ذكر موقع “الحرة”، أنّ صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية سلّطت في تقرير لها الضوء على ما وصفته بـ “الدائرة الداخلية” للرئيس بايدن، التي تتولى ملف الحرب، بما في ذلك المشاركين في مفاوضات الرهائن، والمسؤولين عن منع اتساع الصراع إلى لبنان والشرق الأوسط، علاوة على الذين تولوا ملف المساعدات الإنسانية في غزة.
وكان وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، بمثابة المقياس العام لاستجابة الإدارة للأزمة، من خلال جولاته الدبلوماسية المكوكية بعد الحرب، وتصريحاته التي تعكس وجهة نظر واشنطن على الأرض، وفقا للصحيفة الإسرائيلية.
وبحسب “هآرتس”، فإن تصريحاته كانت تشير بشكل ثابت إلى مزيد من القلق بشأن الأزمة الإنسانية في غزة، وفشل إسرائيل في الحدّ من الخسائر بصفوف المدنيين.
كذلك، يُعدّ مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، وخصوصاً من خلال نائبه جون فاينر، وكبير مستشاري الشرق الأوسط بريت ماكغورك، أقرب الأصوات إلى أذن بايدن في كافة شؤون السياسة الخارجية.
ووفق الصحيفة، فإن هؤلاء كانوا “من بين أقوى المدافعين عن إعادة ترتيب أولويات التكامل الإقليمي لإسرائيل قبل السابع من تشرين الاول الماضي، إلى أن هجوم “حماس” أدّى إلى قلب هذا النهج رأسا على عقب”.
ومنذ ذلك الحين، كثفوا جهودهم علنا وفي السرّ لتحفيز التطبيع الإسرائيلي – السعودي، كمسار نحو حلّ الدولتين.
وبرزت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، خلال الأشهر القليلة الماضية، في ما يتعلق بالسياسة الخارجية، حيث دعت في اتصالات متكررة مع الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، وفي خطاب مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ “كوب28” في كانون الاول، إسرائيل إلى بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين.
وفي الوقت نفسه، كان زوجها دوغ إيمهوف بمثابة “وجه الإدارة لمكافحة معاداة السامية المحلية المتزايدة الناجمة عن الحرب”، بحسب الصحيفة.
كما تلعب سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، دورا على الساحة العالمية. وتحت قيادتها، كانت أميركا العضو الوحيد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي استخدم حق النقض ضد قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وأشرفت كذلك على المفاوضات الرامية إلى إحداث تغيير كبير في صياغة قرار نادر لمجلس الأمن، يهدف إلى زيادة المساعدات لقطاع غزة.
وداخل إسرائيل، عمل سفير الولايات المتحدة جاك ليو، الذي تم تعيينه سريعا في غضون أسابيع بعد الحرب، كمحاور رئيسي على الأرض بين الحكومتين الأميركية والإسرائيلية.
وبينما يشارك ماكغورك بشكل أساسي في كل مسألة تتعلق بالصراع، فإنه يركز بشكل متزايد على جهود التفاوض بشأن الرهائن المحتجزين في غزة على وجه التحديد، كمفتاح لإنهاء الحرب والانتقال إلى التطبيع مع السعودية وجهود حل الدولتين، حسب “هآرتس”.
وبعيدا عن ماكغورك، تولى رئيس وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز، قيادة مفاوضات بشأن الرهائن.
وساعدت دبلوماسيته المكوكية مع مصر وقطر، بالإضافة إلى اتصالاته مع رئيس الموساد ديفيد بارنيا، بشكل ملحوظ في تسهيل الهدنة الإنسانية المؤقتة في نوفمبر، وإطلاق سراح جزء من الرهائن.
ويدعم جهود بيرنز، روجر كارستينز، الذي يعمل في وزارة الخارجية كمبعوث رئاسي خاص لشؤون الرهائن، ونائبه ستيفن جيلين، الذي سافر إلى إسرائيل إلى جانب بلينكن مباشرة بعد 7 تشرين الاول، وبقي هناك للعمل مع عائلات الرهائن.
وكان وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن على اتصال مستمر مع نظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت، ورئيس أركان جيش الجيش الإسرائيلي هرتزل هاليفي، حيث تلقى تحديثات تكتيكية حول العمليات العسكرية الإسرائيلية، وقدم تجاربه ودروسه الخاصة حول حرب المدن.
كما ركز على تعزيز الموقف العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، كرادع محتمل ضد إيران ووكلائها الإقليميين.
وكان قائد القيادة المركزية الأميركية، مايكل كوريلا، مسؤولا عن الاتصالات العسكرية المباشرة مع إسرائيل، وقد اكتسبت القيادة المعروفة باسم “سنتكوم” اهتماما كبيرا وسط هجمات الحوثيين على سفن الشحن الدولي في البحر الأحمر، والضربات الأميركية اللاحقة على الحوثيين في اليمن.
كذلك، تم تكليف كبير مستشاري الولايات المتحدة لأمن الطاقة العالمي اموس هوكشتاين، بالعمل مع لبنان، الذي اقترب من الغليان في الأسابيع الأخيرة وسط تفاقم الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله، واغتيال مسؤول كبير في حماس ببيروت.
وبينما لم يعيّن بايدن مبعوثا خاصا للإشراف على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فقد عيّن ديفيد ساترفيلد مبعوثا للأزمة الإنسانية في غزة، بعد أيام من الحرب.
وفي سياق متصل، لعبت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور، دورا مهما من واشنطن، في تنسيق الجهود الأميركية لتقديم المساعدة الإنسانية للفلسطينيين. (الحرة)
Related Posts