لمناسبة شهر رمضان المبارك يسرّ جريدة ″سفير الشمال″ أن تقدم لقرائها نبذة عن المساجد الأثرية والتراثية في طرابلس ولبنان مع عرض لبعض الصور التي تبيّن جمالية هذه المساجد وأهمية عمارتها وهندستها، على أن تتم الاضاءة في كل يوم من أيام الشهر الكريم على أحد هذه المساجد، وذلك برعاية مطعم الأصيل في سيدني – أستراليا..
جامع محمود بك السنجق
يعتبر جامع محمود بك السنجق من الآثار الاسلامية الرائدة ذات الطابع العثماني في طرابلس، يقع في سوق القمح عند الطرف الشمالي لطرابلس القديمة، بناه أحد ولاة طرابلس محمود بك السنجق عام 1610 ميلادي، كما بنى مدرسة أطلق عليها إسم المحمودية وهي مدرسة صغيرة تتبع لجامع الأويسية وتضم باحة دفن فيها الوالي السنجق بعد 11 سنة من إنتهاء بناء الجامع، ولا يزال مدفنه قائما هناك.
أراد الوالي محمود بك السنجق من بناء الجامع تلبية حاجات أهالي سوق القمح والتجار الوافدين إليه فبنى لهم مسجدا، علما أن سوق القمح كان جزءا من وقف السنجق.
يعكس الجامع العمارة العثمانية التي انتشرت بدءاً من اسطنبول إلى كل الولايات العثمانية – عمارة السلطنة والتي تتميز بعدة خصائص أبرزها أن يكون الجامع كله مغطى بقبة واحدة، وأن تكون المئذنة رفيعة وطويلة، وفي قمتها تكون على شكل “قلم الرصاص”، وهذا الطراز من المآذن في طرابلس موجود الى جانب جامع محمود بك، فقط في جامع الأويسية وجامع الحميدي، وهي على عكس المآذن المملوكية التي تأتي مربعة أو مسدسة أو مضلعة، لذلك تغطي جامع محمود بك قبة كبيرة وبداخله منبرا يأخذ الشكل العثماني، وهو منبر ممسوك، وله من فوق رأس هرمية خلافاً للمنابر المعروفة في العصر المملوكي.
للمسجد مدخلان، واحد من سوق القمح، وآخر من الجهة الخلفية حيث منطقة الخانات، وعلى سطح الجامع غرف كان يقيم فيها طلاب العلم، وغيرهم من الوافدين، وهي موقوفة له، ولا تزال هناك عائلات فقيرة مقيمة على سطحه. كذلك، تغير رأس المئذنة التي لحقتها أضرار في عدة مراحل، وبات رأسها باطونياً مسطحاً، وليس الرأس الأساسي للمئذنة التي كانت مخروطية الشكل .