يقف السوق النقدي في لبنان على مشارف مرحلة جديدة مع بدء العد العكسي لإنطلاقة منصة “بلومبرغ” بعد طول انتظار دام اشهر، حيث اصدر الحاكم بالإنابة وسيم منصوري تعميماً طلب فيه من المصارف الاشتراك بالمنصة وبدء التحضير للمشاركة بالتدريب، وأتى قرار إطلاق منصة بلومبرغ كبديل تصحيحي لمنصة صيرفة بعد تعليق العمل بها مطلع آب الفائت، مع انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة.
ماهي منصة بلومبرغ ؟
منصة “بلومبرغ” هي تطبيق إلكتروني مصمّم ومنسّق وموجّه من قبل شركة “بلومبرغ” وهي مجموعة مالية معنية بالتطبيقات الإلكترونية، وهذه المنصة ستوضع في الخدمة وسيتم عليها التبادل بالليرة اللبنانية والدولار، على غرار منصة “صيرفة” السابقة ومن إيجابيات المنصة الجديدة هي أنها ستكون أكثر شفافية ومراقبة دوليًا.
وبحسب المعلومات، فإن مصرف لبنان لن يلعب عبر المنصة الجديدة دور الداعم الدائم لليرة على حساب احتياطاته إنما سيتدخل عند الحاجة وسيلعب دور البائع والشاري كما هو حال باقي المتداولين من مصارف وصرافين ومواطنين وتجار.
بلغ عدد المصارف المشتركة بمنصة “بلومبرغ” الإلكترونية قرابة 13 مصرفاً، وعلى المصارف الأخرى والمؤسسات المالية التقدم بالاشتراك لتلقي التدريبات اللازمة، والدخول لاحقاً إلى السوق لشراء وبيع العملات.
أسئلة كثيرة تُطرح عن دور المنصّة ومن سيكون المستفيد منها، وهل من متغيّرات مرتقبة في سعر الدولار؟
منصة “بلومبرغ” فكرة مطروحة لتوحيد سعر الصرف، لكن تأخّر البدء بها بسبب الحرب على غزة وتأثيرها على لبنان حيث كان من المقرر استقدام فريق مدرّب من “بلومبرغ” يقوم بتدريب وتوجيه القطاع المصرفي والمؤسسات المالية في البلد لوصل الشبكة مع تلك العالمية.
عن آلية العمل ستكون من خلال ربط المصارف التجارية والمؤسسات المالية والصرافين المرخصين مع وكالة “بلومبرغ” العالمية.
الصحافي الاقتصادي عماد الشدياق وفي حديث لـ”سفير الشمال” أشار الى أن منصّة “بلومبرغ” منصة شفافة تسجّل عمليات العرض والطلب بشكل يومي لدى المصارف ولدى الصرّافين الشرعيين الذين يلتزمون تسجيل جميع عمليّاتهم عليها.
وبحسب التحليلات لا أعتقد أن المنصة ستنطلق قريباً لان إنطلاقتها تتطلب وضع مستقر حرصاً على عدم تأثر سعر الصرف وطالما الحرب في الجنوب مستمرة فإنطلاقتها قد تتأخر حتى بداية الصيف بالتزامن مع الموسم السياحي وتدفق الدولارات حينها سيكون هناك امكانية لاستقرار الدولار وحتى لانخفاضه.
واضاف: “هذه المنصة هي التي تقرر العرض والطلب في البلد وفي الحالتين تكون المنصة ناحجة لان سعر الصرف يعتمد على العرض والطلب فإذا ارتفع سعر الصرف تكون نجحت المنصة وحتى إذا انخفض تكون أيضاً نجحت لكن الذي يكون فشل هو قدرة السلطة السياسية والنقدية ان تستقطب استثمارات واصلاحات حتى يستقر سعر الصرف او ينخفض”.
وتابع الشدياق: “إن المنصة يمكن ان تكون سببا بتغيّر سعر الصرف والدليل هو تأخر إطلاقها خوفاً من تأثير ما يجري على الدولار فإذا تم إطلاقها في هذه الفترة بالتزامن مع الحرب في الجنوب من الممكن أن يرتفع الدولار بشكل هستيري لهذا السبب جرى تأجليها لوقت تكون به الانطلاقة اللوجستية وحتى الامنية جاهزة”
وعن شروط الحفاظ على استقرار سعر الصرف في منصّة “بلومبرغ”
اولاً: إنجاز حوكمة صحيحة للسياسة المالية في لبنان والفصل بين السياسة المالية والسياسة النقدية، اي التزام البنك المركزي بعدم تمويل عجز الدولة.
ثانياً: ضخ سيولة اضافية بالليرة في السوق من قبل مصرف لبنان مرتبطة بحاجات ونمو الاقتصاد.
ثالثاً: اعلان وقت وكميات الدولارات التي يتم شراؤها وبيعها عبر المنصة وذلك من اجل الحد من المضاربة.
رابعاً: أن يحدد سعر للعرض والطلب على المنصة بهدف اظهار السعر الحقيقي للدولار المتداول مقابل الليرة وتشجيع المتداولين على تركيز عملياتهم عبر المنصّة.
خامساً: الحفاظ على فائض في ميزان المدفوعات من اجل دعم سعر صرف الليرة.
Related Posts