الأبيض: حاجة لبنان تتزايد لتقوية نظامه الصحي

اختتم وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال فراس الأبيض زيارته الرسمية لباريس مستكملا جدول أعمال حافلا تضمن أربعة وعشرين لقاء مع مسؤولين في القطاع الصحي وشركاء ومتخصصين بهدف متابعة مشاريع التعاون القائمة وتطوير النظام الصحي وتحديثه، وذلك على رأس وفد ضم المستشار لدى وزارة الصحة العامة الدكتور بيار عنحوري والمسؤولة في برنامج المختبرات في الوزارة الدكتورة ريتا فغالي ومديرة برنامج الصحة في المعهد العالي للأعمال رنا جريصاتي.

وفي هذا السياق، عقد الوزير الأبيض إجتماعًا مع مدير قسم الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا في الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) سيريل بيلييه Cyrille Bellier تمحور حول المشاريع الصحية التي تدعمها الوكالة والبالغة قيمتها الإجمالية حوالى خمسة وثلاثين مليون يورو وتتصل خصوصًا بدعم تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للصحة وبرامج الرعاية الأولية والصحة النفسية ودعم المستشفيات الحكومية بتعزيز الحوكمة والأداء. وتطرّق البحث إلى المزيد من المشاريع المستقبلية من ضمن تمويل جديد يسهم في تعزيز النظام الصحي.

وأكد بيلييه “اهتمام الوكالة باستمرار دعم لبنان”، الأمر الذي نوّه به الوزير الدكتور الابيض لافتًا إلى “حاجة لبنان المتزايدة لتقوية نظامه الصحي الملقاة على عاتقه أعباء هائلة نتيجة الأزمة المالية والتي يضاف إليها وجود العدد الكبير من النازحين”.

وفي معهد باستور تابع الوزير الأبيض مع نائب الرئيس التنفيذي فرانسوا روماني François Romaneix المراحل التنفيذية لاتفاق التعاون حول إعادة افتتاح المختبر المركزي بعد إنجاز خطة تأهيل المبنى وتحديد المواصفات الفنية واستقدام جزء من المعدات المطلوبة. وتركز البحث حول تدريب الكوادر البشرية ووضع البروتوكولات التي سيتم اعتمادها بحيث يتم التسريع في افتتاح المختبر في الأشهر المقبلة.

وقد كان موضوع تدريب الكوادر الإدارية في المؤسسات العامة التي تعنى بالصحة موضوع اجتماع وزير الصحة العامة الدكتور الأبيض مع رئيسة معهد الدراسات العليا في الصحة العامة (EHESP Ecole des hautes études en santé publique) إيزابيل ريشار حيث تم الاتفاق على تعزيز التعاون في مجال التدريب.

كذلك شكل التعاون في مجال تمويل النظام الصحي في لبنان حيزًا رئيسيًا في لقاءات الوزير الأبيض في المديرية العامة لخدمات الرعاية في فرنسا (DGOS Direction Générale de l’offre de soins) حيث تتولى هذه المديرية وضع الخطط والاستراتيجيات الصحية بناء على الموارد المتاحة. وتم الاتفاق على دعم إنشاء وحدة دراسات في وزارة الصحة العامة تكون مهمتها وضع الخطط الصحية المتوسطة والطويلة الأمد وتحديد الموارد المطلوبة لتنفيذها.

كذلك تناول البحث تنظيم تبادل خدمات الرعاية على صعيد الأطباء المتمرنين والممرضات والممرضين بما يفتح المزيد من المجالات للكادر الطبي والتمريضي.

إرساء تقييم التكنولوجيا الصحية

وفي زيارة قام بها الوزير الأبيض للهيئة العليا للصحة في فرنسا (HAS Haute Autorité de Santé) تركز البحث على متابعة إرساء الـ(HTA Health Technology Assessment) تقييم التكنولوجيا الصحية في لبنان من خلال مواصلة تدريب عدد من الكوادر البشرية وإنشاء مكتب وطني يضم تدريجًا ممثلين عن الجهات الضامنة الرسمية والخاصة. ومن شأن هذا المكتب تنظيم إدخال العلاجات الحديثة بما فيها الدواء والمستلزمات الطبية إلى لبنان بناء على أسس علمية وبحثية، علمًا بأن تقييم التكنولوجيا الصحية (HTA Health Technology Assessment) بات مبدأ معتمدًا في مختلف دول العالم المتقدم لضمان فاعلية القرارات الصحية.

السرطان وسلامة الدم

كذلك حضر موضوع السرطان في اللقاءات الأخيرة للوزير الأبيض حيث اجتمع مع مسؤولي جمعية UniCancer التي تعنى بالتنسيق بين ثمانية عشر مركزًا لعلاج السرطان في فرنسا. وتم البحث في أطر التعاون والإستفادة من الخبرات في مجال الشراء المشترك والتنسيق مع الجهات الضامنة.

وتناول وزير الصحة العامة في المؤسسة الفرنسية للدم برنامج تنظيم سلامة الدم الذي أطلقته الوزارة والذي انطلق ببرنامج اعتماد بنوك الدم في لبنان، حيث تم البحث في ما يمكن تنفيذه من خطوات مشتركة في سياق العقد الموجود بين الطرفين والذي تم تجديده نهاية السنة الماضية وتم الاتفاق على استمراريته.

لقاء مع أبناء الجالية

وكان الوزير الأبيض قد لبى دعوة القائم بالأعمال في السفارة اللبنانية في باريس زياد طعان للقاء مع أبناء الجالية بحضور وزير الأشغال العامة علي حمية. وشكر الوزير الأبيض للجالية اللبنانية في فرنسا الدور الذي تقوم به لدعم الوطن الأم، مشيرًا إلى أن الحفاوة التي لقيها في زيارته الرسمية تعود في جزء أساسي منها إلى الدور المتقدم والناجح والمميز الذي يلعبه أبناء الجالية في فرنسا.

وكانت مناسبة تطرق فيها الوزير الدكتور الأبيض مع الجمعية الطبية اللبنانية الفرنسية للتحضيرات لمؤتمر الجمعية المرتقب في بداية تموز المقبل في بيروت حيث من المرتقب التأسيس لتعاون ممنهج في السياق الطبي والصحي مع أبناء الجاليات والمغتربين اللبنانيين.