أحيت وزارة الثقافة، برعاية الوزير في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى، أمسية ميلادية في مقر المتحف الوطني، بالتعاون مع الكونسرفتوار الوطنيولي سوليس دي بيروت وكورال الفيحاء الوطني، بحضور رئيسة الكونسرفتوار المؤلفة الموسيقية الدكتورة هبة القواص.
بدأت الامسية بالوقوف دقيقة صمت حدادًا على شهداء المقاومة في الجنوب وفي غزة، ثم القت القواص كلمة من وحي المناسبة قالت فيها: “لأنه ميلادُ سيدِنا عيسى المسيح، نبتهلُ اليوم بترانيمِ الحبِّ، لعلّ معنى المحبةِ الكبير يتجلى فينا، نحن التائقين إلى الخلاص، بحاجةٍ لمخلصٍ يسكنُ في كلِ قلبٍ من قلوبِنا لنصلَ إلى خلاصِ لبنان”.
أضافت: “في هذا الوقت العصيب الذي يمر به لبنان والجنوب، نصر على كل معاني الصمود الثقافية والفكرية والموسقية والتربوية فمعاني الميلاد، تتجسدُ اليوم في العطاءِ غيرِ ِ المحدود من أساتذةِ المعهد الوطني العالي للموسيقى ومن موسيقيي الاوركسترات الوطنية، الذين لم يتوقفوا عن العطاءِ، ايماناً منهم برسالةٍ تجسدُها الموسيقى بأعلى درجاتها، لتَسْموَ بوطنِنا في أصعبِ الأوقات، ففي قلبِ كل واحدٍ منهم مخلّص”.
وتابعت: “انّ كلَّ معاني الميلاد تتجسدُ اليوم في اصرارِنا على الحياة، واحتفالِنا برمز ِالخلاصِ ورمز ِالإيمان المطلق الذي يصنعُ المعجزة. ولإيماني بكلِّ ما يجسدُه ميلاد سيدِنا المسيح، وضعتُ منذ لحظةِ تكليفي برئاسة الكونسرفتوار، حبةَ الخردلِ بين عينَي، وأنا أركضُ محملةً بملفاتِ هذه المؤسسة العريقة الشائكة، محصنةً بوزير ثقافةٍ داعمٍ، ورئيسِ مجلسِ وزراء مؤمنٍ برسالة الموسيقى، ما جعلنا نبدأُ بتحقيقِ خطواتٍ مهمة من أحلامٍ كبيرة، تُكمل فرحةَ العيدِ في داخلِ كلِّ موسيقي في الكونسرفتوار، وتعيدُ الأملَ إلى قلوبنا”.
وحيت القواص “كلَّ من آمن بالموسيقى والثقافة طريقاً أمثل لخلاص لبنان بكلِّ ما يمثلُه، ولنصنعَ المعجزةَ يداً بيد مباركةً بروح القدس لكي يباركَنا ويباركَ لبنان”.
ألفا
بدوره لفت ممثل وزير الثقافة الكاتب روني الفا في كلمة له الى اهمية اللقاء في ميلاد السيد المسيح فقال: “بين الاحتفال بحرف اللام
والاحتفاء بحرف الهمزة، نختار همزة وصْلِنا معك أيها الطفل يسوع، وبين مظاهر الفرح ومشاعر الفرح، نختار مشاعرَ الفرح من دون مظاهره، فلا يُعاب علينا أننا من أتباع اللامبالاة والرقص على موت أبنائكَ البَرَرَة وبين شجرة ميلاد تتدلى منها كرات ملوّنةٌ وبين شجرةٍ تحمل على أغصانها صغارًا أبرياءَ يزهرونَ وطنًا، نختار وطنًا على شجرة الميلاد من لبنان الى فلسطين الى كل أصقاع الأرض، فيه مظلومون ومضطَهَدون. يسوع يولد هذه السنة في مزود مختلف، مغارته من قرميد غزّةَ، وحجارة الكنائس المبعثَرَة ومن كل بيت صامد في الجنوب، لا بل في كل بقعة من لبنان مغارته من بقايا انجيل ممزق فوق جثامين الاطفال الشهداء ومن بقايا قرآن وفاتِحةٍ أحرَقَتها طائرات الهمجِ والتتار. هذه الليلة سنحتفي بقدومك يا يسوع وسنفرح بولادتك كما فرِحت مريم البتول بطفولتِك
ويوسف البارُّ القديس ببراءتِك، ولو كان بمقدورنا أن ننفخ من لهاثنا دعمًا لأنفاس الحيوانات الأليفة التي أدفأت مزودك لما تأخرنا
ولو كان لغَزَّةَ ان تكون مريم العذراء لحضَنَتكَ بين يديها الطاهرتين، ولو كان للبنانَ أن يكون يوسفًا لحَماكَ بدمِه، فأنتَ الطفلُ
نيابةً عن عشرة آلاف طفل صاروا عندكَ في ملكوتك مِزودُهم رجاءُ القيامةِ على الحرية اذكُرهُم في ملكوتك، أيها المخلّص
ولتكن سهرتُنا، صلاةً واحتفاءً وتحديًا لهيرودوس الزمان الغابِرِ والحاضِر يا ملكَ المكان وملكَ الزمان استجِبْ لَنا”.
Related Posts