جرى بدعوة من المركز الثقافي الفرنسي طرابلس ومؤسسة الطوارئ طرابلس ولجنة الهوية الفرنكوفونية في زغرتا الزاوية وبمناسبة شهر الفرنكوفونية، لقاء في بيت الفن الميناء طرابلس حول كتاب ” ايقونات وكنائس طرابلس” للمؤرخة د. راي جبر معوض الصادر باللغة الفرنسية عن دار درغام للنشر، وهو كتاب قيّم يشهد عن فن الأيقونة المقدس الذي كان له نهضة غير متوقعة في كنيستي الروم الأرثوذكس في طرابلس والكورة في الوقت الذي كان فيه المسيحيون يتمتعون بازدهار نسبي في إطار الإمبراطورية العثمانية، و قد شجع الأساقفة ورؤساء الأديرة العديد من رسامي الأيقونات على ممارسة فنهم، بعضهم جاء من حلب، والبعض الآخر من القدس، والبعض الآخر مرّ عبر دير القديسة كاترينا في سيناء أو عبر جبل آثوس، قبل أن يدعوه بطاركة أنطاكية إلى دمشق.
يحاول هذا الكتاب إعادة بناء مسار هؤلاء الرسامين في الوقت نفسه مع تاريخ الكنائس والأديرة حيث حتى اليوم ما زالت أيقوناتهم “الملكية” بمثابة وسطاء للحياة الآخرة.
حضر اللقاء مطران طرابلس للروم الارثوذكس المتروبوليت أفرام كرياكوس ورئيس أساقفة طرابلس المارونية المطران يوسف سويف إلى جانب فاعليات روحية وثقافية واجتماعية و باحثين في فن الايقونات من جامعيين واكادميين.
بداية رحّب مدير المركز الثقافي الفرنسي طرابلس ايمانويل خوري الذي نوّه بمكانة الكتاب العالية وبالبحث العميق الذي جاهدت بإنتاجه المؤرخة راي جبر معوض كما شجّع خوري الباحثين على زيادة انتاجهم باللغة الفرنكوفونية و كانت كلمة لرئيسة مؤسسة الطوارئ طرابلس السيدة مايا حبيب حافظ منظّمة الندوة الذي أثنت على أهمية كتاب معوض وعلى الخاصية التي تتميز به طرابلس منذ قرون من خلال الحفاظ على تراث و كنوز كنائس طرابلس التي تعود إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
ضمّت طاولة الحوار حضور د.سعاد سليم، مؤرخة وأستاذة في جامعة البلمند، و الأب شربل ناصيف، باحث في CEDRAC في جامعة القديس يوسف وخبير في الايقونات الحديثة ودارت هذا اللقاء جوزيان طربيه باللغة الفرنسية، مهندسة معمارية ومدرّسة في ALBA وعضو في لجنة الهوية الفرنكوفونية في زغرتا-الزاوية وكانت مداخلات للمطرانين كرياكوس وسويف.
وفي نهاية اللقاء تم تقديم هدية رمزية من مؤسسة الطوارئ إلى المحاضرين وهو كتاب ” طرابلس في عيون أبنائها و الجوار” الصادر عن دار جروس برس.
Related Posts
