استمر التّصعيد الميداني عند الحدود الجنوبية للبنان، حيث ارتكبت إسرائيل، ليل أمس، مجزرة جديدة بحق المدنيين اللبنانيين في الجنوب مع سقوط خمسة شهداء وتسعة جرحى باستهداف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلاً مأهولاً في بلدة خربة سلم.
وأطلقت طائرات إسرائيلية عدة صواريخ صوب المنزل ما أدى إلى استشهاد الخمسة، وهم أسرة من 4 أشخاص وشخص آخر، وإلى إصابة 9 أشخاص نقلوا إلى المستشفى، إضافة إلى دمار واسع النطاق بعشرات المنازل المحيطة.
واعلن الجيش الإسرائيلي أنّه استهدف مواقع عدّة لـ “حزب الله” بينها مجمّع عسكري في “عيتا الشعب”، التي تعرّضت لغارات متتالية يوم أمس.
وفي تطوّر لافت، قال الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي، إنّ دوريّة مشتركة مع الجيش اللبناني، في محيط عيتا الشعب، تعرّضت لإطلاق نار من أسلحة خفيفة من جنوب الخط الأزرق، ما أدّى الى إصابة آلية للجيش.
واكد مصدر قيادي لـ “الديار” أن التهديدات الاسرائيلية الاخيرة بشن عدوان بري واسع على الجنوب ليست جديدة، معتبرا انها تندرج في اطار التهويل الذي يمارسه منذ بدء المواجهات معه وفي سياق محاولات الضغط التي يمارسها للتاثير في موقف لبنان.
وقال المصدر” في كل الأحوال فان المقاومة جاهزة لكل الاحتمالات منذ اللحظة الاولى وهي مستعدة لاي عدوان”.
واستبعد قيام العدو بعدوان بري أو حرب واسعة، لافتاً الى أنه تحدث عن مهل عديدة وما يقوله اليوم يندرج في الاطار نفسه.
وكتبت “الشرق الاوسط”: يسعى “حزب الله” لتهدئة الجنوبيين المتضررين من الحرب القائمة مع إسرائيل بوعود المساعدات والإعمار، وهو يخصص لذلك مبالغ كبيرة لأكثر من 87 ألف نازح عبر تأمين مساكن لهم، وحصص غذائية، ومبالغ شهرية يوزعها عليهم، كما أنه بدأ منذ فترة عبر مؤسسة “جهاد البناء” التابعة له بإجراء الكشوفات على الأضرار “استعداداً لمرحلة إعادة البناء”.
وكشفت مصادر مطلعة أن الحزب يخصص نحو 20 مليون دولار شهرياً لإغاثة النازحين، وهو يدفع إيجارات منازل انتقل إليها كثير منهم، كما يعطي الأسرة مبلغاً شهرياً يتراوح بين 100 و200 دولار أميركي.
وكان عضو كتلة “الوفاء للمقاومة”، النائب حسن فضل الله، أعلن في وقت سابق أنّ “حزب الله” بدأ بدفع تعويضات للمتضرّرين. فيما أكَّد عضو المجلس المركزي في الحزب، الشيخ نبيل قاووق، أنَّ “المقاومة استعدَّت لرفع آثار العدوان وإعادة الإعمار”.
ويقول حسن ع (44 عاماً)، أحد سكان الجنوب، إنَّ “الحزب أبلغ من تضررت منازلهم في المناطق الحدودية أنه سيعيد بناءها فور توقف الحرب، لكن بعضهم تمنوا عليه الحصول على مبالغَ مالية عوضاً عن إعادة الإعمار كي يشتروا منازل في مناطق بعيدة عن الحدود، كي لا يتم تدميرها كل فترة، لكن الحزب ليس بصدد التجاوب مع هكذا طلبات”.
وأشار الرجل الأربعيني، في تصريح لـ”الشرق الأوسط”، إلى أنَّ “الحزب يعطي العائلات النازحة كل 15 يوماً 100 دولار أميركي، كما أعطاها مبالغ لتأمين مواد التدفئة”.
Related Posts