احتفلت ألمانيا ولبنان بشراكتهما الطويلة الأمد في قطاع التعليم في مدرسة ذوق مصبح المتوسطة الرسمية – قضاء كسروان، في حضور وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عباس الحلبي، السفير الألماني كورت جورج شتوكل -شتيلفريد، مدير مكتب الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ توماس مولر، مديرة البنك الألماني للتنمية KfW الدكتورة سولفيغ بول، المدير العام للتربية عماد الأشقر ورؤساء الوحدات في الوزارة، رئيس بلدية ذوق مصبح عبدو الحاج، رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفسورة هيام إسحق، ممثل اليونيسف في لبنان إدواردو بيغبدير، فريق العمل في السفارة وكل من GIZ و KfWوفاعليات.
وشدد كل من الحلبي وشتوكل – شتيلفريد على “أهمية التعليم كحق من حقوق الإنسان لجميع الأطفال في لبنان”.
يشار الى ان ألمانيا قدمت منذ عام 2012 ما يزيد عن 566 مليون دولار أمريكي للتعليم في لبنان، حيث تعمل في تعاون وثيق مع وزارة التربية والتعليم العالي على تنفيذ المشاريع من خلال بنك التنمية الألمانيKfW والوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، وبالتعاون مع شركاء من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية. يغطي الدعم الألماني في كل عام دراسي رسوم التسجيل لنحو 240.000 طفلة وطفل لبناني وغير لبناني. بالإضافة إلى ذلك، ساعدت ألمانيا في إعادة تأهيل 177 مدرسة موزّعة في أرجاء لبنان، وتموّل أيضا بناء مدارس جديدة. كما موّلت ألمانيا تأمين 60.000 جهاز لوحي، تم توزيعها على 83 مدرسة، لتعزيز الوصول إلى التعليم من خلال أدوات التعلّم الرقمية. وتزمع ألمانيا في المستقبل، الى التركيز بشكل متزايد على دعم الإصلاحات في قطاع التعليم لمساعدة الحكومة على أداء دورها الأساسي في ضمان حصول جميع الأطفال في لبنان على التعليم. دعمت ألمانيا أيضاً إعادة تأهيل مباني مدرسة ذوق مصبح المتوسطة الرسمية، وقامت بتركيب الألواح الشمسية وخزانات تجميع مياه الأمطار، بالإضافة إلى تمكين ذوي الاحتياجات الخاصّة من ارتياد المدرسة. وتستفيد مدرسة ذوق مصبح المتوسطة الرسمية من تمويل دولي لتكاليفها التشغيلية، والتي تساهم فيها ألمانيا. وبالإضافة إلى ذلك، تم تطوير إطارعمل لإدارة المنشآت المدرسية. وهو دليل يعمل كأساس ونقطة محورية ستدير الوزارة من خلاله المنشآت المدرسية وتحافظ عليها مما يسمح بمواءمة المعايير على الصعيد الوطني بين المدارس الرسمية.
وأشار عريف الاحتفال المستشار الإعلامي لوزير التربية ألبير شمعون، في كلمته إلى أنه “في الأزمنة الصعبة تفتش الشعوب والدول عن الأصدقاء، وهذه هي حالنا مع دولة ألمانيا العظيمة وشعبها الصديق”.
تلاه عزف باقة من تلامذة المدرسة للنشيدين الوطنيين اللبناني والألماني على آلات الفلوت، وكلمة لمديرة المدرسة ميرنا موسى أشارت فيها إلى “أهمية الدعم الألماني والتجهيزات التي وفرها للمدرسة ومن ضمنها الأجهزة التكنولوجية وتأهيل مباني المدرسة مما وفّر بيئة تربوية ملائمة للتدريس والحياة المدرسية”. وختمت شاكرة السفير وممثلي GIZ و KfW وجميع الشركاء، ومن بينهم اليونيسف، على “تنفيذ الدعم”. ثم تحدث مدير مكتب لبنان في الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ توماس مولير ومديرة مكتب البنك الألماني للتنمية KfW في لبنان سولفيغ بول، عن الإسهامات والمشاريع والتقديمات التي وفروها للتربية.
وقد ذكر السّفير شتوكل – شتيلفريد في كلمته، ان “التّعليم من حقوق الإنسان ومن حقّ جميع الأطفال في لبنان، سواء كانوا لبنانيين أم غير لبنانيين. كما أنّه أساس التّنمية على المستويين الشّخصي والمجتمعي، حيث نهدف من خلال دعمنا للتعليم إلى تعزيز قدرة الحكومة على تقديم هذه الخدمة العامّة الحيويّة. كان الدعم الألماني للتعليم حتى الآن كبيراً. آمل أن تستمر حكومة تصريف الأعمال الحاليّة بالإصلاحات الحاسمة، من أجل حماية الحصول على التّعليم، بما فيه زيادة مخصصات التّعليم من الموازنة في المستقبل. إذ سيكون ذلك ضرورياًّ للحفاظ على فرص الحصول على التّعليم”.
وتحدث الوزيرالحلبي فقال: “عندما توليت مهام الوزارة أيقنت اأنه من الضروري جدا لضمان الإستمرارية، أن ندخل في عملية إصلاح واسعة، فوضعنا خطة طريق لإصلاح القطاع التربوي، لأن ما كان متاحاً في الفترة السابقة لم يعد متاحاً اليوم، وهذا لا يعني أن الحكومة اللبنانية تختلف على التعليم، بل هي وفرت بدلات الإنتاجية من الخزينة اللبنانية على اعتبار أن كلفة إهمال قطاع التربية هي خسارة التعليم. بدأنا تنفيذ هذه الخطة وستجدون كشركاء لنا نتائجها في المستقبل القريب، إن كان على صعيد أعداد المدارس والمعلمين والعاملين. وباشرنا كذلك عملية تطوير المناهج التربوية بعد 25 عاما من الجمود وذلك عبر المركز التربوي للبحوث والإنماء لكي نؤمن لتلامذة لبنان جودة التعليم”.
اضاف: “لا يوجد بلد في العالم يمكنه أن يتحمل عبء نزوح مثل لبنان، وإذا استمرينا على هذه الحال فسيصبح عدد النازحين اكثر من اللبنانيين. فقد كشف وزير الصحة العامة في مجلس الوزراء ان بالمئة من حجم الولادات هو لغير اللبنانيين، مما يهدد التركيبة المجتمعية اللبنانية. لذلك نتطلع إلى مساعدات تأتينا من الدول الصديقة، ونحن نعول على هذا الدور من خلال الشراكة مع ألمانيا ومؤسساتها”.
وقال بعد ذلك في كلمته المكتوبة: “نحتفل اليوم بالشراكة اللبنانية الألمانية المستدامة في قطاع التربية والتعليم، وكم يسعدنا ان نتشارك هذا الإحتفال مع سعادة السفير ومديري KfW وGIZ، في حضور المدير العام للتربية الأستاذ عماد الأشقر ورئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفسورة هيام إسحق ورؤساء الوحدات في الوزارة والمركز.فقد شهدنا منذ تسلمنا المسؤولية في وزارة التربية والتعليم العالي، صدق الجانب الألماني الكريم في الوقوف إلى جانب الوزارة ومؤسساتها، خصوصا في الأزمات التي لا تنتهي، وفي الظروف الفائقة الصعوبة، حيث طلب لبنان من السفراء الألمان الذين تعاقبوا على المسؤولية حل المشاكل التمويلية والفنية المستعصية، وقد استجابت الحكومة الألمانية لطلبات الوزارة مشكورة جداً”.
ولفت الى ان “الجانب الألماني يحتل مكانة مختارة في قلوبنا وضمائرنا، ونحن الذين نقدر عاليا هذا الدعم المستدام من دولة عظمى نعتبرها نموذجا يحتذى في النهوض وإحراز تقدم اقتصادي ليس له مثيل في العالم، نأمل بأن يبقى الشعب الألماني الصديق متقدما في كل الميادين وخصوصا في الميدان التربوي والتعليمي والمهني، وأن يلعب دوره في التأثير الإيجابي في اقتصاد أوروبا والعالم. شكل التعاون اللبناني الألماني في ميدان التربية والتعليم قصص نجاح مستدام، وكان لهذا التاريخ من الدعم تأثير إيجابي على المتعلمين في لبنان ورفع مستوى جودة التعليم، من لبنانيين وغير لبنانين، وقد شمل هذا التعاون المؤسسات التربوية والمهنية والمعلمين، ونحن اليوم نعبر عن عميق شكرنا وامتناننا لكل ما تحقق، لأننا نعتبر التربية هي الملاذ الوحيد المتبقي للبنان، والمصنع الذي يعدّ الموارد البشرية لتتولى عملية النهوض بالإقتصاد والإنتاج”.
اضاف: “وقد تم ذلك بناء على حاجات القطاع التربوي وبما ينسجم مع مكونات الخطة الخمسية للتربية بكل فروعها، وبحسب الأولويات التي تحتاجها الوزارة بصورة ملحة، خصوصا لجهة دعم المعلمين وتمكين الوزارة من تسيير القطاع التربوي، إضافة إلى الإسهام في تأمين بدلات التسجيل لآلاف التلامذة اللبنانيين وغير اللبنانيين، ومجددا مع مشاريع تشييد مبان مدرسية جديدة والعناية بالمدارس القائمة وتأهيلها وترميمها، وتوفير الطاقة البديلة المستدامة والنظيفة، وتمكين ذوي الإحتياجات الخاصة من الوصول إلى الصفوف عبر ممرات للكراسي المدولبة، كذلك فقد شكلت الهبة التكنولوجية المكونة من آلاف الأجهزة اللوحية تابليت واجهزة الكمبيوتر المحمولة لابتوب، وسيلة ناجعة لتأمين التعليم من بعد خصوصا في المنطقة الجنوبية الحدودية حيث يتعرض الأهالي والتلامذة والمدارس إلى القتل والتهجير نتيجة للقصف الإسرائيلي الذي لا يرحم التلامذة والأطفال والسكان الآمنين”.
واشار الى ان “هذه المناسبة العزيزة لا تتسع لذكر كل العطاءات التي وفرها الجانب الألماني لوزارة التربية، ونحن إذ نتقدم من سعادة السفير ومن مديري كل من KfWو GIZبالشكر الجزيل على كل هذا التعاون وهذه الإنجازات، فإننا نأمل عبر سعادة السفير بأن ترفع الحكومة الألمانية قيمة الدعم للتربية عبر زيادة الموازنات المخصصة للتربية في لبنان ، خصوصا في ظل تزايد الحاجات وتراجع المساهمات، كما نتمنى ونطلب من الحكومة الألمانية عبركم يا سعادة السفير ان تهتموا بصورة معمقة بالتعليم المهني والتقني، سيما وان ألمانيا هي الدولة الأولى في العالم لجهة مستوى التعليم المهني والفني، وقد رفعت مستوى ناتجها القومي نتيجة نجاحها في تعميم التعليم المهني. وكانت للجانب الألماني برامج دعم وتطوير للتعليم المهني في لبنان منذ سنوات، ونأمل بأن يتجدد التعاون مع هذا القطاع الحيوي لإقتصادنا”.
وختم متمنيا “للشعب الألماني الصديق والحكومة الألمانية دوام الإزدهار والتقدم والسلام. عشتم وعاشت العلاقات التربوية اللبنانية الألمانية المثمرة دوما وعاش لبنان”.
Related Posts