جامع الأويسية في طرابلس.. توأم كنيسة مار نقولا

لمناسبة شهر رمضان المبارك يسرّ جريدة “سفير الشمال” أن تقدم لقرائها نبذة عن المساجد الأثرية والتراثية في طرابلس ولبنان مع عرض لبعض الصور التي تبيّن جمالية هذه المساجد وأهمية عمارتها وهندستها، على أن تتم الاضاءة في كل يوم من أيام الشهر الكريم على أحد هذه المساجد، وذلك برعاية مطعم الأصيل في سيدني ـ أستراليا

جامع الأويسية

يعتبر جامع الأويسية من أبرز المعالم التاريخية في طرابلس، يقع في محلّة باب الحديد عند طلعة السمك بجوار القلعة، وهو لا يحمل كتابة تشير الى تاريخ بنائه، إلا أنّ قبّته تعود إلى تاريخ 865هـ/1460م مما يحمل على الظن بأن بناءه كان في العصر المملوكي على يد رجل متصوف يدعى إسم محيي الدين الأويسي. وهو أحد شيوخ الطريقة الأويسية لذلك نسب هذا الجامع إلى أتباع طريقته، وعرف بجامع الأويسية.

في عهد السلطان سليمان القانوني، عام 941هـ/1534م، جدد نائب السلطنة في طرابلس الأمير حيدرة بناء مئذنة الجامع كما يظهر من نقش كتابي حفر في أعلاها، وفي عام 1224هـ/1809م، وبناء على طلب وجهاء الطائفة الأرثوذكسية في طرابلس تمّ الاتفاق بين المسلمين وأبناء الطائفة على تحويل كنيسة مار نقولا التي كانت قائمة بجوار جامع الأويسية، إلى مصلّى للمسلمين عرف بجامع السروة، وأعطي المسيحيون مكاناً آخر من محلة التربيعة لبناء كنيستهم عليه، وبعد ذلك ألحق مسجد السروة بجامع الأويسية واختفى اسم جامع السروة من لائحة جوامع المدينة.

للجامع حديقة خلفية فيها ضريحان الأول لمحمود بك السنجق الذي حكم طرابلس في العام 1621 وبنى جامع محمود بك في التبانة، والثاني لـ أحمد باشا الشالق أحد الولاة العثمانيين في طرابلس. وقد ورد في سجلات المحكمة الشرعية في طرابلس أنّ متولي أوقاف الجامع هو الشيخ علي أفندي شيخ تكية المولوية، مما يدلّ على أن الجامع تحول من أصحاب الطريقة الأويسية إلى أصحاب الطريقة المولوية وذلك في تاريخ 1078هـ/1667م.



Post Author: SafirAlChamal