أكد السفير المصري لدى لبنان علاء موسى أن “ما حدث في غزة عقّد المشهد في كل الإقليم لا في لبنان فقط، وأن الملف الرئاسي معقد جدًا في البلد ويحتاج جهدا لانجازه” وأن “الخماسية لن تتدخل أبدًا بالأسماء المرشحة للرئاسة، موضحاً أنه “في اليوم السابق من لقاء بنشعي ظهر على السفير البخاري علامات الإعياء”، وأن اجتياح رفح قد يؤدي إلى تصعيد على الجبهة اللبنانية أيضًا.
وأضاف في مقابلة على الـ”LBCI “: كنت في البترون مساء اليوم تلبية لدعوة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، حيث دعا عددا من السفراء، وتطرقنا إلى الملف الرئاسي ولكن ليس في شكل تفصيلي”، معتبرا أن “ثمة فرص كثيرة في لبنان ولكننا في حاجة إلى توفير البيئة المناسبة.”
وعن إمكان مصالحة باسيل مع الاميركيين، أكد موسى أنه يتعامل مع كل الكتل “على أنهم شخصيات وطنية على قدر المساواة”، مضيفاً: “أسعد بلقائهم وأتعامل مع باسيل على أساس أنه شخص لبناني وطني وهو يرعى مصالح تياره.”
وكشف عن أن “اللقاء في معراب كان استكمالا للجولة التي بدأناها، والقطيعة كانت بسبب رمضان والاعياد.”
أما عن غياب البخاري والسفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون عن بعض اللقاءات، أوضح السفير المصري أن “هدف الخماسية واحد ونهجها واحد بحضور جميع السفراء الخمس أو بغياب أحدهم”، كما أوضح أنه “في اليوم السابق من لقاء بنشعي ظهر على السفير البخاري علامات الإعياء، مما تسبب في غيابه عن لقاء فرنجية.”
إلى ذلك، تطرق السفير المصري إلى حرب غزة، وتداعياتها على لبنان، إذ رأى أن “ما حدث في غزة عقّد المشهد في كل الإقليم لا في لبنان فقط، مع العلم أن الملف الرئاسي معقد جدًا في البلد ويحتاج جهدا لانجازه”، لافتا إلى أن “الحركة أفضل من السكون، لأنه في اللحظة التي تسمح بها الظروف لإحداث خرق في الملف الرئاسي، سنكون جاهزين.”
وتابع: “الحزب يرى أنه يجب فصل حرب غزة عن الملف الرئاسي”، محذرا من “دخول لبنان في حرب من دون وجود رئيس، فسنكون عندها أمام مشكلة كبيرة”، معتبرا أنه “يجب استغلال الوضع الإقليمي للإسراع بانتخاب رئيس.”
وفي السياق، أكد أن “المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين يتعامل مع ملف الجنوب حصرًا ولا علاقة له بالملف الرئاسي، فالسفيرة الأميركية حاضرة، وزيارة هوكشتاين إلى لبنان هي للسعي إلى هدنة في جنوب لبنان.”
كما أوضح موسى أن “العواصم تتحرك وفقًا لتقارير السفراء في لبنان، وفور انتهاء لقاءاتنا السياسية ستجتمع الخماسية وترفع تقييمها إلى دولها”، مشددا على أن “الملف الرئاسي داخلي لا خارجي، وعنوان مبادرة الاعتدال هو التشاور بين الكتل وهدف هذه المبادرة هو التوافق، فالديمقراطية التوافقية هي عنوان لبنان ويجب تطبيق الدستور.”
وعن اللقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، كشف عن أننا “لم نتحدث مع بري عن أسماء المرشحين بل سألناه عن هدف الحوار، إذ لا أحد يمانع الحوار الهادف، وهو قال ان الهدف هو الوصول إلى التوافق بين المجتمعين، لينتج عنه دورات متتالية لانتخاب رئيس”، مشيرا إلى أن “المعضلة اليوم هي بمن يرأس الحوار وكيف ستتم الدعوة له، وبري مُسهل لموضوع انتخاب الرئيس ولا يمكنني وصف أي طرف لبناني بالمعرقل.”
كما ولفت إلى أن “الخماسية لا تروج لمبادرة الرئيس بري إنما تشجع على النقاط الايجابية فيها، وكل من يطرح فكرة إيجابية نسمعها، أما التوجه اليوم فهو لطرق كل الأبواب من أجل الوصول إلى تصور يلبي طلبات الكتل اللبنانية، وهناك فرصة رئاسية بالأفق.”
وتطرّق إلى الأزمة الرئاسية، قائلا اننا “لمسنا في جولتنا أزمة ثقة حقيقية بين الكتل السياسية، وهذا الأمر يجعل البعض يشكك بالآخرين، وبالتالي يتم تفويت الفرص بسبب هذا الأمر”، مضيفا: “الخماسية تعمل على إعادة بث أجواء الثقة بين الكتل السياسية اللبنانية، ومن يقدم الضمانة للكتل لا السفراء فحسب بل دول الخماسية، ويمكن تجاوز التفاصيل بحال اطمأن الجميع أن هدف “الحوار” هو الوصول إلى التوافق وانتخاب رئيس.”
وكذلك اعتبر أن “الحل بتصفية النيات وإعطاء الفرقاء الثقة لبعضهم البعض، وتأكيد أن العودة دائما إلى الدستور، إضافة إلى عدم تكرار ما حدث في الجلسة الاخيرة”، مضيفا: “يجب تحديد هدف الحوار قبل الذهاب إليه، كما يجب احترام الدستور الذي رسم خريطة انتخاب الرئيس.”
وتابع: “لا أطلب من أي فريق أن يرضخ للآخر ولكن يجب العمل لإحداث خرق رئاسي، وإذا أخل أي شخص بوعده أمام الخماسية سيتحمل هو المسؤولية، والمعايير التي وضعتها الكتل السياسية يمكن ألا توصل إلى أي اسم توافقي، ولكن يجب العمل على إعادة الثقة بين الجميع.”
وأردف: “لن يجتمع وزراء الخارجية الخمسة إلا في حال شعر سفراء الخماسية بتقدم رئاسي ملحوظ، والتشكيلة الحالية للخماسية ترضي الكتل السياسية أكثر من العمل الفردي.”
إلى ذلك، رأى موسى أن “النقاش بين الكتل هو أمر سليم وصحي قبل الذهاب لانتخاب رئيس، ولكن لا يمكنني إعطاء أي ضمانة قبل الاطمئنان 100% بأن التزام الكتل حقيقي”، ولم يُطرح بين سفراء الخماسية اسم أي مرشح رئاسي، ولا أحد من الاعضاء سيمانع وصول أي شخص يحمل مشروعًا واضحًا وعلى علاقة جيدة مع كافة الدول العربية.
وعن غياب السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري عن اللقاء في دارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في بنشعي، قال: “لمست خلال حديثي مع البخاري قبيل لقاء فرنجية شعوره بالمرض ولا أرى انه تهرّب، والتقينا فرنجية بصفته السياسية لا كمرشح رئاسي، وهو حرص خلال الاجتماع على التأكيد أن ترشيحه مستمر.”
كما وشدد على انه “لست أنا من يقرر إذا كانت المواصفات تتطابق مع شخصية سليمان فرنجيه أم لا.”
ولفت إلى زيارة لودريان إلى واشنطن مؤخرًا، قائلا انه التقى مسؤولين أميركيين وتحدث عن الملف اللبناني، موضحا أن هناك تنسيق فرنسي – أميركي بهذا الشأن.
وفي هذا الشأن، أوضح أن “اتفاق الدوحة وضع دستور عمل اللجنة الخماسية وكان واضحًا أن الاسم يصدر عن المجلس النيابي اللبناني”، مضيفا ان “البحث عن المعايير مع مناخ الثقة يمكن أن يوصل إلى لائحة مليئة بالأسماء، ولم يطرح بتاتا داخل الخماسية موقف كل دولة من كل مرشح.”
وأكد السفير المصري أن “الخماسية لن تتدخل أبدًا بالأسماء المرشحة للرئاسة، وهناك خط ستقف عنده أي دولة من الخماسية عند الشعور بالتدخل بالشؤون اللبنانية الداخلية، لكن ما نقوم به اليوم في جولتنا هو بموافقة الأطراف اللبنانية”، مضيفاً أن “مساعدة لبنان للوصول إلى رئيس ليست حكرًا على الخماسية، فإيران مثلا إذا شعرت بأنها تستطيع المساعدة بالملف، يمكنها التدخل.”
واعتبر أنه “يمكن حلحلة الملف الرئاسي قبل انتهاء حرب غزة، إذ يتحمل الجميع المسؤولية والمطلوب هو إظهار مرونة لخرق الجمود الرئاسي”، وتابع: “يجب تطبيق القرار 1701 بالتساوي بين الطرفين اللبناني والإسرائيلي، وفقط واشنطن وباريس باستطاعتهم التدخل في الملف اللبناني جنوبًا، أما مصر فمنكبة حاليًا على الجبهة الفلسطينية لحلحلة الوضع.”
ورأى أن “الرئيس اللبناني القادم يجب أن يكون مدعومًا عربيًا ودوليًا كي نرى دعمًا اقتصاديًا للبنان، ولا أرى أي مرشح رسمي اليوم للرئاسة غير فرنجية.”
ودخل بعدها السفير في ملف الحرب في غزة، مؤكدا أنه “لدى حماس رغبة في إيقاف الحرب والدخول بهدنة، لكنها تطالب بضمانة أنه عند تبادل الأسرى ألا تعاود إسرائيل القصف، ولكن إسرائيل لا تريد تقديم هذا الالتزام لأنها تعتبره إعلان لفشلها”.
وختم: “ثمة ضغوط تقوم بها مصر والعديد من الدول لإحلال الهدنة في غزة، ومصر تدرك أنه بحال اجتياح رفح، سيؤثر هذا الامر على الإقليم لا فقط على مصر، فقد يؤدي إلى تصعيد على الجبهة اللبنانية أيضًا”، مشددا على اننا “لا نستطيع تحمل مسؤولية إفراغ القضية الفلسطينية من مضمونها مقابل أموال الدنيا أجمع.”
Related Posts