رعى وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى ممثلا بالمحامي سليمان علوش، مهرجان “ثقافات العالم” الذي دعت إليه مدرسة بيروت الحديثة على مسرح المدرسة، لمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي بحضور السفير الهندي محمد نور رحمان شيخ وعدد من الشخصيات الديبلوماسية والفعاليات التربوية واهالي الطلاب.
وألقى علوش كلمة للمناسبة قال فيها: “كلفني وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى تمثيله فشرفني ان اكون معكم في هذه المناسبة الثقافية بامتياز. اما بعد، هذا زمن يتنوع ويتشكل على صورة التنوع البشري العالمي الذي يلتقي على التلاقح الثقافي والانساني والحواري، من خلال القواسم المشتركة الجامعة بين شعوب الكون التي تتفاعل ثقافيا ومعرفيا من أجل الحوار الانساني، هذا الحوار الذي يؤسس لثقافة عالمية جامعة وروابط ثقافية متعددة في اشكال تعبيرها وصناعاتها الإبداعية الخلاقة الواعدة لكي يتحول العالم إلى قرية عالمية تسودها قيم واواصر الحوار الساعية لتعزيز أسس التنمية الشاملة المستدامة في كافة نواحي الحياة”.
أضاف: “قد تكون بعض مشاكلنا في الواقع أن مسألة الثقافة هي أن يحول الإنسان عقله إلى مكتبة، مكتبة تتجمع فيها الكتب بطريقة فنية ولكنه لا يحول كيانه إلى فكر يمتص خير ما في هذه الكتب ليكون الإنسان الذي يعيش الكتاب ولا يستهلكه، حيث يجب ان يكون الإنسان المثقف المحاور العالمي المنفتح على العالم. ولعل هذه المشكلة في الثقافة عندنا، انه لدينا مثقفون كثيرون ولكن لا نتحسس هذه الثقافة في الوجدان الروحي للإنسان.”
وتابع: “نحن نؤمن بأن التنوع الثقافي مصدر ثراء للدولة والمجتمع والحياة ، حيث يخلق تلاقح الأفكار نوعا من التميز وتعزيز فرص التلاقي على خير الأرض ومن عليها حيث يدفع التنوع الثقافي كل طرف في الحياة الإنسانية إلى أن يحترم ثقافة الآخر ويقدرها ويؤنسنها. كما وأن العقل المنفتح على التنوع الثقافي والمعرفي والاراء والأفكار المختلفة تتضاءل فرص الوصاية عليه ويتعذر السيطرة عليه ويصعب تأطيره أو تعليبه و برمجته”.
وقال: “في هذا اللقاء هنا في هذا الصرح التربوي التعليمي مدرسة بيروت الحديثة، بيروت عاصمة الثقافة والكتاب والمعرفة ، بيروت ام الشرائع وتاريخ الحضارة الإنسانية والثقافية ، بيروت الأصالة والحداثة، في لبنان الوطن الرسالة، ندرك أن التنوع الثقافي هو التراث المشترك للإنسانية، وينبغي الاعتراف به والتأكيد عليه لصالح الأجيال الحالية والأجيال القادمة، وأن التنوع الثقافي قوة محركة للتنمية، ليس على مستوى النمو الاقتصادي فحسب بل أيضا كوسيلة لعيش حياة فكرية وروحية أكثر اكتمالا ورقيا وتقدما وازدهارا”.
وختم: “في هذا الإطار وفي محضر التنوع الثقافي الهادف وانتصارا لثقافة الخير على ثقافة الشر، لا بد لهذا العالم أن يقف في مواجهة ثقافة الإبادة والقتل في فلسطين ولبنان والتي يمارسها الكيان الصهيوني المارق عن كل القيم والمعايير الإنسانية والأخلاقية والثقافية…كي تسود عدالة الحياة الاممية كل ميادين العالم . وكل لقاء وأنتم أركان الثقافة والتنوع الثقافي والحوار”.
في الختام كان تقديم درع للوزير وآخر للسفير، ثم وزعت الشهادات والميداليات للتلاميذ المشاركين في النشاط.
Related Posts