الجامع العمري الكبير في بيروت: أقدم دور العبادة في لبنان

لمناسبة شهر رمضان المبارك يسرّ جريدة “سفير الشمال” أن تقدم لقرائها نبذة عن المساجد الأثرية والتراثية في طرابلس ولبنان مع عرض لبعض الصور التي تبيّن جمالية هذه المساجد وأهمية عمارتها وهندستها، على أن تتم الاضاءة في كل يوم من أيام الشهر الكريم على أحد هذه المساجد، وذلك برعاية مطعم الأصيل في سيدني أستراليا.

الجامع العمري الكبير

يعتبر الجامع العمري الكبير من أقدم دور العبادة في لبنان، حيث تشير المعلومات التاريخية الى أنه بُنِيَ عام 14هـ – 635م في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ثم حوله الصليبيون إلى كاتدرائيّة إبان الحملة الصليبية الأولى في القرن الثاني عشر. وإستعاده المماليك وأعادوه إلى مسجد في عام 1291 بعد تحريرهم بلاد الشام.

الجامع العمري الكبير كان كنيسة صليبية قديمة للقديس يحيى المعمدان، بنى في عام 1150 ميلادية على موقع حمامات الإمبراطورية الروماني، وقد بنيت كنائس مماثلة بالأسلوب الروماني ثلاثية القباب في صور وطرطوس، باستعمال مواد مستوردة مثل الأعمدة والعواصم الرومانية.

في عام 1291 ميلادية، فتح المماليك بيروت وحولوا الكنيسة إلى جامع. سمي بالجامع العمري لذكرى الخليفة عمر بن الخطّاب، ثم صار معروفا باسم (الجامع الكبير).

بني مدخل الجامع وأضيفت مئذنة على الطراز المملوكي عام 1350 ميلادية.

أثناء الانتداب الفرنسي على لبنان أعيد تصميم الواجهة مرة ثانية بإضافة رواق، أو رواق معمد، ودمج مدخل المسجد الرئيسي إلى الصف الجديد لشارع Maarad..

تضرر الجامع ضررا بليغا أثناء الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) ثم جُدد في عام 2004 بطريقة حافظت على أصول وتأريخ المسجد، وبنيت مئذنة ثانية على الزاوية الشمالية الغربية وفناء جديد مدعم بالأعمدة تحت المسجد.

يشهد الجامع العمري مشروعين كبيرين ينفذان حاليا في رحابه على نفقة جمعية العزم والسعادة الاجتماعية وبتوجيهات من الرئيس نجيب ميقاتي وشقيقه الحاج طه ميقاتي، وهما مركز لخدمة القرآن الكريم وقاعة تضم جميع المناسبات الدينية والثقافية والعلمية تحمل إسم المغفور له بإذن الله، عزمي ميقاتي، ومتحف إسلامي يحتوي على التراث الاسلامي ومخطوطات ومصاحف وكنوز من التراث الاسلامي يحمل إسم المغفور لها بإذن الله، سعاد غندور..



Post Author: SafirAlChamal