لمناسبة شهر رمضان المبارك يسرّ جريدة “سفير الشمال” أن تقدم لقرائها نبذة عن المساجد الأثرية والتراثية في طرابلس ولبنان مع عرض لبعض الصور التي تبيّن جمالية هذه المساجد وأهمية عمارتها وهندستها، على أن تتم الاضاءة في كل يوم من أيام الشهر الكريم على أحد هذه المساجد، وذلك برعاية مطعم الأصيل في سيدني أستراليا..
مسجد الأمير منذر
يعتبر مسجد “الأمير منذر” من أبرز المعالم الاسلامية العثمانية في بيروت، حيث بناه الأمير منذر بن سليمان التنوخي عام 1620 في عهد الأمير فخر الدين الثاني.
كان الأمير منذر رجلًا صالحًا ومؤمنًا، فبنى المسجد بهدف التقرب إلى الله وتحفيظ القرآن، لذلك من يدخل الى المسجد يشعر براحة نفسية وخشوع وهناك العديد من المؤمنين يستهويهم الجلوس فيه لقراءة القرآن.
عُرف المسجد بثلاث تسميات هي: “جامع الأمير منذر الذي قام ببنائه، جامع القهوة وذلك بسبب وجود قهوة قرب المسجد من الجهة اليمنى كان الضباط والجنود العثمانيون يجلسون فيها، كما عرف باسم جامع النوفرة، نظرًا لوجود نافورة ماء في صحنه كانت تستخدم للوضوء والشرب”.
يقف المسجد شامخًا في وسط بيروت، غربي الجامع العمري الكبير، باتجاه “باب إدريس”، وسوق “الطويلة” سابقًا.
للمسجد بابان، باب من الجهة الشرقية، ويطل على سوق “البازركان” سابقًا، وباب ثانٍ من الجهة الغربية، ويطل على سوق المنجدين، وهو ما يعرف اليوم بشارع “المصارف”.
تشير المعلومات الى أن لهذا المسجد المئات من الأوقاف المتضمنة المحلات والأراضي والمباني التي يعود ريعها إلى العلماء والمشايخ الذين يتناوبون على تدريس وتحفيظ القرآن، كما إحتضن المسجد مدافن، حيث دفن فيه بعض الأمراء والقادة، منهم الأمير منذر التنوخي إثر مقتله خلال مذبحة في عام 1633، والأمير ملحم حيدر الشهابي عام 1762، وشقيقه الأمير منصور حيدر الشهابي عام 1776 ومع مرور الوقت اندثرت هذه الأضرحة ولم يعد لها أثر”.
يتميز المسجد بهندسة تتميز بطراز بناء عثماني جميل وراقٍ، وكان مفتوحًا في وسطه، يتصل مباشرة بالسماء، ما يدل على الأهمية الكبرى التي كانت توليها السلطنة العثمانية للمساجد وأئمتها في بيروت”.
ولعل أبرز ما يميز المسجد، هو باحته الداخلية التي تحتوي على حوض للمياه تعلوه نافورة تستخدم للوضوء، وهو سبب تسميته بمسجد النوفرة.
تعرض المسجد لبعض الأضرار خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وأعيد ترميمه وتأهيله وتشييد بعض أقسامه عام 2002.