لمناسبة شهر رمضان المبارك يسرّ جريدة “سفير الشمال” أن تقدم لقرائها نبذة عن المساجد الأثرية والتراثية في طرابلس ولبنان مع عرض لبعض الصور التي تبيّن جمالية هذه المساجد وأهمية عمارتها وهندستها، على أن تتم الاضاءة في كل يوم من أيام الشهر الكريم على أحد هذه المساجد، وذلك برعاية مطعم الأصيل في سيدني أستراليا..
مسجد ومقام النبي يوشع
تحمل بلدة “النبي يوشع” في منطقة المنية على بعد خمسة كيلومترات شمال طرابلس إرثا تاريخيا عظيما، حيث يوجد في كنفها مسجد النبي يوشع (عليه السلام) ومقامه.
إتخذت البلدة إسمها من المقام، حيث تشير الروايات الى وجود قبر نبي الله “يوشع” الذي يرجح أنه يعود الى 700 سنة قبل الميلاد، فيقول المؤرخون إن الفنيقيين كانوا يتخذونه معبدا لهم يقدمون له القرابين، في حين يجزم آخرون أن القبر هو للنبي “يوشع” الذي يجمع كثيرون على نبوته وهو تولى إدارة أمور بني إسرائيل، وأنه هو فتى نبي الله موسى، وأنه فتح المدينة المقدسة وقاتل الجبابرة، ومات وكان له من العمر حوالى 126 سنة.
يعد مسجد النبي يوشع من اقدم المساجد في لبنان على الاطلاق، حيث تم بناءه على الارجح في عصر الفتوحات الاسلامية ايام الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) ويوجد في حرم المسجد بمحاذاة المحراب بابا صغيرا في جهة اليمين يؤدي إلى غرفة صغيرة توصل الى مقام نبي الله “يوشع” الذي يقال أنه مدفون في كنف مغارة ملاصقة تماما للمسجد يبلغ طولها خمسة عشر مترا وعرضها خمسة أمتار ونصف المتر فيما يبلغ طول المقام نحو سبعة أمتار وعرضه حوالى المتر ونصف المتر أما ارتفاعه فيبلغ نحو متر وثمانية سنتيمترات.
في داخل تلك المغارة وعلى الجهة اليمنى منها يوجد مغارة صغيرة الحجم يقال بأن خادم نبي الله “يوشع” عليه السلام مدفون فيها ودونت على جدران المسجد شواهد منها ما كتب في العصر المملوكي ومنها ما كتب في العصر العثماني، تظهر معلومات حول تواريخ ترميم المسجد وأسماء السلاطين والأمراء الذين قاموا بذلك، ما يجعل المسجد الذي يضم عقودا حجرية بأحجام مختلفة، عبارة عن مزيج من العمارتين المملوكية والعثمانية.