أثار إبعاد الاعلامية اللبنانية ندى الحوت عن شاشة “تلفزيون لبنان” جدلاً دينياً، كون إبعادها تم بعد ارتدائها الحجاب.
وقالت الحوت، العاملة في تلفزيون لبنان منذ عشرين عاماً، أنها منعت من الظهور على الشاشة التلفزيونية بسبب ارتدائها للحجاب. وأكدت في مقابلة خاصة مع “وكالة أنباء تركيا”، أنها كانت تقدم برنامج “اقتصادنا مع ندى الحوت”، الذي يستضيف محللين اقتصاديين ويجري تحقيقات حول مواضيع اقتصادية.
وأوضحت قائلة: “بعد أن ارتديت الحجاب، طلبت إدارة تلفزيون لبنان مني إجراء المقابلات مع الضيوف خارج الأستديو بدلا من داخله، بحجة أن هذا يعرف بمنع ظهور المذيعة بالشعائر الدينية”. وشددت على أنها لم تجد أي قانون يمنع ظهور المحجبات على شاشة التلفزيون، مشيرة إلى أنها تعرضت لحملة من التهميش بعد ارتدائها الحجاب. وأبلغت الوكالة بأنها تعتزم الالتزام بساعات العمل فقط حالياً.
وقالت مصادر في “تلفزيون لبنان” لـ”المدن” إن النظام الداخلي في التلفزيون يمنع ظهور جميع الشعائر الدينية للموظفين فيه، ويلتزم بالحيادية الدينية، مشددة على ان “ما ينطبق على المحجبات، ينطبق أيضاً على المذيعين الذين يضعون الصليب مثلاً، أو أي مظهر آخر من المظاهر الدينية”.
وترتبط بنود هذا النظام بصورة المؤسسة الرسمية التي يُفترض أن تكون محايدة دينياً. وقالت المصادر إن جميع الموظفين “يعرفون هذا النظام ويلتزمون به، وبالتالي فإن ذلك لا يمثل إقصاءاً لأحد ولا اضطهاداً دينياً لأي موظف، لأن الجميع، بمن فيهم الحوت التي ارتدت الحجاب أخيراً، يعرفون هذا النظام مسبقاً”. واشارت المصادر الى أن هذا الموضوع “تم تطبيقه في السابق على موظفين آخرين، وبينهم مقدمو نشرات أخبار، وابلغوا سابقاً أن النظام الداخلي يمنع ظهور الشعائر الدينية على الشاشة، وبالتالي عليهم معرفة هذا الامر بشكل مسبق”.
رغم ذلك، أظهرت الحوت استياءها من التغييرات التي تم إجراؤها على برنامجها، مشيرة إلى أنها تمت الاستعاضة عنها بشخص آخر يقوم بتقديم التقارير خارج الأستديو لتحقيق شرط عدم ظهورها محجبة. وتم تغيير عنوان البرنامج ووضع تعديلات أخرى، ما أدى إلى تحول دورها من إعلامية إلى معدة برامج.
وتساءلت الحوت في ختام حديثها عن مصيرها المهني، مشيرة إلى أنها تواجه تحديات بسبب ارتدائها الحجاب، وقالت: “هل أصبح حجابي عائقًا أمام ممارستي لمهنتي الصحافية والإعلامية؟”.
وأثارت ردود فعل واسعة في الأوساط اللبنانية، حيث أعرب الحقوقيون ورجال الدين عن سخطهم من هذا القرار الذي يمنع ظهور المحجبات على شاشات التلفزيون.
وطالب الحقوقي طارق شندب، بتدخل المراجع الدينية لمتابعة قضية الحوت، مشددًا على أن هذا التصرف يدل على استهتار بالشعائر الدينية المكفولة في الدستور اللبناني.
المدن
Related Posts