اليوم العالمي للغة العربية.. للحفاظ على أصالتها ومكانتها الحضارية والتاريخية!.. نادين شعار

ليس مستغربا أن يكون للغة العربية يوم عالمي للإحتفاء بها.. فهي لغة الضاد، ويكفيها شرفاً أن الله تعالى أنزل بها كتابه الكريم.  

ليس عجباً أن أجمل الأشعار والقصائد والخطابة كانت باللغة العربية الجميلة بدءاً من الشعر الجاهلي مروراً بصدر الإسلام والعصر الأموي وعصر النهضة والعصر العباسي وصولاً إلى العصر الحديث.

كانت اللغة العربية آنذاك لغة الفصاحة والبلاغة حيث كان أهم الشعراء يتبارون فيها شعراً ونثرا وغناءاً، مدحاً وذماً، وكانت المصطلحات اللغوية الواردة في تلك العصور تعتمد على الفصحى وليس الفصيحة.

للغة العربية تاريخها ومجدها وجمالها وأصالتها وعراقتها وسحرها الفريد. إنها لغة البيان والتبيان. منها تنساب بحور الشعر وتنطلق منها بديعات المعاني.

يعد اليوم العالمي للغة العربية يوم تاريخي مشهود له نستحضر من خلاله مكانة كل لغة أحسن نطقها بنو الإنسان بإعتبار أن النطق هو الخاصة المميزة التي خص الله بها الإنسان دون سواه من المخلوقات، بما يعني أن اللغة بشكل عام هي لسان المنطق وأداة التعبير عما يجول بالخواطر البشرية من ذكريات وآمال وأحلام فضلاً عن أنها هي الوسيلة الفعّالة على صعيد التبادل الفكري والثقافي والحضاري ولغة التقارب والتعارف والتلاقي بين الإنسان وأخيه الإنسان في المجتمعات كافة.

ما ينبغي علينا أن نعيره إهتمامنا أكثر فأكثر هو البحث ولو سريعاً في مفهوم وقيمة وأثر اللغة العربية محلياً وإقليمياً وعالمياً،

ومن بديهيات القول أن اللغة العربية هي لغة الضاد التي إنفردت هالتها بهذا الحرف غير الموجود في معظم اللغات المتداولة عالمياً، إلا أن الشعب العربي إجمالًا على الرغم من أن لغته العربية كان لها الشأن الأول على مستوى سائر اللغات ولكن إنكبابه على تطعيم ثقافته الأصيلة بلغات عدة قد كان من العوامل السلبية التي جعلت الإهمال يهيمن على حضارة هذه اللغة ويخفت صوتها ولو جزئيا ً بين سائر اللغات، مع العلم الأكيد أن اللغة العربية هي اللغة الحضارية تاريخياً وجغرافياً، إضافةً إلى كونها لغة الفصاحة والبلاغة والبيان والخطابة والأدب الشعري والنثري منذ أقدم الازمنة والعصور.

من هنا وفي هذا اليوم التاريخي بالذات، لا بد من العودة إلى أصالة اللغة العربية والعمل الدؤوب على تفتيق براعم الإبداع في شجرة تاريخها المجيد والعمل الجماعي والتضامني على ضخ الروح الجديدة الحديثة في شرايين هذه اللغة الحضارية حرصاً على الرصيد الثقافي والعلمي والإجتماعي والفلسفي الذي تشغله حقاً هذه اللغة التي كانت في العصور التاريخية الأولى منبراً لجميع الأمم ومنطلقاً حضارياً وثقافياً في جميع أصقاع المعمورة ما يوجب في مثل هذا اليوم أن نستنهض المواهب الفكرية والقرائح الأدبية والشعرية تسهيلاً من كل عربي حر وطليق كي ينهض أو على الأقل لكي يساهم قلباً وقالباً في الحفاظ على أصالة اللغة العربية والنهوض بها محلياً وإقليمياً وعالمياً لكي يتسنى للغتنا العربية الأم أن تحتفظ بمكانتها التاريخية لكي يكون هذا اليوم وساماً على تاريخها المجيد وحضارتها التي لا تنطفئ شعلتها مهما تقادمت الأزمنة وتفاقمت عوامل التشتت والنسيان.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal