يبدو ان رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه تعلم من التجارب السابقة التي كادت معها لقمة رئاسة الجمهورية تصل الى فمه، الا انها سرعان ما تؤول لغيره بسحر ساحر ولاكثر من مرة، فاعتمد في هذا الاستحقاق الحديث الشريف القائل “إستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان” وعمل بتأن للوصول الى ما يصبو اليه بأقل ضرر ممكن وبهدوء، بعيداً عن الصخب الاعلامي حتى من دون ان يُعلن ترشيحه بشكل رسمي من خلال مؤتمر صحافي او مهرجان لتياره لإعتباره ان رئاسة الجمهورية لا تحتاج لترشيحات، دائراً الاذن الطرشاء لكل التأويلات والشائعات والتحليلات التي تصيب او تخيب، ومتخطياً المصطادين في الماء العكر والكارهين لوصوله بحجج واهية.
حسناً فعل الزعيم الزغرتاوي بذلك، فهو يعلم علم اليقين ان التسوية هي من ستأتي برئيس الجمهورية وان عواصم القرار لن تترك هذا الاستحقاق يمر من دون ان يكون لها اليد الطولى فيه، وبالتالي فان تجربة عم والده رجل الاستقلال حميد فرنجيه الذي نام رئيسا للجمهورية ليستفيق على انتخاب كميل شمعون محفورة في وجدان العائلة وفي ذاكرة كل من يتابع الاستحقاقات الرئاسية منذ استقلال لبنان.
بحسب مصادر المرده لا يجوز ربط اي تحرك لفرنجيه بالاستحقاق الرئاسي الذي يتحضر له ليس بالزيارات والتصريحات، بل بالعمل الدؤوب مع فريق عمله على الملفات الشائكة من اجل ايجاد حلول تنهض بالبلد من كبوته لاسيما على الصعيد الاقتصادي حيث لدى الرجل رؤياه الواقعية والموضوعية على ما تؤكد هذه المصادر.
اذاً، لماذا يتحرك فرنجيه بزخم هذه الايام وبزيارات سياسية ذات طابع اجتماعي أكان لجهة لقاء الامس مع الرئيس السابق للحزب الاشتراكي وليد جنبلاط الذي وصفه بالعائلي او لجهة تعريجه على اليرزة قبل العشاء في كليمنصو لتقديم واجب العزاء لقائد الجيش العماد جوزيف عون الذي كان استقبل في وقت سابق رئيس تيار المرده في دارته على عشاء عائلي ايضاً؟.
صحيح ان معظم الزيارات اجتماعية ولكن لها نكهتها السياسية بحسب مصادر المرده اذ ان وضع البلد لا يحتمل البقاء مكتوفي الايدي لاسيما على الصعيدين الامني والاقتصادي لافتة الى ان فرنجيه عندما يشعر ان الامور تنحى نحو الخطورة لا يمكنه ان يبقى مكتوف الايدي، وهذا الامر ليس وليد الساعة بل له امتداد في تاريخ العائلة السياسي من الجد الى الوالد وصولا اليه، اذ بحسب المصادر نفسها لطالما فضّل فرنجيه المصلحة الوطنية على اي مصلحة شخصية متنازلاً ومتساهلاً لتشكيل حكومات او لتمرير استحقاقات.
تشير المصادر أيضا، الى انه لا يمكن نكران انه في كل تحركاته الاخيرة كان الطبق الرئاسي موجوداً وان بنسب متفاوتة، فهذا الاستحقاق وطني بامتياز ولكن هناك استحقاقات اخرى معطوفة على وضع امني مستجد وانتهاك صارخ لسيادة لبنان من قبل العدو الاسرائيلي وهذا يحتاج الى تضافر للجهود والتواصل مع مختلف الاطياف.
ماذا دار في عشاء كليمنصو الذي لفت بالأمس أنظار الجميع وشغل وسائل الاعلام؟ سؤال تؤكد المصادر ان جوابه منه وفيه وان وضع البلد بشكل عام كان الطبق الادسم على مائدة العشاء.
Related Posts