لمناسبة شهر رمضان المبارك يسرّ جريدة “سفير الشمال” أن تقدم لقرائها نبذة عن المساجد الأثرية والتراثية في طرابلس وبيروت وكل لبنان مع عرض لبعض الصور التي تبيّن جمالية هذه المساجد وأهمية عمارتها وهندستها، على أن تتم الاضاءة في كل يوم من أيام الشهر الكريم على أحد هذه المساجد، وذلك برعاية مطعم الأصيل في سيدني ـ أستراليا.
جامع السراي
يعتبر جامع السراي من المساجد التي بنيت في عهد المماليك، يُعرف باسم مسجد الأمير منصور عساف الذي إمتدت إمبراطوريته من نهر الكلب الى حماه (1552-1580)، كما يُطلق عليه إسم جامع دار الولاية، وهو يشكل نفحة إيمانية لمحيطه.
يقع جامع السراي في وسط بيروت، شرق الجامع الكبير العمري عند مدخل سوق سرسق، ويواجه الركن الجنوبي الشرقي من قصر البلدية.
يتألف جامع السراي من مدخل ومسجد، أما المدخل فهو عبارة عن رواق طوله 50 .16 مترا وعرضه 40،5 مترا، وينفتح الرواق على الحوش في الجهة الشمالية عن طريق ثلاثة عقود مدببة محمولة على دعامتين من الحجر الجيري طول كل منهما 20 مترا وترتفع ارضية الرواق بمقدار 40 مترا عن ارضية الحوش ويغطى المسطح الأوسط من المدخل بقبة ويتم تحويل المسقط المربع إلى مثمن عن طريق مثلثات في الاركان، اما المسطح على جانبي القبة فقد غطي بقبو متقاطع ويلاحظ وجود مقصرة معقودة بعقد يشكل جزءاً من دائرة في الحائط الشرقي والغربي .
اما محراب الجامع فعبارة عن قوصرة متعددة الاضلاع مكسورة بشرائط من الرخام الابيض والاحمر على التوالي يكتنفها عمودان من الرخام لكل منهما تاج مقرنص من ثلاثة صفوف، اما المنبر فهو من الرخام الابيض وله مدخل معقود بعقد بشكل جزء من دائرة ويعلو المدخل صفان من المقرنصات ولا يوجد بالمنبر زخارف على الجوانب. وتقع المئذنة في الواجهة الشمالية للمسجد بالقرب من الركن الشمالي الغربي ويتم الصعود اليها عن طريق سلم دائري من الحجر، وهي غير منفصلة عن كتلة المبنى بل هي جزء من الحائط الشمالي ويبلغ ارتفاعها 17 مترا وهي اسطوانية الشكل قطرها السفلي اكبر من العلوي مقسومة إلى ثلاثة أجزاء وتنتهي المئذنة في اعلاها بمخروط ارتفاعه 90،2 متر يعلوه هلال نحاسي .
يتسع المسجد لحوالي 800 مصل تقريباً، وخلال شهر رمضان تكثر فيه حفلات الذكر والموالد النبوية ليبقى صوت المسجد بعد اكثر من أربعمائة عام على بنائه عاليا في ذكر الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم .