انشغل اللبنانيون امس بحادثة اصطدام مقطورتين في “تلفريك” جونية، ببعضهما البعض ما أدى الى تعطلهما، ولولا عناية الله ولطفه والتدخل السريع لعناصر الدفاع المدني والجيش اللبناني لكانت البلاد امام كارثة كبرى وخسارات في الأرواح.
التلفريك الذي افتتح رسمياً في العام ١٩٦٥، يعود امتيازه الى المديرية العامة للاستثمار في وزارة الطاقة والمياه. ووفقاً للقانون، تعود للمديرية مسؤولية درس طلبات الرخص والامتيازات المائية والكهربائية وطلبات الامتيازات التي تتقدم بها الشركات لإنشاء الموانئ او مشاريع التلفريك مالياً وادارياً، كما تحضير الدراسات المتعلقة بالرخص، وتدقيق الحسابات، والسهر على تطبيق دفتر الشروط. هذا وتتولى مصلحة المراقبة الفنية التابعة للمديرية مراقبة الانشاءات ومعداتها واقتراح ما يجب ادخاله من تحسينات عليها، فضلاً عن تهيئة العناصر الفنية اللازمة لاسترداد ما تقرر الدولة استرداده من امتيازات ورخص ممنوحة، ودرس الشكاوى وضبط المخالفات المرتكبة والسهر على تطبيق دفاتر الشروط والاتفاقات العائدة لاستثمار المياه والكهرباء والموانئ ومشاريع التلفريك من الناحية الفنية.
وبالعودة الى مجريات الحادث، بات جلياً، رغم عدم انتهاء التحقيق في اسباب الاصطدام، ان غياب الصيانة الدورية هي السبب الرئيسي لما حصل. خاصة وان الأعوام المنصرمة قد شهدت عدداً من الأعطال التي أدّت إلى احتجاز ركاب لساعات في المقصورات.
المضحك المبكي في كل ما حصل بالامس، كان غياب اي ردة فعل او تصريح من وزير الطاقة وليد فياض او المعنيين في المديرية العامة للاستثمار او الشركة القيمة على التلفريك، وكأن سلامة المواطنين لا تعنيهم.
هو الاهمال المتمادي والتقصير في الصيانة، يضافان الى اخفاقات وزارة الطاقة التي بات اداؤها السيء “فضيحة” لا يمكن السكوت عنه، من البواخر الى مناقصات الفيول وصولاً الى حادثة التلفريك.
اعحوبة الهية دعمت جهود الدفاع المدني والجيش اللبناني في انقاذ الركاب العالقين بين الارض والسماء على طريق مزار سيدة لبنان في حريصا. عساها تنعكس مزيداً من النعم الالهية لتنتشل البلاد من مستنقعاتها.
Related Posts