برعاية ومقدمة من رئيس تيار المرده الاعلامي مرسال الترس يوقع كتابه “اذاعة عمشيت من الإرسال الى الإقفال”

قلة من الاعلاميين بامكانها ان تؤرخ لحقبة من الزمن المفصلي بامانة، ليس لان هؤلاء غير قادرين ولكن العاطفة والميول السياسية تلعب دائماً دورها في هذا الاطار، الزميل مرسال الترس فعلها بامتياز وتمكن من ان ينقل لنا باسلوبه السلس صورة الواقع كما كان في اذاعة عمشيت في مرحلة دقيقة ومفصلية من تاريخ الاحداث في لبنان.
وربما لان الموضوعية اساس في كتاب الزميل الترس الذي حمل عنوان “اذاعة عمشيت من الارسال الى الاقفال” وافق رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه رعاية توقيع الكتاب وخصه ايضاً بمقدمة بقلمه بسابقة من نوعها.
حفل توقيع كتاب الزميل الترس الصادر عن مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق اقيم في في المسرح البلدي قاعة بيار فرشخ، برعاية رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه ممثلاً بعضو المكتب السياسي السيدة فيرا يمين التي مثلت ايضاً النائب طوني فرنجيه، الاستاذ طوني العم ممثلاً رئيس حركة “الاستقلال” النائب ميشال معوض، رئيس بلدية زغرتا – اهدن انطونيو فرنجيه، رئيسة مركز مشروع أجيال السيدة ماريان سركيس، النقيبة السابقة للمحامين في الشمال ماري تراز القوال فنيانوس، الاعلامية حسنا سعادة ممثلة نقيب المحررين جوزيف القصيفي، نائب رئيس المجلس الوطني للإعلام ابراهيم عوض وشخصيات وفعاليات اعلامية وثقافية وتربوية واجتماعية.

وقد تضمن الاحتفال الذي قدمته الفنانة الفيرا يونس كلمات لراعي الاحتفال ارتجلتها ممثلته الزميلة فيرا يمين مستذكرة ثلاثة من الراحلين بأجسادهم من اذاعة عمشيت المدير السابق لوزارة الاعلام رامز الخازن والقائمقام السابق انطوان القوال وشقيقها ميلاد يمين، ونوهت بالجهد التوثيقي الاحترافي الذي قام به مرسال الترس.
ولفتت الى ان ثلة من الصحافيين ومن بينهم الاعلامي الكبير الراحل جورج يمين حملوا اجازاتهم من المعاناة والوجع.
وقالت: اعتقد ان الحياة تعطي اجازات ارفع واسمى من كل الجامعات، ونحن ابناء هذه الحياة وابناء هذا النضال وهذا الوجع.
من الارسال الى الاقفال لم ولن يكون ابداً هناك اقفال لان كل خاتمة هي بداية لعمل جديد، كل محطة هي انطلاقة لعمل جديد، واذا اردنا الاجابات الفلسفية كل اجابة هي مشروع لسؤال جديد.
في البدء كان الكلمة ونحن منذورون لهذه الكلمة.
شكراً مرسال لجهدك ولامانتك ونحن ممتنون لان الكتابة هي ارقى اشكال التعبير وهي الوهم الجميل للبقاء”.

ثم تحدث رئيس مؤسسة شاعر الفيحاء الدكتور سابا زريق، مفنداً مضمون الكتاب.
وقال: لم يُلقِ المناضلُ الإعلامي سلاحَهُ، بعد تقاعُدِهِ منذُ ثمانيةِ أعوام. ولا بدَّ أنّه كان يدرِكُ أن مؤلَّفَهُ الأول، الذي واكبَ إصدارُهُ ذلك التقاعُد، أي “من موسكو إلى كبادوكيا”، لن يكونَ يتيماً.

رأيتُهُ يهروِلُ قبلَ تقادُمِ الزّمن، لإخراجِ ما في جَعبتِهِ من أخبارٍ وأسرار؛ إذ لم يَكَدْ حِبرُ مولودهِ الثاني “سنونو من غزة” يجِفُّ حتى فاجأنَا شاهدٌ عيّان، عَنَيت الأستاذ مرسال الترس، ترسُ الإذاعة، كما حَلا للإعلاميّ أنطوان الخويري أن يُطلِقَ عليه من لَقَب، بالإضاءةِ على فَترةٍ زمنيةٍ حسّاسة من تاريخِنا المُعاصِر. فإذا كان مؤرِّخُنا بدا رؤيوياً في إطلاقِ كتابه السابق، قُبيلَ شنِّ الحربِ على غزّةَ الجريحة، التي ما زالت تَئِنُّ من طُغيانِ المُجرِمِ الصُّهيوني ومن إطاحتِهِ أدنى معاييرِ الإنسانيةِ في فلسطينَ النازفة أبداً، يضعُ اليوم أمامنا حقائقَ حول زمنٍ ساخنٍ ودامٍ، عانى الوطنُ فيه ما عاناه.

ولو قُدِّرَ لي أن أضعَ قصةَ “إذاعة عمشيت”، كما رواها مؤلِّفُنا، على رفٍّ في مكتبةٍ ما، لاخترتُ لها بالطبع رفاً في جَناحِ الكتبِ التاريخية. فهيهاتُ لو أنَّ لوثَةَ التأريخِ الصادق تُصيبُ أمثالَ الأستاذ مرسال لتشمُلَ أحداثاً مؤسفةً جرَتْ في أرجاءِ وطنِنا المظلوم، فتظَهِّر بشفافيةٍ ما انتابَ يوماً مواطنٌ من جُنونٍ حَمَلَهُ على التضحيةِ بأخيهِ المواطن، بذريعةِ الدفاعِ المزعوم عن قضايا، ارتُكبَ باسمها ما لا يبرّرُهُ ضميرٌ أو دين. فلو جُمِعَتْ مؤلَّفاتٌ حاضنةٌ لوقائعَ موَثَّقة، في كتابٍ واحد، لاستولَدْنا أخيراً كتابَ تاريخٍ موحَّد، عجِزَتْ سلطاتٌ متعاقبةٌ عن إصدارِه. كتابٌ يُشبِهُ “إذاعة عمشيت”، يكشِفُ الحقائقَ العارِية، على بشاعَتِها، دون اللّجوءِ إلى التّجميلِ أو التّشويه.

إن الكتابَ الذي سوف تقرَأونَه وتتعرَّفونَ عَبرَهُ على أسماءٍ، ربما سمِعتُم بها من قبل، أو حتى عرَفتُمْ أصحابَها، يُبرزُ الأدوارَ النبيلةَ التي أدّوها، والتي تَنُمُّ عن ولاءٍ للوطن وعن تضحياتٍ جسيمةٍ في سبيلِ دعمِ الشّرعيةِ والزَوْدِ عنها. إلى كلِّ من منهم أطالَ الله بعمرِه، وإلى روحِ من غادرونا، أُهدي اعتزازاً ما بعدَه من اعتزاز. فهم حقاً قدوة، لو تمثّلَ بها من اعتَبَر، لما كنا وصَلنْا إلى جهنمٍ فيها اليوم نتلظّى جميعاً. وضَنّاً بوقتكم، سوف أكتفي بذِكرِ ثلاثةٍ ممن استذكرهم أستاذ الترس في كتابِه.

عرَفْتُ، وأنا في رَيعانِ شبابي، المرحوم المحامي الأستاذ رامز خازن، لصيقَ فخامةِ الرئيس سليمان بك فرنجيه، رحماتُ الله عليهما. كان المؤتَمَنُ الذي استأثَرَ بحيّزٍ مستحَقٍّ من الكتابِ الذي به نحتفي اليوم. التقيتُهُ مراتٍ عديدةٍ في مناسباتٍ عائلية، كونَ والدُهُ هو ابنُ عم والد زوجةِ عمي، المرحوم المؤرِّخ سمعان خازن. وكنت أسمعُ الكثيرَ عن إنجازاتِهِ التي أحسَنَ الأستاذ مرسال إبرازَها في كتابِه، كمديرٍ عام لوِزارة الإعلامِ في ظروفٍ ولا أحلَك.

أما الأستاذة الفيرا يونس، إبنة الرئيس الراحل سليمان بك، بالتبنّي الرّوحي، أطالَ الله بعمرِها، وهي التي تتكرَّمُ بتقديمِها لحفلِنا هذا، التي انتفضَتْ آنذاك على طريقتِها، بوجهِ محاولةِ انقلابِ الأحدبِ الفاشلة، والتي حثَّتْها مواطِنيَّتُها الصّافية على الإنخراطِ في جِهادٍ إعلاميٍ حقيقيٍ في عمشيت، إسهاماً في مناصرةِ زملائها، مشتركةً في إذاعة الأخبار، على الرُّغمِ من التهديداتِ التي واجهتها وأخيها؛ فلها منا كلُّ الاحترام لِما قرأْتُ عن مآثرها.

أما المحامي الأستاذ أنطوان زخيا، أطال الله بعمره، الذي أسهَمَ من خلالِ “المكتب المركزي لوِزارة الإعلام” في بثِّ، من إذاعة عمشيت، أخبارٍ تُبِرِّدُ قلوبَ الأهالي القلقِة، وهو يشرِّفنا اليوم بإلقاء كلمة حقٍ في الأستاذ الترس وفي كتابه؛ له كذلك منّا وقفةُ امتنانٍ .

يرشحُ من صفحاتِ الكتابِ أن الأستاذ مرسال كان في إذاعةِ عمشيت “مُسبِّعَ الكارات”، هو الذي عمِلَ ليل نَهار كـ “مهندسِ صوت” في استوديو الإذاعة و “مستمعِ أخبار” و “مسجّلِ برقياتِ” لطمأنةِ الأهالي و “محرِّرِ أخبارٍ خارجية” و “مذيعٍ ليلي”. وعندما كانَ عِبءُ تلك الأعمالِ الثقيلِ يترُكُ له هنيهاتٍ لإشغالها، لم يتوانَ حتى عن مساعدةِ الحرس ليلاً.

وختاماً، شكراً لك أستاذ مرسال على إزاحةِ السِتّارةِ عن تلكَ الفترةِ العصيبة. ولْيعرِفِ اللبنانيونَ جميعاً أن التضحياتِ التي يستأهلُ الوطنُ أن نبذُلها، ليست مجرَّدَ شِعاراتٍ مرنانةٍ،
يتلطًى حالياً وراءَها ساسَةٌ فاشلون، لا يفقهون للوطنِ معنىً؛ فليتمثلوا بك وبأبطالِ كتابك.

ومن قدامى اذاعة عمشيت تحدث المحامي انطوان زخيا عن تلك المرحلة ودقة أحداثها ودور الزميل الترس فيها الذي “وثّق مرحلة من تاريخنا شهدت صراعاً مريراً وكلّفت أثماناً باهظة دفاعاً عن لبنان الوطن”.
ولفت الى انه في تلك المرحلة وبعدما بدا واضحاً ان رئيس الجمهورية الراحل سليمان بك فرنجيه رافض لأي نوع من التنازلات أو الخيارات ومن بينها ترحيل المسيحيين من لبنان تسهيلاً لقيام الوطن البديل، بات حجر عثرة في طريق المؤامرة الكبرى، ولم يبقَ من حلّ سوى ازاحته قبل انتهاء ولايته ببضعة أشهر، فحصلت المحاولة الانقلابية ليلة 11 آذار 1976 التي استهدفت الشرعية الدستورية والكرامة الوطنية وطلب منه قائد الانقلاب تقديم استقالته لكنه رفض الإنصياع واختار بذل الغالي والنفيس للمواجهة مرة جديدة الدفاع الأول في مواجهة المخطط المشؤوم.
واشار الى انه انخرط مع شقيقه الراحل المحامي زخيا زخيا جنباً إلى جنب مع المدير العام لوزارة الاعلام الأستاذ رامز الخازن وكوكبة من الإعلاميين وجلّهم من المتطوعين، في مسيرة مشرّفة غير أبهين بالمخاطر وغير ملتفتين إلى التحديات، حيث وصلوا إلى برّ الأمان بتاريخ 23 أيلول 1976، يومها انتهت الولاية الدستورية للرئيس فرنجيه وسلّم مقاليد الحكم إلى رئيس الجمهورية الخلف الياس سركيس الذي انتخبه المجلس النيابي وفقاً للأصول الدستورية، فسلمنا بعدها أمانة إذاعة عمشيت إلى الشرعية الجديدة.
ولفت الى ان إذاعة عمشيت شكّلت في تلك الحقبة صَحْوةً صنعَها رُسُلٌ، لا سُعاةُ بريد يأتمرون بمن يتوهّمونه مرجِعاً ضامناً لمصالحِهم الضيّقة.
فإلى كلّهم، وإلى الذين رحلوا من بيننا ، يقتضينا الواجب أن نقدّم تحية إجلال وإكبار بدءاً بالرئيس سليمان فرنجيه ثم الأستاذ رامز الخازن وجميع من انتقلوا إلى يمين الآب وآخرهم شقيقي وحبيبي المحامي زخيا زخيا الذي كان ينتظر صدور كتاب الأستاذ مرسال على أحرّ من الجمر لكنه انضمّ إلى رفاق المسيرة في جوار الرب، وترك بذمتي خالص عبارات التهنئة والتقدير التي أنقلها اليوم.
واوضح ان الجهد الذي بذله مرسال الترس لا يُستهان به لتوثيق تلك المرحلة التاريخية، التي قد يعتبرها البعض أسهل من الروايات الأخرى لكنها في الحقيقة ” الأصعب ” لأن الرواية التاريخية لا تترك للمؤلف حرية اختيار الشخصيات والأدوار، بل تقيّده بأحداث لا يستطيع تجاوزها أو إنكارها. وها ان الأستاذ مرسال إعتبر مهمة توثيق مرحلة ” اذاعة عمشيت ـ من الإرسال إلى الإقفال ” مسؤولية وأمانة لنقل الحق والحقيقة، وكل ذلك ليبقى لبنان وطناً واحداً ضابط الكل، ” لا يُلغي فيه أحدٌ أحداً ، ولا يكون فيه أحد بذمة أحد ، فهو يتسع للجميع ” ويكفي أن نتذكر على الدوام شعار الرئيس الراحل سليمان فرنجيه” وطني دائماً على حق ” لنعود اليه كلما شحّت المعاجن في زمن تهاوى فيه البهاء، وقلّ فيه الوفاء، لكن الوطن باقٍ طالما فيه الاوفياء.
واعتبر ان الكتاب شهادة ضرورية للحقيقة والتاريخ، لأن التَّاريخ يَخضع في الكثيرِ من تقلباته لِلتَّبديل وَالتَّغيِير.

ثم ختم المؤلف بكلمة مهدياً الكتاب لروح الرئيس الراحل سليمان فرنجيه الذي “أخذنا منه أمثولات في الصمود والوطنية للدفاع عن هذا الوطن والتشبث به”.
وقال: تحية مضاعفة لرئيس تيار المرده سليمان فرنجيه على تفضله بتخصيص إصدارنا الثالث بمقدمة غير مسبوقة في هذا المجال، ومن ثم رعايته لهذا الحفل ممثلاً بعضو المكتب السياسي في المرده الصديقة السيدة فيرا يمين
سعيت من وراء إصداري الثالث أن أضيئ على حقبة لافتة من تاريخ الحرب في لبنان حيث برهن التعلق بالشرعية كم هو ركيزة أساسية في بناء الاوطان، وثانياً لتوضيح بعض معالم تلك المرحلة التي اراد بعض المجهولين تشويهها بحفنة من المعلومات الخاطئة أو المبالغ بها عن قصد وسوء نية أو عن جهل بالوقائع التي عشت تفاصيلها مع العديد من الزملاء الذين فاق عددهم الخمسين ولم يتسن لي أن اتواصل مع أكثر من سبعة عشر منهم…
شكر كبير لمؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق ممثلة برئيسها الدكتور سابا زريق الذي بادر الى تبني طبع هذا الاصدار فور إطّلاعه العميق على مضمونه، وبخاصة أن اصدارنا هذا يحمل الرقم 112 في اطار الاصدارات التي تبنتها المؤسسة دعماً للثقافة في الشمال ولبنان.
شكر كبير لرئيس بلدية زغرتا – اهدن الاستاذ الصديق انطونيو فرنجيه على فتح أبواب هذه القاعة امام احتفالنا وما إتصل به من تفاصيل عكست مناقبيته ليكون قيمة مضافة لرؤوساء البلديات في لبنان والظروف الآنية البالغة الصعوبة التي ما تزال تجثم على صدر الوطن.
واذ شكر الزملاء الأصدقاء الذين كانوا شركاء في الصمود وسط ظروف حرب لعينة وشارك بعضهم في هذا الاصدار طالبين الرحمة لنفوس الزملاء الذين غابوا عنا، ولاسيما الاستاذ رامز خازن، الاستاذ جوزيف أبو هارون، الاستاذ انطوان الراعي، الاستاذ انطوان القوال ومؤخراً الاستاذين طوني شمعون وزخيا زخيا توجه بالتحية للممثلة القديرة الصديقة المخضرمة الفيرا يونس التي أغنت احتفالنا بتقديمه وتحملت عناء الانتقال من بيروت، وكذلك شكر الصديق المحامي طوني زخيا على مشاركته متكلماً. والاستاذ غسان صقر الذي تحمّل عناء الانتقال من احدى قرى البترون رغم ظروفه الصحية. ولن أنسى شكر الزميل جميل جرجس معوض الذي كان المحفز الأول على إعداد هذا الاصدار.
شكر كبير للمؤسسات الاعلامية التي اهتمت حتى الآن بالاضاءة على اصدارنا الثالث وأود ان اخص بالشكر تلفزيون لبنان، وأيضاً الاستاذ شادي معلوف من اذاعة “صوت كل لبنان” والاستاذ الصديق جداً روبير فرنجيه الذي لم يفوّت فرصة أو صفحة الاّ ويرفدها بعاطفة، وتحصيل حاصل أن نشكر الموقع الالكتروني لتيار المرده وراديو اهدن – صوت الحكمة والإيمان وزغرتا تشانل مع الإدارة والموظفين… ومواقع “الجريدة” ، ليبانون فايلز” و 06news….
في الختام شكر كبير لكل شخص منكم على المشاركة في هذا الاحتفال مع قبلة صادقة على وجناتكم على أمل أن نلتقي في اصدارات لاحقة انشاء الله.

وفي الختام وقع الزميل الترس كتابه بعد شرب نخب المناسبة.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal