سفراء الخماسية يقاربون الملفّ الرئاسي على “الطريقة اللبنانيّة”!.. عبدالكافي الصمد

إستعاد سفراء الدول الخماسية في لبنان المعنية بالملف الرئاسي نشاطهم بعد عطلة عيدي الفصح والفطر، فجالوا يميناً وشمالاً على كتل نيابية، في حراك بدوا فيه وكأنّهم أصيبوا بعدوى اللبنانيين الذين اعتادوا مقاربة الملفات الخلافية في ما بينهم وفق ميولهم وأهوائهم السّياسية، وليس وفق ما تقتضيه المصلحة العامّة، بشكل ظهر سفراء الدول الخماسية وكأنّهم بحاجة إلى من يرشدهم ومن يصلح ذات البين بينهم.

فخلال الأيّام الثلاثة الماضية قام سفراء اللجنة الخماسية (القطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، الفرنسي هيرفيه ماغرو، المصري علاء موسى، السعودي وليد البخاري والأميركية ليزا جونسون) بجولات مكوكية على الكتل النيابية، والتقوا بها لمناقشة الملف الرئاسي، في مهمة بدت شديدة التعقيد، لأن النقاش حول هذا الملف بقي يراوح مكانه، وأظهر الحَراك الجديد للسّفراء بأنّ التناقضات بين الكتل النيابية ما تزال كما هي، نتيجة التباين بين هذه الكتل في مقاربة الملف وإيجاد مخرج له يُنهي الفراغ القائم في قصر بعبدا من تشرين الأوّل من العام 2022.

فاللجنة الخماسية إستهلت نشاطها يوم الثلاثاء الماضي بلقاء كتلة “التوافق الوطني” في دارة السّفير المصري علاء موسى في عرمون، وهو أول لقاء يعقده سفراء الخماسية مع كتلة نيابية خارج مقر الكتل التي تلتقي معها عادة، قبل أن تتابع نشاطها الأربعاء الماضي بلقاءين بدا لافتين في أكثر من مجال.

اللقاء الأول كان مع رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية في بنشعي وغاب عنه السفير السّعودي وليد البخاري لأسباب فسرها السفير المصري الذي تحدث باسم الوفد بأنّها تعود لإصابة البخاري بوعكة صحية طارئة، وأنّه سيغيب عن لقاءات اللجنة يومها، وربما لقاءاتها في اليوم التالي، ما أثار تساؤلات حول إذا ما كان دافع الغياب صحيّاً أم غير ذلك، خصوصاً أنّ البخاري لم يسبق له أن غاب عن أيّ لقاء سابق للجنة مع أي كتلة نيابية.

في اليوم ذاته، الأربعاء، إلتقى سفراء الخماسية، تكتل “الإعتدال الوطني” في مقرّها في الصيفي، وبعد اللقاء أعلن عضو التكتل النائب وليد البعريني بأنّ “التكتل يعمل بالتنسيق مع اللجنة الخماسية لتوحيد وجهات النظر بغية الوصول إلى تذليل العقبات لإنجاح مبادرة تكتل الإعتدال التي تبنّتها اللجنة الخماسية ووافقت على مضمونها معظم الكتل النيابية”، بعدما كان البعريني قد صرّح قبل 24 ساعة من اللقاء بموقف يناقض كلامه بعد اللقاء، عندما قال في حديث إلى إذاعة “صوت كلّ لبنان”، أنّ “التكتل قد يتّجه إلى نعي مبادرته في ظلّ الإنقسام الحاد بين القوى السياسية”، لافتاً إلى أنّ “الأمور لا تزال “راوح مكانك”، أكان على مستوى مبادرة التكتل أو حراك الخماسية”.

حَراك اللجنة الخماسية يوم أمس الخميس، كان أيضاً لافتاً وأثار الكثير من التساؤلات. إذ استهل السّفراء نشاطهم بلقاء رئيس التيّار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل بحضور السّفير السّعودي الذي تعافى من وعكته على ما يبدو، لكن هذه المرة غابت السّفيرة الأميركية جونسون بسبب العقوبات التي تفرضها بلادها على باسيل، قبل أن يختم سفراء اللجنة الخماسية نشاطهم يوم أمس بلقاء رئيس كتلة حزب الله النائب محمد رعد، إنّما بغياب السّفيرين السعودي والأميركي، في مشهد ترك إنطباعاً أنّ سفراء اللجنة الخماسية لا يختلفون، في أدائهم، عن السّياسيين اللبنانيين، الذين يفشلون غالباً بالتوصّل إلى أيّ حلّ لمشاكلهم، بسبب الحرتقة وضيق الأفق وتقديم مصالحهم الخاصّة على ما عداها، ويتركون المهمة لغيرهم، فلمن سيترك سفراء الخماسية هذه المهمّة بعد أن فشلوا فيها؟


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal