يترقب لبنان مضي ساعات إضافية، بدءاً من اليوم، ليبني على الشيء مقتضاه، مع أول يوم عمل بعد عطلة عيد الفطر السعيد ،في ضوء وما يترتب على الردّ الإيراني بضربات صاروخية ومسيّراتية على مراكز محددة في اسرائيل، رداً على استهداف القنصلية الايرانية في دمشق.
وقرر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي استبدال جلسة مجلس الوزراء التي كانت مُقررة اليوم للبحث في التطورات الراهنة محليا وخارجيا بجلسة تشاورية. وبدا أنّ هذا التعديل مرتبط بعدم توافر نصاب الجلسة.
واصدرت الامانة العامة لمجلس الوزراء بيانا جاء فيه: “شعوراً منه بالمسؤولية الوطنية وضرورة استمزاج آراء معظم السادة الوزراء والاستماع اليهم لاسيما في هذا الظرف الدقيق التي تمرّ به البلاد، قرر السيد رئيس مجلس الوزراء استبدال جلسة مجلس الوزراء التي كانت مُقررة صباح الاثنين بجلسة تشاورية تُعقد في نفس التاريخ والمكان والزمان المُقرر.
ويترقب لبنان نتائج الاجتماع المقرر لرؤساء الدول الاوروبيه الخميس المقبل في بروكسل، والذي يبحث في موضوع اللجوء السوري في لبنان وسبل معالجتها.
وعلم ان الرئيس القبرصي الذي زار لبنان الاسبوع الماضي، سيقدم خطة متكاملة لمعالجة موضوع النازحين السوريين الذي يهدد لبنان وقبرص وسائر الدول الاوروبيه، ويقترح حلولا لهذه المشكلة.
وذكرت “الشرق الاوسط”:ان الرئيس ميقاتي لا يخفي تفاؤله بتعديل الموقف الأوروبي لجهة موافقته على تحديد المناطق الآمنة في سوريا، التي يمكن أن تستقبل الألوف من النازحين السوريين، لتخفيف الأعباء المترتبة على لبنان جراء استقباله هذا العدد من النازحين، والذي يشكل نصف عدد اللبنانيين المقيمين.
ويرى عدد من الوزراء أن موافقة الاتحاد الأوروبي على تحديده مناطق آمنة تخضع لسيطرة النظام السوري لاستقبال النازحين السوريين تعني أنه قرر أن يعيد النظر في علاقته بالرئيس بشار الأسد لجهة موافقته على مشروعيته بمنحه شهادة حسن سلوك، بخلاف معارضته الشديدة إياه، ويسألون ما إذا كان ميقاتي قد نجح في تأمين الغطاء السياسي الأوروبي لإعادتهم.
ويكشف هؤلاء لـ«الشرق الأوسط» أن ميقاتي يتحضّر للقاء رئيس المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة، ويقولون إنه يراهن على كسب تأييدهما لمسعاه في تحديد عدد من المناطق الآمنة للبدء في تنظيم عودة النازحين إلى الداخل السوري.
ويؤكد الوزراء أن لقاء ميقاتي برئيس المفوضية العليا للاجئين يأتي لتصويب العلاقة بين الحكومة وممثليها في لبنان الذين يصرون على حجب «الداتا» الخاصة بتعداد النازحين عن مديرية المخابرات في الجيش وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، وهذا ما اشترطوه على المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري عندما وافقوا على إيداعه «الداتا» التي تخلو من ذكر التواريخ الخاصة بدخول النازحين إلى لبنان.
ويضيف هؤلاء أن هناك ضرورة لتعميم «الداتا» على سائر الأجهزة الأمنية، وعدم حصرها بالأمن العام، ويؤكدون أن هناك ضرورة لتصويب التعاون مع مفوضية اللاجئين، وتنقيتها من الشوائب التي تشوبها.
تفاؤل ميقاتي بإعادة النازحين يطرح مجموعة من الأسئلة حول مدى استعداد النظام السوري للتجاوب معه في حال توصل إلى إقناع الاتحاد الأوروبي مستعيناً بالرئيس الفرنسي بوجوب الموافقة على تحديد مناطق آمنة في سوريا تتولى رعايتها المفوضية العليا للاجئين.
فهل يوافق النظام السوري على إصدار عفو يتجاوز أعداد النازحين ممن تخلّفوا عن تأدية الخدمة العسكرية؟ وماذا سيكون الموقف اللبناني، في حال تواصل معه، حيال مطالبته برفع العقوبات المفروضة عليه، وشطب اسمه من قانون قيصر وعدم شموله به كما هو حاصل الآن، واشتراطه بأن يتولى التحالف الدولي إعادة إعمار ما تهدم في سوريا من جراء الحرب بذريعة أنه كان وراء اندلاعها بوقوفه إلى جانب المجموعات الإرهابية؟
وكتبت” النهار”: ينتظر ان تخصص جلسة مقبلة لمجلس الوزراء لمناقشة جدية لملف النزوح السوري، الذي سلط الضوء عليه مقتل منسق قضاء جبيل في” القوات اللبنانية”باسكال سليمان، اذ شكل النزوح موضوع الخطب والتعليقات في الايام الماضية، خصوصا انه تزامن مع ذكرى الحرب اللبنانية (13 نيسان 1975)، وقد اعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من بكركي “اننا نقوم بوضع حل لأزمة النازحين السوريين من خلال الاتصالات التي نقوم بها، والحل يبدأ باعتبار معظم المناطق في سوريا مناطق آمنة لنقوم بترحيل السوريين الذين قدموا الى لبنان تحت عنوان “لاجئين”. يجب ان نميز بين السوريين الموجودين على الاراضي اللبنانية والذين يعملون ويساهمون في الاقتصاد وبين الذين يدخلون تحت عنوان لاجئين ونازحين بهدف الافادة من هذا الموضوع. عندما تصبح هناك مناطق أمنة في سوريا واعتراف دولي بهذا الموضوع، سيتم ترحيل معظم السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية الذين لا يؤدون اي عمل أو لا يكونون في لبنان تحت غطاء قانوني. من لديه إقامة وإجازة عمل ويعمل ضمن القانون فنحن نحترمه مثلما نحترم اي مواطن عربي اخر”.
وكتبت” الديار”: من المفترض ان يشهد ملف النزوح السوري تطورات جذرية. وقد اعلن النائب «القواتي» ملحم الرياشي ان وفدا من «القوات» برئاسة النائبة ستريدا جعجع، سيقدّم طرحاً عملياً لوزير الداخلية اليوم حول أزمة النازحين السوريين، وسيطلب تعميمه على المناطق والبلديات.
Related Posts