لمناسبة شهر رمضان المبارك يسرّ جريدة “سفير الشمال” أن تقدم لقرائها نبذة عن المساجد الأثرية والتراثية في طرابلس وبيروت وكل لبنان مع عرض لبعض الصور التي تبيّن جمالية هذه المساجد وأهمية عمارتها وهندستها، على أن تتم الاضاءة في كل يوم من أيام الشهر الكريم على أحد هذه المساجد، وذلك برعاية مطعم الأصيل في سيدني ـ أستراليا.
جامع البحر ـ القلمون
هو الجامع الأساسي والأكبر في القلمون، البلدة التي تبعد عن طرابلس جنوبا نحو ستة كيلومترات، ويطلق على الجامع إسم جامع البحر كونه موجود بالقرب من الشاطئ.
في الروايات التي يتناقلها أبناء القلمون أن جامع البحر هو أقدم المساجد على الاطلاق حيث بُني قبل 800 سنة، إبان حكم الفرنج الصليبيين لبلاد الشام، وتشير لوحة من ثلاثة أسطر على يسار المنبر بأن بناءه تم في 527 هـ 1132 م، وهذه الفترة تطابق فترة حكم الصليبيين في طرابلس.
في القرن الثامن عشر الميلادي، قام بترميمه الشيخ علي البغدادي الذي توفي عام 1778 م، والجامع مكوّن من جزء أمامي قديم وجزء أكبر بُني خلفه مجددًا لتوسعته. أما الجزء الأثري فهو عبارة عن إسطوانين متسعين بنيت جدرانه بالحجارة الرملية على غرار مساجد طرابلس، أما مئذنته الأثرية فقد تعرضت للهدم أكثر من مرة، ما دفع الأهالي الى تجديدها لذلك هي أحدث من سائر أقسام الجامع.
يحيط بالطرف العلوي من الجدار الخارجي افريز ناتىء مزين بالزخارف الهندسية، وفي بيت الصلاة محرابان.
وفي هذا الجامع كان الامام العالم الشيخ محمد رشيد رضا يعتكف للتأليف ونشر جريدته “المنار”.
