جامع الطحام.. عمارة بنمط ″الأبلق″ المملوكي

لمناسبة شهر رمضان المبارك يسرّ جريدة “سفير الشمال” أن تقدم لقرائها نبذة عن المساجد الأثرية والتراثية في طرابلس وبيروت وكل لبنان مع عرض لبعض الصور التي تبيّن جمالية هذه المساجد وأهمية عمارتها وهندستها، على أن تتم الاضاءة في كل يوم من أيام الشهر الكريم على أحد هذه المساجد، وذلك برعاية مطعم الأصيل في سيدني ـ أستراليا.

جامع الطحام

يعتبر جامع الطحام من أبرز المعالم الأثرية المملوكية في طرابلس، وهو يقع في محلة الحدادين في المدينة القديمة، يرتفع عن سطح الأرض، ويُصعد إليه بدرج، له مئذنة قصيرة لكنها حافلة بالزخارف الرائعة، في حرمه أربع أعمدة غرانيت لها أربعة تيجان كورنثية.

لا يحمل جامع الطحام كتابة تاريخية تبيّن تاريخ بنائه، وأقدم وثيقة وصلت إلينا عن هذا الجامع تعود إلى سنة 1077هـ/1667م وهي عبارة عن تعيين كاتب لوقف الجامع.

حمل الجامع أسماء كثيرة، حيث أن الرحالة الذين زاروا طرابلس كل منهم أطلق عليه إسم، فكان الطحان، والطحاني والطحال، والطحام وهو الاسم المتعارف عليه اليوم.

بني هذا الجامع في الطابق الاول فوق صف من الدكاكين ويمكن الوصول اليه عبر طريق جانبي. تتميز واجهته بنمط “الأبلق” وهو نمط مملوكي. يتوسط الواجهة رواق عميق يضم السلالم. وتعلوه مئذنة الجامع، التي تعتبر تحفة هذا المعلم. فهي تتألف من قاعدة مربعة مع أعمدة في الزوايا، تليها قاعدة مثمنة قائمة على أربعة دعامات مثلثة في الزوايا، وتنتهي بأرضية مثمنة للمؤذن مركزة على مقرنصات.

أما قاعة الصلاة، فهي في غاية البساطة اذ تتكون من غرفة مربعة مع تسعة أقبية ترتكز على أربعة أعمدة من الغرانيت معاد استخدامها، وقد وضع المنبر في وسط جدار القبلة فيما وضع المحراب في زاوية الجدار ليتوافق مع الاتجاه المتعارف عليه. وضع ايضا محراب آخر على سطح المسجد يسمح للمؤمنين بالصلاة صيفاً خلال الأيام المزدحمة .

 

 


 


 

Post Author: SafirAlChamal