فتح التفلت الأمني الذي يسيطر على كل شبر من الأراضي اللبنانية وخصوصاً في المناطق الشمالية شهية العصابات التي تسرح وتمرح وتعبث بأمن المواطنين من دون حسيب او رقيب على التمادي في توسيع نشاطاتها، في ظل محاولات حثيثة للقوى الأمنية لمواجهتها والتي تبقى قاصرة في ظل الصعوبات التي تعانيها جراء الإنهيار الاقتصادي.
فقد تمكن مكتب أمن الدولة في البترون من توقيف ثلاثة أشخاص من التابعيّة السوريّة وضبط بحوزتهم حوالي 11 الف حبّة من الحبوب المخدّرة وكميّات من البودرة المستعملة في تصنيع المخدّرات، وفي حادثة أمنية أشد خطراً تمكنت القوى الأمنية اليوم من توقيف ثلاثة سوريين بجرم خطف المدعو (م. ر.، مواليد عام 1981، سوري) واحتجازه في شقة في بلدة قلحاتا – الكورة برفقة زوجته وطفليهما وتعذيبه وتصويره مطالبين ذويه بفدية مالية!، فضلا عن عمليات التشليح التي تشهدها مناطق شمالية من طرابلس الى الكورة وغيرهما، والاشكالات المسلحة التي ترخي بثقلها على المواطنين.
هذه الأحداث الأمنية تترجم بشكل واضح حجم الفلتان الأمني الذي يشهده الشمال والذي يستدعي تساؤلات حول احتمال خروج العصابات “السورية واللبنانية” عن السيطرة اذ ان وجودها ينذر بمزيد من مظاهر الانفلات والفوضى وانعدام الأمن والأمان في المرحلة المقبلة.
تفيد معلومات أن الخطر في الشمال اكبر بكثير مما يبدو عليه، وأن نشاط هذه العصابات التي لم تعد تقتصر على الخطف والسرقة والتشليح بل تنشط مؤخراً بأعمال ممنوعة أشد وأخطر مستغلة الأزمة في لبنان لتنشر سمومها وتوسّع نشاطها الإجرامي.
فهل تستطيع الأجهزة الأمنية في ظل ما تعاني من أزمات مالية وغيرها من التعامل مع هذا الواقع، أم أن الفلتان ذاهب باتجاه المزيد من التفاقم، وهل تنفع الخطط الأمنية التي تعلنها وزارة الداخلية تباعا؟!..