لمناسبة شهر رمضان المبارك يسرّ جريدة “سفير الشمال” أن تقدم لقرائها نبذة عن المساجد الأثرية والتراثية في طرابلس ولبنان مع عرض لبعض الصور التي تبيّن جمالية هذه المساجد وأهمية عمارتها وهندستها، على أن تتم الاضاءة في كل يوم من أيام الشهر الكريم على أحد هذه المساجد، وذلك برعاية مطعم الأصيل في سيدني ـ أستراليا.
جامع بشمزين
يعتبر جامع بشمزين ـ قضاء الكورة من أقدم مساجد منطقة شمال لبنان، خصوصا أن المعلومات التاريخية تشير الى أنه بُنيَ قبل سنتين من تحرير طرابلس من الافرنج الصليبيين على يد السلطان المنصور قلاوون (عام 1289 ميلادي).
ومن المرجح أن أحد أمراء جيش الظاهر بيبرس ويدعى جمال الدين شيحة، وخلال الاستعداد لمواجهة الصليبيين ضمن إطار خطة تحرير طرابلس بنى هذا الجامع الصغير قي بلدة بشمزين الكورانية التي تشرف على المدينة، حيث وضعت رخامة على قبة الجامع كتب عليها إسمه وتحمل تاريخ (1287 ميلادي)، وهو مذكور أكثر من مرة في السيرة الشعبية للظاهر بيبرس.
يقع الجامع بجوار كنيسة بشمزين في حيّ هادئ تحيط به غابات أشجار الصنوبر، وبالقرب من المقبرة، وهو بمساحة صغيرة، وقد تم تجديد بناءه قبل عدة سنوات، حيث رفعت فوقه قبة واسعة ومئذنة ضخمة، وهو بموقعه المجاور للكنيسة يؤكد على أواصر المحبة والمودة بين المسلمين والنصارى وعلى العيش المشترك الذي لطالما تميزت به بلدة بشمزين الوادعة.