الفلسطينية التي باتت واضحة في شروطها ومطالبها وتتعامل مع المفاوضات من موقع الندية والقوة، وهي رفضت مصطلح “الهدوء المستقر” الذي إخترعه الوسطاء إرضاء لنتنياهو كبديل عن مصطلح “وقف كامل لإطلاق النار” وطلبت تفسيرا واضحا وصريحا وأصرت على تسمية الأمور بأسمائها.

ولا شك في أن نسب التفاؤل في الوصول الى التهدئة الكاملة ليست كبيرة، في ظل إستمرار محاولات نتنياهو التنصل من وقف إطلاق النار والتهديد بإجتياح رفح وإبعاد كأس الهزيمة عنه وعن حكومته وعن كيانه الغاصب، علما وبحسب المصادر فإن الهزيمة وقعت بمجرد دخوله الى المفاوضات مع حماس، وقبل ذلك بالفشل في تحقيق أهداف الحرب.

هذا الواقع، يضع المنطقة برمتها أمام مفترق طرق فإما الذهاب نحو التهدئة الكاملة التي ستوقف جبهات الاسناد لغزة وإعطاء الأولوية لمزيد من المفاوضات والتسويات، وإما جنون نتنياهو الذي سيسرع في إنهيار إسرائيل وسيشعل المنطقة بحرب إقليمية يشببها البعض بيوم القيامة.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal