الحلقة ٢٥ من “عَ أمل”: آخ وآه

آآآآآآخ وآآآآآآه… هاتان الصرختان هما كل ما استطعت التفوّه به بعدما انتهيت من مشاهدة الحلقة ٢٥ من ” عَ أمل”. غضبت؟ جداً. عصّبت؟ جداً جداً. لعنت ندين جابر؟ بقوّة و… لكنّي في قرارة نفسي، صفّقت لها كثيراً، ورفعت القبّعة لحرفيتها التي صفعت كلاً من المسلسل ويسار “كفّاً” من كعب الدست، فقالت لهما “كفى” خوفاً واستسلاماً واختباءً، حان وقت الانتفاضة والمواجهة وقلب الطاولة.

صحيح “طلعت” برأس رهف (سيرينا الشامي الرائعة) التي عشق الجمهور كلّه طيبتها ورقّتها وقصّة حبها مع يونس (ايلي متري الذي خنقني عندما اختنق بدمعته عند تلقيه خبر مقتل رهف)، ولكن من الجهة الدرامية، ما آلت اليه الامور هو المطلوب لإحداث ثورة وهزّة نفسيّة لمعظم شخصيّات المسلسل المستسلمين حتى الحلقة ٢٥، للخوف والاختباء والصمت.

حتى صفاء (السا زغيب) التي ترتعد فرائصها عادة من مجرّد ذكر اسم سيف، انتفضت وهرّبت ابنة شقيقها، ولم تبال عندما قالت لها ابنتها “هلأ بيّي بيقتلك”.

في الحلقة ٢٥، يسار التي تخفي ضعفها وخوفها ووجعها تحت قناع من القوة والجبروت، والتي لطالما اعتمدت مبدأ “ابعد عن الشرّ المتمثّل برجال عائلة حلم، وغنّي له”، فقدت عقلها بفقدانها شقيقتها. عادت مأساتها وتجسّدت امامها وكأنّها تنظر الى قصّتها عبر المرآة.

يسار التي هربت طويلاً، لم تعد قادرة على الهرب بعدما فقدت اختها وأمها. الخوف موت، والمواجهة حياة، والحلّ الوحيد المتبقّي أمام يسار وأمامنا في الحلقات الخمس المتبقية، هو المواجهة الشرسة، والايقاع المجنون، والاستمتاع المطلق بشخصيات لم يعد لديها ما تخسره، “رح تطلع من حالها” وترينا الأفضل من خلال اداءات ممثلين هم عن جدارة أمل عظيم للدراما اللبنانية.

الحلقات الخمس المتبقّية لن تبق ستراً مخفياً ولا هدوءاً واتزاناً عند أحد: لا الشخصيات ولا المشاهدين.

الحلقات الخمس المتبقّية تعِد بزلزال من الأحداث والمفاجآت، وتسونامي من الدموع، وانفجار في المشاعر، على أمل أن ينتهي “ع أمل” ببارقة أمل نحتاجها كلنا لنتنفّس ونتأمّل ان واقع العنف ضد النساء، وواقع تغييب الممثل اللبناني “اللي بيسوى تقله ذهب” ، سيشهدان هما الاثنان ثورة وانتفاضة قريباً.

نداء الوطن


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal