هل يتقدم تطبيق القرار 1701 على الاستحقاق الرئاسي؟!.. غسان ريفي

قاسم مشترك واحد بين الموفدين الدوليين الذي يزورون لبنان ويلتقون رئيسيّ مجلس النواب والحكومة نبيه بري ونجيب ميقاتي وعدد من المسؤولين السياسيين والعسكريين، وهو تعزيز مسار الدبلوماسية بما يتعلق بالوضع في الجنوب، وبذل الجهود لعدم إنزلاق لبنان الى حرب مع إسرائيل، وعدم إعطائها أية أعذار أو مبررات لتقوم بعدوان يصب في مصلحة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الخائف على مصيره من اليوم التالي لوقف إطلاق النار في غزة.

ولعل المفاوضات الجارية حول الورقة التي تم وضع إطارها في لقاء باريس الرباعي (أميركا، إسرائيل، مصر، وقطر زائدا فرنسا البلد المضيف) حول وقف إطلاق النار في غزة والبنود التي يمكن التوافق عليها من تبادل الأسرى الى الانسحاب من غزة الى إعادة الاعمار وإدخال المساعدات، قد دفعت ملف جنوب لبنان الى الأمام خصوصا أنه بات مرتبطا إرتباطا وثيقا بغزة، ليس من باب الموقف السياسي للقيادات اللبنانية بأن “لا حديث في تطبيق القرار إلا بعد وقف العدوان على غزة”، بل لأن جبهة الجنوب أدت الى تهجير أكثر من مئة ألف مستوطن إسرائيلي من مستوطنات شمال فلسطين، وعودتهم تضغط على الحكومة الاسرائيلية شأنها شأن ملف الأسرى لدى حماس، لذلك فإن العين اليوم على تطبيق القرار بعودة المقاومة الى ما بعد شمال نهر الليطاني، لكي يتمكن المستوطنون من العودة بأمان.

وثمة قاسم مشترك في الأجوبة التي سمعها الموفدون الدوليون من القيادات اللبنانية وهي أن مطلبهم ليس موجودا في لبنان، وأن ما يحصل في الجنوب هو ردة فعل على العدوان على غزة والمجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق أهلها، وبالتالي فإن لبنان إلتزم طيلة الفترة الماضية بالقرار 1701 لجهة غياب المظاهر المسلحة في جنوب الليطاني، وعدم القيام بأي خرق، في حين أن إسرائيل قامت بأكثر من 35 ألف خرق جوا وبرا وبحرا مسجلين لدى قوات الطوارئ الدولية، وقد آن الأوان أن يتم الضغط على إسرائيل لكي تطبق القرار 1701، بالخروج من الأراضي اللبنانية المحتلة وتقديم الخرائط المتعلقة بالألغام، وعندها لن يكون لدى لبنان أي مشكلة في تطبيقه.

تشير المعلومات الى أن اللقاءات التي عقدها وزراء خارجية عدد من الدول الأوروبية، وكان آخرهم أمس وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه، كانت الأولوية فيها للوضع الأمني في الجنوب ولتطبيق القرار 1701، يليه الاستحقاق الرئاسي الذي كان الموفدون يشددون على ضرورة إنجازه.

وتقول المعلومات: إن بعض الموفدين إعتبروا أنه إذا لم يصر الى إتمام الاستحقاق الرئاسي في هذه الظروف الدقيقة والخطيرة من أجل استكمال هيكلية الدولة اللبنانية بما يمكنها من مواجهة الاستحقاقات المقبلة، فإنه من الصعب جدا أن ينتخب رئيس في المدى المنظور، خصوصا أن الانقسامات الداخلية تتعمق أكثر فأكثر، فيما التسوية الاقليمية والدولية لم تنضج بعد، بما في ذلك المفاوضات حول غزة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية.

وبحسب المعلومات ثمة خشية دولية وعربية من أن يطيح أي عدوان إسرائيلي على لبنان بالاستحقاق الرئاسي أو أن يدفعه نحو أمد بعيد جدا، لذلك، فإن الجهود تنصب على ضرورة الركون الى الحلول الدبلوماسية التي تؤمن الاستقرار على الحدود اللبنانية الفلسطينية وتطبيق القرار الـ1701 الذي جعلته التطورات المتسارعة يتقدم على كل الملفات لا سيما الاستحقاق الرئاسي، إنطلاقا من أن أمن إسرائيل بالنسبة للمجتمع الدولي أهم من أي شيء آخر!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal