أمسية شعرية رمضانية أحيتها ندى الحاج في طرابلس بدعوة من تجمع “فيحاؤنا”

لبت الشاعرة ندى الحاج دعوة تجمُّع “فيحاؤنا حاضنة الثقافة لكل الأزمان” لإحياء أمسية شعرية رمضانية، في مقهى Memories الثقافي، حيث ألقت الحاج قصائد من ديوانيها الأخيرين “عابرُ الدهشة” و”خطواتٌ من ريش”، وقد واكبها عزفاً على العود الشاعر محمود شحادة.

وكانت قدمت الشاعرة الحاج الباحثة والكاتبة والأمينة العامة السابقة للجنة الوطنية اللبنانية في منظمة الأونيسكو الدكتورة زهيدة درويش جبور، قائلة: “لا يكفي أن تكون ندى الحاج إبنة أنسي الحاج لتكون شاعرة ملهمة. فالشعر موهبة أولاً ينعم بها الله على قلة ممن شفّت أرواحهم ورقّت نفوسهم لتصبح مرآة لنور يخترق الحجب التي غالباً ما نضيّع في متاهاتها أعمارنا. يصدر شعر ندى الحاج عن تجربة روحية ووجدانية عميقة نفذت من خلالها صاحبة الدواوين العشر إلى الجوهر المقيم في باطن الذات والعالم، المتخفي تحت أقنعة الآني والعرضي والزائف الذي يغلّف حياتنا اليومية”.

أضافت: “لكي تدخل إلى عالمها لا بدّ لك من أن تتقن فنّ الإصغاء إلى ما لا يقال، أن تستبطن المعنى الظاهر، أي أن تقرأ بالبصيرة لا بالبصر. في مسيرتها الشعرية التي ابتدأت في الثمانينيات ولا تزال تتجدد مع صدور كل ديوان، وعي لهشاشة الكائن البشري وتوق الى تجاوز محدودية الأنا يعبّر عن نفسه في فائض من الحب. إلا أن الحب هنا لا يختصر في علاقة بين حبيبين رجل وامرأة، بل هو إحساس يحتضن الوجود بكليته: الطبيعة والإنسان، ليتسامى من ثم في شوق الى الوصال مع الله. فمعرفة الله هي الطريق الى معرفة الكون ومعرفة الذات ومعرفة الآخر. تقول: “أسبغ عليّ نورك، ولأنسكب في بهائك/ أنا الصاحية، في بيتك ليلاً نهاراً”، كأني بها تدخل في مناخ تجربة صوفية تشي به عناوين الدواوين: “صلاة في الريح”، “أنامل الروح”، “كل هذا الحب”، “أثواب العشق”، “عابر الدهشة”. تغرف مفرداتها من قاموس التصوف: “الوجد، الزهد، الانخطاف، الانكشاف، الإسراء، التوهج، السر، الظاهر، الأذكار، الإشراقات، التسبيح،  وتتقابس عباراتها مع  النفري ومحي الدين ابن عربي وجلال الدين الرومي. حتى أن  المطران جورج خضر وصف بقلمه النوراني كتابتها بأنها كتابة “لقيت الله أو هو لقيها”. أقتبس للبرهان على ذلك هذه الأبيات من “عابر الدهشة”: بيتي هو أنت/ هو أنا فيك/ هذا العطش إليك/ هذا الانخطاف نحوك/ هذا الفراغ من دونك/ هل لي بنقطة ماء من يدك…/ كلي يسجد لك وفي انحناء أغصاني، أرتفع إليك/ أفرِغني من ذاتي/ لأرتمي في كمالك”.

وشكرت الحاج أصحاب الدعوة من “تجمُع فيحاؤنا” الذين “ينشطون في تسليط الضوء على دور طرابلس الثقافي واستعادة ألقها وتوهجها، لا سيما أنها العاصمة الثقافية للعالم العربي ٢٠٢٤ والتي طالما عكست النموذج الأصيل للبنان العيش المشترك بين مختلف الطوائف والمذاهب”.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal