هل تُقنع “الخماسية” التيارين المسيحيين بالمشاركة في الحوار؟!.. غسان ريفي

بالرغم من الحراك الرئاسي الذي ينشط إعتبارا من اليوم، من خلال سفراء الدول الخمس الذين يبدأون جولة جديدة على المرجعيات السياسية للبحث في المخارج والحلول التي قد تسفر عن إتمام الاستحقاق الرئاسي وإنهاء الشغور في قصر بعبدا، فإن الجميع ما يزال يدور في “حلقة مفرغة” بفعل المواقف المتصلبة ومحاولة كل طرف رمي المسؤوليات على الطرف الآخر.

لا شك في أن الجولة الجديدة لسفراء اللجنة الخماسية ستعطي مزيدا من الزخم لمبادرة تكتل الاعتدال الذي يستمر في حراكه بعيدا عن الاعلام، لكن كل ذلك يبقى “حركة بدون بركة” طالما أن التيارين المسيحيين لم يقتنعا حتى الآن بالمشاركة في الحوار، ولم يقدما أي طرح أو مبادرة يمكن الركون إليهما.

ولعل كلام الخماسية حول ضرورة أن يقتنع التياران المسيحيان بالحوار لم يأت من فراغ، بل من واقع عاشه سفراؤها وقبلهم المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان والموفد القطري أبو فهد، خلال إجتماعاتهم معهما والسلبية التي خيمت عليها.

وبالتالي فإن الخماسية لا تحمّل المسؤوليات ولا توزع الاتهامات جزافا أو بحسب مصالحها، بل وفق قناعة تناغمت مع مواقف سابقة للرئيس نبيه بري عندما قال: “إن عدم إتمام الاستحقاق الرئاسي ناتج عن أزمة مسيحية مسيحية أو بالأصح مارونية – مارونية”، لذلك فإن من أهداف تحرك الخماسية المستجد هو السعي لاقناع التيارين المسيحيين بالمشاركة في الحوار وفق الآليات المطروحة.

موقف الخماسية إستفز رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كونها عزفت على وتره بعد مواقفه التصعيدية الهادفة الى الاطاحة بالحوار ومبادراته، حيث رد في تصريح له داعيا الخماسية الى “إقناع الثنائي الشيعي بعدم التعطيل” وهو بذلك لم يأت بجديد، خصوصا ان الخماسية باتت على دراية بمواقف كل فريق سياسي والى ماذا تهدف، ويبدو من خلال حراكها أنها تريد ان تضع النقاط على الحروف وان تضع المعطلين أمام مسؤولياتهم.

في غضون ذلك، برز موقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي دعا الى تلاقي وتعاون التيارات المسيحية فيما بينها، كما طلب من البطريرك الماروني بشارة الراعي أن يدعو التيارات المسيحية الى الحوار بهدف إنتاج رئيس للجمهورية.

لكن باسيل وقع مجددا في تناقض ربما إعتاد عليه، خصوصا أنه هو من مارس حرب إلغاء سياسية ضد كل التيارات المسيحية الأخرى وخصوصا القوات اللبنانية بعد سقوط تفاهم معراب، وتيار المرده لاضعاف رئيسه سليمان فرنجية ومنعه من الترشح الى رئاسة الجمهورية، في حين أن القوات ترفض اليوم التلاقي مع باسيل كونها تعتبر بحسب مصادر أنه يعاني من حالة تخبط وإنهيار ولا تريد أن تمد له يدها لاستعادة توازنه.

أما الحوار، فلم يمض وقت طويل على دعوة البطريرك الراعي اليه حيث عمل التيار الوطني الحر والقوات كل بإسلوبه على تعطيله، ما إضطر الراعي الى دعوة النواب المسيحيين الى صلاة تأمل إنتهت مفاعيلها قبل خروجهم من الكنيسة، ما يؤكد أن كلام باسيل بهذا الاتجاه التعاوني والحواري هو لزوم ما لا يلزم في الوقت الراهن.

واللافت، أن باسيل يدعو البطريرك لاقامة طاولة حوار، وجعجع يوافق على مبادرة تكتل الاعتدال الوطني الداعية الى نقاش او تشاور، لكن الرجلين يرفضان الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري تحت قبة البرلمان، ما يؤكد ممارستهما النكد السياسي تجاه رئيس المجلس، أو أنهما يعانيان من “فوبيا” الدخول معه في حوار، وخصوصا جعجع الذي يعتبر تلبية دعوة بري للحوار هي تمهيد لايصال سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية.

اليوم يعود سفراء الخماسية الى محطتهم الأولى في عين التينة للقاء الرئيس بري، بعدما إقتنعوا بأن كل المواقف والدعوات الى تدوير الزوايا والتشاور والتلاقي تنبثق من المبادرة الأساسية التي أطلقها في ذكرى الامام المغيب موسى الصدر في ٣١ آب الماضي والتي لم يبدل بنودها، وهي: الحوار وعدم فرض رئيس أو وضع فيتو على رئيس، ومن ثم الجلسات المفتوحة، مع إضافة بند جديد بفعل محاولة البعض استخدام مبادرة الاعتدال لاستهداف موقع الرئاسة الثانية، وهو أن صلاحيات رئيس المجلس خط أحمر!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal