رأى رئيس “تيار الكرامة” وعضو تكتل “التوافق الوطني” النائب فيصل كرامي، أن “المحافظة على القيم والمبادئ هي كالقبض على الجمر، فكما نشاهد اليوم هول التحريض والفتن والإنهيار الأخلاقي للقيم، والأخطر من ذلك التضليل الحاصل من خلال مواقع التواصل الإجتماعي والإعلام المأجور، كذلك نرى تبديل المواقف من قبل معظم التيارات السياسية وجر الشارع إلى توترات تؤدي في بعض الأحيان إلى ضرب، قتل، جرح وإهانات، إضافة لخلق جروح وندوب في جسد الوطن، والذي من خلاله قد يؤدي لخلق حرب أهلية في البلد فقط من أجل كسب موقف سياسي والحصول على نائب إضافي أو مختار أو عضو بلدية أو نقابة”.
وأضاف كرامي في حديث خاص لجريدة الرقيب الالكترونية: “لعل هذه الأحزاب السياسية لا تحلل ولا تحرم، وللأسف الشديد هناك مواطنين ونتيجة للشعور المرتبط بالطائفة أو المذهب أو المنطقة، فإنهم ينجرون وراء هذه الشعارات، أما من يدفع الثمن فهم أولاد المنطقة وأبناء المذهب والدين والطائفة التي ينتمي إليها أولئك الناس” .
وأردف: “شهدنا في الأسبوع الماضي الحادث المؤسف الذي حدث في جبيل، والذي نتج عنه عملية قتل وغدر بشاب من جبيل، واللافت أنه وفي لحظة وقبل معرفة مصير المقتول وأين مكانه وما إذا كانت حدثت جريمة في البداية، اتجه المسؤولون للنزول إلى الشارع من نواب ووزراء سابقين ورؤساء أحزاب بخطاب واحد يحمل عنوان: التحريض والقتل وقطع الطرقات”.
واستذكر كرامي استراتيجية “قطع الطرق”، والتي تذكر بمشاهد 17 تشرين الأول 2019 وما رافقه من قطع للطرق، فقال: “من هنا بدأ الخطاب التصاعدي والتحريضي دون انتظار نتيجة التحقيقات، التي من شأنها أن حصلت في ساعات قليلة، إذ خلال 24 ساعة قامت مخابرات الجيش مشكورة باكتشاف الجريمة، التي بدورها تمثلت في سرقة سيارة، وانها حتما حادثة مؤسفة راح ضحيتها مواطن لبناني وهو رب عائلة”.
وتابع: “ما إن ظهرت نتيجة التحقيقات الأولية حتى ظهر موقفين، موقف العائلة المتمثل بزوجته المؤمنة والوطنية والتي رفضت التعرض لأي شخص، كما رفضت قطع الطرقات والتحريض ووضعت الحادثة في إطارها الحقيقي. أما الموقف السياسي، فقد رفض يشكل جذري التحقيقات والجيش والمؤسسات بل دعا للمحاربة والقتال. وهنا طرح السؤال الأساسي: تريد محاربة من؟ شريكك في الوطن؟ فما هذا الموقف إلا ضرب بالجيش والقوى الأمنية والمؤسسات. السفراء حريصون على وضع لبنان أكثر من ذلك الفريق الذي يدخل التوتر أينما حل، ولم يتحملوا حادثا واحدا”.
وأضاف: “أما في إحصاء بسيط للأحداث التي جرت في طرابلس خلال شهر رمضان، فيظهر وجود حوالي 90 حادثا أمنيا، أي بمعدل 3 حوادث أمنية في اليوم الواحد من سرقة سيارات وتشليح ومخدرات وإطلاق نار وقتل، بالمقابل، فما يقوله وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال خطير جدا، وهو تخلى عن جميع مسؤولياته، وبدأ يشرح عن مشكلة النزوح السوري في لبنان، ويعود ويتحدث عن مشكلة الأمن في لبنان متناسيا أنها مسؤوليته، إضافة إلى إلقائه بالمشكلة على عاتق السوريين بحجة التقصير، مما قد ينذر بمشكل مع سوريا، فلا يكفي وزير الداخلية الحرب القائمة مع إسرائيل، لا بل يريد التوجه لحرب مع سوريا”.
وأكد كرامي أن “هذه الطبقة الحاكمة لا يعول عليها، فمن الأساس لو قامت بواجباتها منذ البداية وعالجت موضوع النزوح السوري، لما كنا لنصل اليوم لما نحن فيه، لكنهم تخلوا عن جميع مسؤولياتهم السياسية والاقتصادية والأمنية”، قائلا: “أشدد على المواضيع الأمنية لأننا في طرابلس نعيشها، إذ نعيش مشكلتين، أمنية وقضائية، فالتدخلات السياسية تسيطر على القضاء”.
وتابع: “رسالتي اليوم للشباب بأننا نحن أبناء الوطن ونحن الحريصون عليه، أعلم أن الاستفزازات التي سمعناها خلال الأسبوع الماضي كانت قاسية ومستفزة، ولكن في هذه الحالة يتضح من هو الوطني وغير الوطني، فنحن (أم الصبي)، ومن ينبغي عليه أن يستوعب الآخرين ولو كانوا على خطأ، فلا يمكننا الانجرار نحو أجنداتهم، ولديهم أجندتين، الأولى تتسم بالفوز والتفوق على الفرقاء الآخرين وشد العصب، والثانية تظهر في زرع الشقاق والفتنة بين اللبنانيين، أما حلمهم فهو تقسيم لبنان، وجميعنا على علم بتاريخهم، لكننا لم ولن ننجر لأجندتهم مهما كانت الأثمان. فالأثمان من بعدها ستكون غالية، والظرف اليوم دقيق جدا، إذ نحن في حالة حرب، وثلث لبنان يتعرض للقصف ويتنج عنه ضحايا، والفريق الآخر يقوم بطعن لبنان في الظهر عبر خطابهم بدل التوحد وسد الفجوة.
وأضاف: “أما أخطر ما حصل في الأسبوع الماضي، فهو دخول الموساد للأراضي اللبنانية وخطف شخص، يبدو وحسب الأخبار المتداولة أنه يقوم يتحويل الأموال إلى حماس، وبغض النظر عن عمله، فإن دخول الموساد إلى الأراضي اللبنانية واستئجار منزل وخطف شخص لمدة شهر وتعذيبه وسحب الاعترافات منه مع ترك الأدلة، وإثباته للدولة اللبنانية أنهم يتواصلون مع تل أبيب لمدة شهر من دون علم الدولة، ينذر بخطورة الوضع”.
وختم كرامي : “المواجهة اليوم ستكون بالسياسة وإيماننا وصبرنا، كذلك تمسكنا بالدولة الحقيقة واحترامها بكل أجهزتها وأمنها وقضائها، ولا خيار لدينا إلا الدولة اللبنانية، نحن على علم بتقصير الدولة، وللعلم لم تقصر الدولة إلا في طرابلس. ورغم ذلك، نعاتب ونوجه وننتقد ضمن السقف الذي يحفظ هيبة ومقام الدولة اللبنانية”.
Related Posts