إذا كان صحيحا ما نقلته قناة MTV عن مصادر، بأن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يفضّل وصول مدير عام الأمن العام بالإنابة إلياس البيسري بدلا من سفير لبنان السابق في الفاتيكان العميد المتقاعد جورج خوري الى رئاسة الجمهورية والذي عاد إسمه مؤخرا الى التداول.
واذا كان صحيحا بحسب المصادر أيضا، أن القوات اللبنانية ترفض أن تتحدث بإسم أي مرشح رئاسي حاليا قبل أن يعلن حزب الله تخليه عن رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه.
فإن ذلك يؤكد بما لا يقبل الشك بأن الكتلتين المسيحيتين الأساسيتين في مجلس النواب تعتمدان أسلوب المناورات وتضع العصي في الدواليب أمام أي إقتراح يمكن أن يفضي الى إنهاء الشغور الرئاسي.
لا شك في أن موقف باسيل أو القوات يشير الى أن لكل منهما أجندة سياسية خاصة يعمل على تنفيذها في الملف الرئاسي، خصوصا أنهما وبالرغم من مرور سنة وخمسة أشهر على الفراغ في قصر بعبدا لم يقدم أي منهما مرشحا جديا، ولم يتوافقا على أي مرشح، باستثناء التقاطع الهجين على الوزير السابق جهاد أزعور والهادف الى قطع الطريق على فرنجية وقد فشل في ذلك، كما لم يطرح أي منهما مبادرة أو حلول يمكن الركون اليها، بل هما يلجآن الى السلبية المطلقة في رفض كل المرشحين، وكل ما من شأنه أن يساهم في إتمام هذا الاستحقاق، ما يطرح سؤالا أساسيًا هو: هل يريد التيار والقوات إنتخاب رئيس للجمهورية؟.
موقف باسيل يدل الى شخصنة الاستحقاق والتعاطي معه بأنانية مطلقة يسعى من خلالها الى تحقيق مكاسب ومصالح شخصية.
في حين أن موقف القوات يشير الى خوف من حضور أي جلسة إنتخابية يكون فيها سليمان فرنجية مرشحا لكي لا تفاجأ بفوز غير متوقع بالنسبة لها، خصوصا أن كل الاحصاءات تشير الى أنه بات يمتلك أصواتا إضافية عن تلك التي حصل عليها في جلسة ١٤ حزيران الماضية، لذلك هي تضع في أولوياتها تخلي الثنائي الشيعي عن دعم فرنجية وترفض التحدث بأي إسم قبل حصول ذلك، تلافيا لأي صدمة قد تتعرض لها في مجلس النواب.
واللافت أن القوات تناقض نفسها، حيث ترفض أن تتحدث بإسم أي مرشح قبل سحب ترشيح فرنجية بينما هي تتحدث ليلا نهارا بإسم جهاد أزعور الذي تؤكد أنه ما يزال يشكل خيارا لها، ما يشير الى أنها تعتمد منطق “الشتاء والصيف على سطح واحد”.
إنطلاقا من هذا الواقع، لم يعد هناك من ضرورة لإجراء حوار أو نقاش، أو أن تستأنف اللجنة الخماسية أو سفرائها في لبنان المهام الموكلة إليهم، بل أن يتوجه الجميع الى التيار والقوات لإقناعهما بإنتخاب رئيس للجمهورية أو بالتخلي عن أجندتهما أو عن طموحاتهما، خصوصا أن جبران باسيل وسمير جعجع ما يزالان يمنيان النفس في أن تتبدل المناخات الاقليمية والدولية لإنعاش فرصهما بالوصول الى قصر بعبدا، وكل ما هو غير ذلك يبدو أنه شعارات ولعب في الوقت الضائع.
عندما دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي النواب المسيحيين الى حوار، سارع التيار والقوات الى الموافقة عليه وصولا الى تبنيه، ليبدأ بعد ذلك الضغط الذي مارسته القوات عبر طلبها بتحويل جلسة الحوار الى جلسة إنتخابية يختار فيها النواب المسيحيون مرشحهم، وقد واجه ذلك باسيل بقوة بعدما شعر أن ما يُحضر يرمي الى إستهدافه وإخراجه من السباق الرئاسي، وكانت النتيجة إلغاء الحوار واستبداله بصلاة وتأمل لم تبدل شيئا في النفوس أو في الوقائع.
واليوم توافق القوات والتيار على مبادرة تكتل الاعتدال شكلا، لكن في المضمون تحاول القوات الاستفادة من المبادرة لاستفزاز الرئيس نبيه بري ومصادرة صلاحياته، في حين يتفرج التيار على السجال القائم ليتعاطى معه وفق ما تقتضيه مصالحه.
إذا عُرف السبب بطُل العجب!!!…
Related Posts