أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب في خطبة الجمعة الى أن “المسؤولية تقتضي أن يرى العالم وقوف الأمة جميعاً إلى جانب الشعب الفلسطيني بدل أن يتفرَّجوا عليه وهو يُذبح ويُباد أو يُظهِرَ البعض عليه البكاء أمام المنابر الدولية وهم يظهرون عجزهم عن إدخال الغذاء والدواء وعن إيقاف هذه الإبادة، فهل سيوقف البكاء ما يجري؟ وهل فقد العرب كل أدوات الضغط على العالم كي يوقفوا هذه الحرب على الأقل؟ وهل سيجعلكم هذا الموقف في مأمن من هذا العدو اللئيم والغاشم أم سيجرّؤه أكثر على بلدانكم إن استطاع التخلص من المقاومة وتهجير أهل غزة؟ “فوالله ما غُزِيَ قوم في عقر دارهم إلا ذُلوا”.
وتابع الخطيب: “فللأسف أيضاً ليس هناك رغم كل المأساة التي تجري أيّ ردّ فعل شعبي فهل ماتت الحمية أمام الأعداء ولا تستيقظ إلا عند التحريض المذهبي والطائفي؟، بل الأنكى من ذلك أن يعمل على التخذيل والتحريض على القوى المقاومة التي تسند غزة والشعب الفلسطيني واتهامها بالتبعية لغايات مشبوهة في عمل خياني واضح للعدو، فلا يكفي عدم الوقوف والمساندة لشعب غزة والدفاع عن حدود الوطن وسيادته بل يتعدى هؤلاء كل حدود الأدب والاخلاق الوطنية إلى مساندة العدو وتسخير أدواتهم السياسية والاعلامية ومنابرهم لخدمة أهدافه بكل وقاحة وفجور متستّرين وراء سلاح الطائفية والمذهبية”.
وقال: “أمام الواقع الذي نشأ في الجنوب نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية من النزوح للمواطنين تصل الوقاحة بالبعض إلى رفع عقيرته برفض أن تقوم الدولة بواجبها في رعايتهم والاهتمام بحاجياتهم ، ونحن لا نستغرب هذا السلوك وهذا المنطق من أمثال هؤلاء حلفاء إسرائيل بالأمس حيث يظهرون استمرار هذه العلاقة مع هذا الشرير، ولكننا نكرر الدعوة للدولة لأن تقوم بما تقتضيه مسؤوليتها الوطنية اتجاه مواطنيها في هذا المجال وأن تطالب المنظمات الدولية الغائبة تماماً عن الحضور في هذا الميدان وتقديم المساعدات الانسانية والا عُدَّت هذه المنظمات متواطئة مع العدو الإسرائيلي”.
واضاف: “ندعو في هذه الظروف الاستثنائية إلى الكفّ عن خلق الأزمات الداخلية كما حصل في موضوع التمييز في تقديم الحوافز المالية لموظفي الإدارة العامة ونطالب المسؤولين بتلافي أمثال هذه الأخطاء، على ان كل ما يجري يؤكد الحاجة للتوافق بين القوى السياسية للخروج من المراوحة في موضوع انتخاب رئيس للجمهورية لانتظام عمل المؤسسات لإخراج البلد من أزماته الكارثية التي ترتد على المواطنين في كل المجالات على الوضع الصحي الكارثي إلى الوضع الاجتماعي المزري إلى كافة الأوضاع التي تمسّ كرامة وحاجات المواطنين ووضعت البلد على حافة الهاوية فيما الحرب تشتعل على الحدود والعدو يوسّع كل يوم من تهديداته واعتداءاته على القرى والاهالي الآمنين ويهدم بيوتهم ومزارعهم ومصانعهم ويقتل أطفالهم ونساءهم”.
وختم: “هؤلاء الذين يستحقون أن تكون الدولة إلى جانبهم يشعرون بوجودها وبحضورها وبحمايتها ورعايتها لهم وانهم ليسوا وحيدين متروكين لقدرهم في معركة الشرف والكرامة، هؤلاء الشرفاء نتوجه إلى شهدائهم بالرحمة والى جرحاهم بالشفاء العاجل وإليهم بالصبر وعظيم الأجر حيث يدفعون الثمن الغالي عن الجميع دون أي تحمل للمسؤولية من قبل الدولة، نتمنى أن ينتهي هذا التعاطي قريباً ونرى صورة مغايرة تُشرّف المسؤولين”.
Related Posts