التقى وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال فراس الابيض مديرة منظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط الدكتورة حنان بلخي في زيارة هي الأولى لها منذ تعيينها.
ورافق بلخي وفد من منظمة الصحة العالمية على رأسه ممثل المنظمة في لبنان الدكتور عبدالناصر ابو بكر.
وأطلع الابيض بلخي على الوضع الحالي في لبنان الذي يمر بازمات عدة ابرزها الازمة الاقتصادية وازمة النازحين السوريين و”اللتان اضيف إليهما اخيرا العدوان الاسرائيلي على الجنوب، وهي أزمات متلاحقة اثقلت على لبنان والقطاع الصحي بشكل خاص وسط هجرة الطواقم الطبية ومحدودية الموارد وتراجع نسبة مساهمات المانحين تحت وطأة الأزمات الدولية”.
ورأى الأبيض ان “ثمة جانبين رئيسيين ينبغي التركيز عليهما ويتعلقان أولا بتحقيق الاستقرار الصحي وتمكين النظام من تلبية الاحتياجات الصحية والاستجابة بفعالية لأي حالات طوارئ، وثانيا بالاضطلاع بالمسؤولية المشتركة حيال أزمة النازحين السوريين حيث يعتبر المجتمع الدولي ووكالات الأمم المتحدة لاعبين رئيسيين ولا يمكن أن يكون لبنان المسؤول الوحيد عن الاستجابة لهذه الازمة”.
وشرح “الاستراتيجيات التي وضعتها الوزارة لادارة القطاع الصحي في ظل الازمات وفي مقدمها الاستراتيجية الوطنية للصحة التي اطلقت في العام 2023 بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والتي نفذ العديد من البرامج التي تتضمنها”.
وشدد على أهمية “ان يشمل نموذج التعاون القائم بين وزارة الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية كما باقي الشركاء الإصلاح إلى جانب الدعم الإنساني بهدف اعادة بناء عامل الثقة”. وأكد أن “جهود التعاون هي لدعم وتمكين النظام الصحي وليس لاستبداله. وشكر منظمة الصحة العالمية على مساندتها الدائمة ووقوفها الى جانب لبنان ووزارة الصحة العامة”.
وأشارت بلخي من جهتها، الى ان “الهدف من الاجتماعات التي تجريها في لبنان هو الاطلاع على حقيقة الوضع قبل الاجتماع الرفيع لمنظمة الصحة العالمية والذي سيعقد في المقر الرئيسي بنيويورك”.
وشددت من جهة أخرى على “أهمية المساواة في الحصول على الرعاية الصحية. كما رأت ان دعم الصناعة الدوائية المحلية والحفاظ على الكوادر الطبية ودعمها امران اساسيان”.
وأكدت أن “منظمة الصحة العالمية تعمل على تحديد ما يجب معالجته من خلال مبادراتها وما يمكنها القيام به للاستفادة منه على أرض الواقع”. واعتبرت أن “ثمة إمكانات كبيرة في العمل مع لبنان ووزارة الصحة العامة لتطوير حلول مستدامة للقطاع الصحي”، مؤكدةً ان مكتب إقليم شرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية سيدعم لبنان بكل ما في وسعه.
بعد اللقاء زارت بلخي مركز عمليات طوارئ الصحة العامة في الوزارة حيث عقد اجتماع شارك فيه شركاء وداعمون لوزارة الصحة العامة من سفارات دول مانحة والاتحاد الاوروبي والبنك الدولي ومنظمات الامم المتحدة حيث عرض المجتمعون مساهماتهم مع الوزارة والمشاريع التي يقومون بها وناقشوا الصعوبات والتحديات التي يواجهها القطاع الصحي في لبنان وسبل الاستجابة لها.
واشارت بلخي في هذا المجال الى ان “من المهم أن يضع الشركاء جدول أعمال استراتيجيا ويعملوا يدا بيد بدلاً من العمل بالتوازي للوصول الى حلول مستدامة”.
واجمع المجتمعون على وجوب زيادة دعم قطاع الصحة في لبنان وليس تقليص الميزانيات نظرا لازدياد حدة الازمات وما يترتب على ذلك من تراجع للاستثمارات السابقة في هذا المجال.
واختتم اللقاء بوقفة استنكار جماعي للاعتداءات الاسرائيلية المتعمدة للمراكز والكوادر الطبية في جنوب لبنان وغزة وشدد المجتمعون على ان هذه المخالفات تجاوز خطر وغير مقبول للأعراف الدولية داعين الى وجوب الالتزام بالقانون الإنساني الدولي ووقف هذه التعديات.
Related Posts