عقد “المركز الكاثوليكي للإعلام” مؤتمراً صحافياً، بمركزه، في جل الديب، في إطار إطلاق أكاديمية “القيادة من أجل السلام”.
حضر اللقاء السفير البابوي المونسينيور باولو بورجيا، رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران نبيل العنداري، رئيس لجنة “عدالة وسلام” في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك المطران مارون العمار، راعي أبرشية أنطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم، نائب رئيس لجنة “عدالة وسلام” المطران جول بطرس، المونسينيور عبدو أبو كسم، ومدير الأكاديمية ميشال دكاش.
العنداري
استهل اللقاء بكلمة ترحيبية للعنداري قال فيها: “لقد سئم الشعب لغة الحروب، وأصبح التمكين على القيادة من أجل السلام، والتعليم من أجل نشر ثقافة السلام والتسامح في المجتمعات المعاصرة ضرورة ملحة”.
أضاف: “مطلوب من التمكين على القيادة والتعليم أن يهدفا إلى مقاومة تأثير العوامل المؤدّية إلى الخوف من الآخرين واستبعادهم، وإلى مساعدة النشء على تنمية قدراتهم على استقلال الرأي، والتفكير النقدي والأخلاقي، من أجل إدراج القيم الإِنسانية لتحقيق السلام والتلاحم الاجتماعي، واحترام حقوق الإِنسان والكرامة الإِنسانية”.
عمار باسم الراعي
ثم كانت بركة اللقاء مع عمار ألقاها باسم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قال فيها: “أن نعمل على تأسيس أكاديمية هدفها القيادة من أجل السلام لهو عمل كنسي بامتياز لأننا بذلك نحقق تعليم يسوع الذي يطوب فاعلي السلام لأنهم أبناء الله يدعون. ومن يدرب قادة على عيش السلام فهو الفاعل الأول في نشر رسالة السلام بين الناس”.
أضاف: “هذه المبادرة بحاجة إليها شعبنا وشبيبتنا في هذا الزمن الذي طغت عليه الحروب، الفتن والنزاعات، وأصبحت كلمة سلام غائبة عن قواميس هذا الزمن”.
وتابع: “نطلب لفاعلي السلام الوضوح في الرؤية لكي تثمر تعاليمهم خيرا وبركة واستقرارا نفسيا وحياتيا وإيمانيا”.
وختم : “السلام يبقى أقوى من الحروب، لأنه ينبع من الله إله السلام الذي لا يقوى عليه أحد ولا حتى الحروب. هذه الأكاديمية تسد حاجة مزمنة في مجتمعنا الذي سئم لغة الحرب والخلافات والنزاعات، ليكن طلاب هذه الأكاديمية الوجوه الجديدة الكفيلة في إصلاح مجتمعنا اللبناني وتجديده”.
بو نجم
من جهته، تحدث بو نجم عن “الأهداف المنوي تحقيقها من خلال الرسالة التربوية في الأبرشية: بناء الإنسان بكل أبعاده الروحية، والإنسانية، والثقافية”، وقال: “لما شعرنا بأن الحاجة كبيرة وملحة فكان مشروع الأكاديمية”.
أضاف: “في مؤسساتنا التربوية، نسعى أن تكون التربية مرتكزة على خلق جو تربوي مناسب يشجع على تبني القيم والفضايل المسيحية والإنسانية، والأكثر مهمتنا بناء مواطن مسؤول، يحمل قضية الوطن، متعلق بأرضه ويدافع عن حريته، ومواطن ملتزم قضايا الوطن”.
وتابع: “لا نستطيع الوصول إلى أهدافنا التربوية من دون جسم تعليمي متمكن يوصل القيم المطلوبة وتفعيل المواطنة القائمة على مبادئ العقيدة الاجتماعية والمستنيرة بالفضائل الإنسانية”.
كما وشكر بو نجم لـ”البابا فرنسيس وقوفه بجانب هذه المبادرات من خلال دائرة خدمة التنمية البشرية المتكاملة”.
بطرس
وتحدث بطرس عن “كيفية انطلاق الأكاديمية”، لافتاً إلى أنها “محاولة لإنقاذ لبنان والعيش بسلام، والخلاص من الظلم والفساد”، وقال: “نحن نحتاج إلى قادة في الكنيسة، في المجتمع والوطن”.
بورجيا
من جهته، رأى بورجيا أن “هذه المبادرة هي علامة على أن الأمل لا يتلاشى أبدا، وأنه من الممكن، بل ومن الضروري، الإيمان والعمل من أجل مستقبل أفضل”.
وسأل الرب “أن يدعم هذا المشروع ويحفظه حتى يأتي بثمار وافرة لما فيه خير لبنان ومنطقة الشرق الأوسط”.
دكاش
وتحدث دكاش عن “أهداف الأكاديمية وكيف ولدت الفكرة، انطلاقا من مشكلة انعدام القيادة وروح المبادرة، والحاجة للنخب الشابة، إضافة إلى غياب الرؤية”.
وتطلق الأكاديميّة دوراتها في آذار المقبل في مطرانية أنطلياس.
أبو كسم
أما أبو كسم فقال: “إنها مبادرة فريدة من نوعها، تجاوب على تطلعات الشبيبة في لبنان والعالم، وأكاد أقول خطوة جريئة تقوم بها كنيسة لبنان أن تنشئ أكاديمية للشباب لتدرب على ثقافة السلام. إنها مبادرة جدية، مبادرة مواجهة، بمعنى أنها تسير بعكس ما يسير به ما تبقى من حكام هذا البلد، هم يمعنون بالفساد والتفرقة ودفع الشباب إلى الهجرة، في حين أن هذه المبادرة تسهم في بث روح الأمل والرجاء بين شبيبة لبنان، وهم يتحدون نزف الهجرة ليبنوا مستقبل هذا الوطن، فهم بحاجة الى من يسندهم ويحسسهم بأنهم ركائز هذا الوطن، وهذه الأكاديمية سوف تساعدهم على التعمق في فهم بعضهم البعض، وتحثهم على تبادل خبراتهم، وتفجير طاقاتهم، فيبنوا لبنان الجديد الذي يطمح اليه اللبنانيون”.
وختم: “كلي ثقة بأن هذه الخطوة ستكون بداية خلاص لبنان، ونعدكم بأننا سنكون شركاء في تنشيط هذه المبادرة مع كل المؤسّسات الإعلامية”.
Related Posts