نصف عام على الحرب.. ماذا عن جنوب لبنان؟!.. ديانا غسطين

ها هو العام الأول للحرب على غزة ينتصف، ولا تزال تداعياته تطال الجنوب اللبناني وقراه الحدودية التي تحولت الى ساحات حرب بفعل القصف الإسرائيلي اليومي. 

كل هذا والمقاومة على موقفها من اعتبار الجبهة اللبنانية ساحة اسناد لقطاع غزة والمقاومة الفلسطينية في حربها مع العدو الإسرائيلي، فبحسب كلام نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم “نحن في الموقع الذي يجب ان نكون فيه”.

وبحسب إحصائية مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA) الصادرة في الرابع من الشهر الجاري، فقد تسببت الحرب الدائرة في الجنوب منذ الثامن من تشرين الأول الماضي بنزوح نحو ١٤٠ الف شخص فيما لا يزال قرابة الـ ٦٠ الفاً يقطنون في مناطق النزاع. وتلفت ارقام المنظمة الى ان ٦٦ مدنياً قد قتلوا جراء الاعمال العسكرية ويتوزعون على الشكل التالي: ٢٣ امرأة، ٨ أطفال، ٣ صحفيين، و١٧ من عمال الهيئات الصحية.

الى ذلك يظهر الواقع الميداني نكبتين في القطاعين التربوي والزراعي، اذ تشير ارقام وزارة الزراعة اللبنانية الى تضرر ٨٠٠ هكتارا من الأراضي الزراعية بشكل كامل، اي ما يقارب ٨ ملايين مترا مربعا، وسُجّل مقتل ٣٤٠ الف رأس ماشية فيما بات ٧٥% من المزارعين من دون مصدر دخل.

اما تربوياً، فقد أدت الحرب الى اقفال ٧٥ مدرسة ناهيك عن تقسيم الطلاب الى فئات ثلاث:

– التلاميذ الذين يتلقون التعليم عن بعد جراء النزوح الداخلي.

– التلاميذ الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بأي مدرسة في القرى التي نزحوا اليها.

– التلاميذ الذين باتوا من دون تعليم بعد اقفال مدارس القرى التي يقطنونها.

عسكرياً، تقول قوات العدو الإسرائيلي إن طائراتها استهدفت ١٤٠٠ هدفأً في الداخل اللبناني، وقصفت بالقذائف المدفعية والصاروخية ٣٣٠٠ آخرين، واكدت انها احصت اطلاق ٣١٠٠ صاروخاً من الداخل اللبناني.

توازياً، تؤكد المعطيات السياسية انه ورغم التصعيد والخرق الحاصل في قواعد الاشتباك الا ان الحرب الشاملة في لبنان تبقى بعيدة جداً، فالاسرائيليون يدركون ان القدرات العسكرية لحزب الله تفوق بكثير قدرات حركة حماس.

ووفق الخبراء، فإن للحرب على لبنان كلفة باهظة على الاقتصاد الاسرائيلي تقارب الـ ٣٠ مليار دولار حسب معطيات رسمية إسرائيلية، اضف الى ان القدرة الصاروخية لحزب الله تقدر بـ ١٥٠٠صاروخ يومياً وهو ما لا يمكن لكيان العدو احتماله او ردعه.

اذاً، هي ستة اشهر انقضت اثبت خلالها حزب الله انه القوة العظمى امام جيش العدو الاسرائيلي وانه سيد الميدان وصاحب الكلمة الفصل. والى ان يقضي الله امراً كان مفعولاً بزوال اسرائيلي من الوجود يبقى المجد للمقاومة وسلاحها وابطالها المدافعين عن الحق باستعادة الارض.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal