لمناسبة شهر رمضان المبارك يسرّ جريدة “سفير الشمال” أن تقدم لقرائها نبذة عن المساجد الأثرية والتراثية في طرابلس وبيروت وكل لبنان مع عرض لبعض الصور التي تبيّن جمالية هذه المساجد وأهمية عمارتها وهندستها، على أن تتم الاضاءة في كل يوم من أيام الشهر الكريم على أحد هذه المساجد، وذلك برعاية مطعم الأصيل في سيدني ـ أستراليا.
جامع الكيخيا
يشير الدكتور عبدالرحمن حجازي الى ان هذا المسجد بني عام 1624م/1033هـ، ويعرف باسم جامع الكتخدا (بكسر الكاف) لكن صعوبة لفظ الاسم وكثرة تداوله أدتا الى تحريفه ليصبح جامع الكيخيا.
ينسب بناء الجامع الى السيد مصطفى الكتخدا فيما تشير دراسة للدكتور طلال المجذوب الى ان الكتخدا هي صفة لممثل الوالي العثماني للمدينة وليست اسم عائلة وفي مطلق الاحوال لا يوجد داخل المسجد لوحة أو نقش يدل على زمن بناء أو زمن الانتهاء من البناء وان كان بعض اهل المدينة يقولون إنه كانت توجد داخل الجامع لوحة من هذا النوع لكن استخدامه كمزار من قبل العائلات الفلسطينية النازحة عام 1948 من فلسطين ولفترة طويلة قد ساهم في تغييب هذه اللوحة، وقد ظل هذا المسجد مغلقا الى ان اعيد ترميمه وفتحه في التسعينيات امام المصلين.
وذكر العلامة النابلسي هذا الجامع بقوله انه اصغر من الجامع العمري بيسير ومنبره من رخام وفيه بركة ماء معينة، وقد اشتهر هذا المسجد كما يروي كبار السن في صيدا بساعته الشمسية التي كانت تزين مدخله من الداخل ولم يبق لها أثرا الآن نتيجة ما تعرض له المسجد من هدم.
ومسجد الكتخدا عثماني الطراز يتألف من ثلاثة اقسام :
الحرم، ويمتاز بجمال آخاذ وفيه منبر من الرخام الابيض النقي.
صحن المسجد، وهو ساحة كبيرة مكشوفة من وسطها بركة ماء للوضوء.
خمس غرف الى الجهة الغربية في المسجد كانت مخصصة لاستقبال الدراويش وعابري السبيل وطلاب العلم ومن بينها غرفة ذات قبة تعرف باسم الزاوية الشاذلية كانت تقام فيها حلقات الذكر.