الخطيب: للتمسك بوحدتنا الوطنية والتوافق لملء الفراغ

أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس، والقى خطبة الجمعة التي قال فيها: “قال تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ).

يقرّر الله سبحانه وتعالى في الآية الأولى أن الملك المطلق بيده تعالى على نحو الحصر الذي يدل عليه تقديم كلمة بــ “بِيَدِهِ”، فهو القابض عليه المتصرِّف فيه كيف شاءت إرادته وحكمته، وقد سُمّيت السورة التي ابتدأ سبحانه الآية بها أي بسورة الملك ثم أردفها بالآية الاخرى التي تتحدث عن خلقه للموت والحياة تعبيراً منه تعالى عن أن له الملك المطلق والسيطرة الكاملة الذي يدلّ عليه القدرة على التصرّف بالمملوك بما ليس لأحد القدرة عليه، فلا أحد يملك قدرة وهب الحياة للأشياء أو قدرة الانتزاع لها إلا هو، ثم اقتضت حكمته أن يتبع ذلك ببيان الغاية من هذا التصرف كما هي عادة الحكماء كيف وهو أحكم الحاكمين، فإن خلق الشيء وإيجاده لتكون غايته الفناء مدعاة للتساؤل حول حكمة التصرف والله سبحانه ليس عبثياً ولا لاعباً: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ)، (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ).”

اضاف: “وحيث أن لهذا الخلق موتاً وحياة غاية كان لا بدٍّ أن يبيِّنَها ليس فقط ليلغي الشك من النفوس والعقول، وإنما ليُعرِّف المخلوقين أيضاً الوظيفة التي وُجدوا من أجلها، ولذلك عَقَّبَ سبحانه بقوله (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)، فهناك وظائف كُلِّفوا بها وإلا فكيف يحصل الاختبار وكيف يظهر من هو أحسن عملاً وهذا مجاله الحياة، أما الغاية من خلق الموت فهو ما تكفَّلت ببيانه الآيات اللاحقة التي تحدثت عن الجزاء بعد أن بَيَّنَ حكمة الله العالية، قال تعالى في ذلك: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ* ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسئاً وَهُوَ حَسِيرٌ * وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ).”

وتابع: “وبعد بيان أن الخالق يتمتّع بهذه الحكمة البالغة انتقل الى بيان الغاية من الموت، قال تعالى: (وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ * تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ * وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ * فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ* إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ).

وهي تعطي رؤية منطقية كاملة للحياة والخلق تُعدَمُها الرؤى الفلسفية المادية التي يصحّ فيها ان يُقال انها رؤى عدمية تُنتج اليأس وتدعو إلى الهروب من الحياة إلى الانتحار أو الى التحوّل من الآدمية والانسانية إلى عالم التوحش لا مجال معه الا التغلّب على الوحوش الاخرى في الحياة التي تجعلها هذه الفلسفة غابة لصراع الوحوش الكاسرة ليس أمامه إلا أن يعيش المرء في دوامة من الصراعات المستمرة لا يُكتب فيها البقاء الا للأقوى، فإذا ما ضَعُفَ انتهى، فهو واحد من صنفين: إما أن يتحوّل إلى وحش كاسر أو إلى يائس لا مبرّر لوجوده حسب هذه الفلسفة لكنه ولمصلحة الاقوى يعطى بعض الأمل ليستمر خادماً للأقوى.”

واكد ان “في الإسلام ليس هناك غلبة الا لله هو الغالب لأنه له القدرة دون غيره، القدرة المقرِّرَة في التغيير العام هي لله وهي ليست عددية أو مادية بل معنوية، الصراع دائماً كان بين من يعتمد القوة المادية وبين من يمتلك القوة المعنوية والنجاح والنصر يكون بالنسبة والتناسب بين القوة الشريرة وبين القوى الخيرة. وبمقدار ما يُغَلِّب القوى الخيَّرة وجوداً في النفس ينتصر صاحبها، ولكن إذا ما تعرّض صاحبها للهزيمة فلخلل ما في المعادلة التي قد يُظهِر أن الخير هو المهزوم والواقع ان المهزوم ليس الخير فالخير سيبقى خيراً والشر سيبقى شراً والهزيمة الظاهرية لن تقلب الخير شراً والشر خيراً والباطل حقاً والحق باطلاً”.

وقال: “الشر سيبقى شراً وإن أصحابه انتصروا والحق سيبقى حقاً وإن كُتِبَ لأصحابه الهزيمة، وهذه معادلة واقعية لأنها سابقة على الاحداث والأفعال وليست لاحقة وعلى أساسها يُحكَم والا لانتفت المعايير ولَحَلّت الفوضى وهو ما انتهى اليه الماديون الذين يربطون الحكم على الاحداث بالنتائج فيصفقون للمتغلّب ويَتَّبِعونه ويجعلون الانتصار مبرراً للتبعية والخضوع أو يُخرِجون الامر عن كونه خياراً يُحمِّل المرء أو الجماعة مسؤولية النتائج إلى كونه خارجاً عن الاختيار وخاضعاً للجبرية التاريخية أو الاقتصادية أو الجغرافية”.

واوضح “انّ الرؤية الدينية هي ان عوامل التاريخ والاقتصاد والجغرافيا هي عوامل مساعدة لا تجعل التحولات التاريخية للأمم أمراً محتوماً والعامل الأساس هو إرادة البشر واختياراتهم وافعالهم: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ). وقوله تعالى أن التحوّل عن نعم الله تعالى عائد الى الانسان الفاعل: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ)، (ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)”.

وقال: “وهذا في التغيرات والتحوّلات الكبرى على الأمم سواء منها الأمن أو الغنى أو العيش الرغيد والشعور بالكرامة، فالأساس هو الأنعام على الأمم والتبدّل بالحال مرهون بالتبدّل في أنفسهم في النظر الى القيم المعنوية ومحلّها في أنفسهم وفي التعامل فيما بينهم أو بينهم وبين غيرهم من العدل والاحسان والرحمة والظلم والعدوان وغيرها من القيم المعنوية والانسانية وبتغير النظرة إليها تتغير الأمور ويَسلبُ الله من المجتمعات النعم، فربط زوال النعم وهلاك الامم بالظلم، فعن الامام علي (عليه السلام): ” الظلم يُزِلُّ الْقَدَمَ وَيَسْلُبُ النِّعَمَ وَيُهْلِكُ الْأُمَم”.

وعن الإمام علي (عليه السلام): ” وَلَئِنْ أَمْهَلَ اللهُ الظَّالِمَ فَلَنْ يَفُوتَ أَخْذُهُ، وَهُوَ لَهُ بَالمِرْصَادِ(عَلَى مَجَازِ طَرِيقِهِ وَبِمَوْضعِ الشَّجَا مِنْ مَسَاغِ رِيقِهِ.

– وعنه (عليه السلام): “ظُلامَةُ المَظلومينَ يُمهِلُها اللّه سبحانَهُ و لا يُهمِلُها”.

– وعنه (عليه السلام): ” ليس شئ أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم، فإن الله يسمع دعوة المضطهدين، وهو للظالمين بالمرصاد”.

وبارتكاب المعاصي قال تعالى: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾.

والقرآن الكريم مليء بالقصص حول أقوام الأنبياء وما نزل عليهم من عذاب اجتثهم بسبب فسادهم: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِۦ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ ٱلصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ ٱلْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ).”

واكد ان “التغير في سّلَّم القيم الاجتماعية هو العامل الرئيسي في التحولات الكبرى الاقتصادية والامنية والاستقرار الاجتماعي والسلم والامن الدوليين: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)”.

واشار الى ان “من أسباب زوال نعمة الأمن والعدل ترك وظيفة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. فعنه (صلى الله عليه وآله): “لا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر، فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات، وسلط بعضهم على بعض، ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء”. وقال: “وكما ان زوال النعم منوط بالتغيّر في سُلَّم القيم الاجتماعي فكذلك دوامها منوط بالحفاظ عليها، قال تعالى: (ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ). فالتغيير في النعم فعل إلهي مربوط بالتغيير الذي يحدثه الاجتماع البشري في سلم قيمه الاجتماعية على نحو علاقة المسببات بأسبابها”.

واعلن “إنّ المجتمعات الغربية حسب فلسفتها المادية اليوم تُنتج قيمها الاجتماعية حسب ما تقتضيه مصالحها، فالمصالح لديها ليست محكومة بقيم مسبقة وبالتالي فما تقتضيه مصالحها هو مبرَّر لديها ولا اعتبارات أخلاقية تحكمها، ولهذا أستَغرِب مطالبتها بمراعاة القوانين الدولية وفق التزاماتها الأخلاقية، فالمعادلة لديها لا تخضع لاعتبارات أخلاقية والقوانين الدولية لا تعتبرها ملزمة لها، وإنما وُضِعَت لضبط الآخرين لأنها الاقوى وهي من يفرض تطبيقها حسب ما تقتضيه مصلحتها التي ترى انها اكتسبته بفعل الانتصار الذي حققته في الحرب العالمية الثانية وكان من نتائجه فرض النظام الدولي الذي أُعطيت بموجبه هذا الامتياز الذي تحوَّل بعد سقوط الاتحاد السوفياتي إلى أحادي القطب وجعلها بهذا الاعتبار فوق القانون الدولي وخارج الالتزام الأخلاقي، ولذلك فإنه لا يمكن الخروج من هذه المعادلة الفرعونية الظالمة الا بكسرها لا القبول بها والرضوخ لسلطانها”.

وقال: “إنّ ما تقوم به قوى المقاومة في المنطقة اليوم يجب أن يكون وفق استراتيجية متفق عليها وليست عملية مرحلية موضعية لمصالح متواضعة تخضع لنفس الحسابات المتعارف عليها لأنه حينئذ ستستطيع القوى الغاشمة الالتفاف عليها وإجهاضها لأنك حين تتعاطى مع العدو بنفس الآليات التي هو أقدر على التعاطي بها ستُعطيه فرصة الانتصار حتماً”.

اضاف: “لقد استطاعت المقاومة اليوم التعاطي بنجاح مع بعض الأفخاخ التي نُصبت لها، منها التعدّد في الفصائل المتنوعة عقائدياً والتحامها في معركة واحدة مع العدو على أرض فلسطين وتجاوزت الخلافات على الساحة العربية والاسلامية ولم تنجر إلى محاولات الاثارات المذهبية وأن تُسخِّر كل ذلك في معركة الأمة لصالح القضية. وها هي اليوم وبفضل هذه الاستراتيجية مع ما تتكبّده معركتها من قتل لأطفال وحرائر غزة والضفة الغربية أن تكسر إرادة العدو رغم كل الدعم الذي يتلقاه مادياً ومعنوياً من الغرب الظالم الخالي من القيم الانسانية والمحكوم بهاجس القوة الغاشمة وعقلية السيطرة والنفوذ والاستحواذ الذي يُقدَّم له بل هو من يخوض هذه المعركة ويخطط لها”.

وتابع: “رغم كل ذلك فرضت غزة وقوى المقاومة نفسها وتحوّلت المعركة إلى معركة بين الخاسِرَين، بين من يريد اتقاء الخسارة بتطويل المعركة ومن يريد اتقاءها بتقصير المعركة وسيجر الاول الثاني معه إلى الخسارة، ويبقى ان قوى المقاومة وبالأخص الشعب الفلسطيني في غزة هي التي تفرض انتصارها عليهما وعلى الغرب وقد بدت بشائره واضحة لتخطّ طريق التحرير الكامل لفلسطين ومقدساتها ولتفرض التغيير في قيم العالم الجديد المنتصر بإذن الله تعالى”.

وقال الخطيب: “يبقى اننا كلبنانيين مطالبون اليوم بأن نقوم بما علينا كمواطنين بالتمسك بوحدتنا الوطنية وكقوى سياسية بالتوافق لملء الفراغ في المؤسسات الدستورية لنكون جاهزين لمواجهة ما يتهدّدنا من أخطار يمكن أن يلجأ إليها العدو في صراعه الوجودي معنا”.

واشار الى “إنّ جيشنا الوطني ومقاومتنا الباسلة وشعبنا المضحي وأهلنا في القرى الحدودية، الذين يتعرضون لعدوان همجي غادر من الوحش المحتل لأرضنا العزيزة على طول الخط الفاصل مع فلسطين المحتلة وهو يهدد ويرعد، يجب أن يُحرِّك في القوى السياسية المشغولة بالبحث عن مصالحها الخاصة الاحساس الوطني ويدفعها إلى أخذ خطوات عملية لإخراج البلد من عنق الزجاجة، ولن يرحم التاريخ الذين يتسببون بزيادة معاناة شعبهم والتسهيل على العدو أن يزيد من أعباء لبنان ويساعد الخارج في استغلال الظروف الصعبة التي يعاني منها اللبنانيون لزيادة الضغوط عليه لتلبية ما يريد العدو فرضه من شروط تحت عنوان تطبيق القرار ١٧٠١ الذي نسوه طويلاً وغضّوا الطرف عنه طالما كان ذلك يخدم العدو فيعتدي جواً وبحراً وبراً حتى إذا أخذت المقاومة بتلابيبه جاءت الرسل الدولية المتواطئة تطالب بتطبيقه، لذلك فإن الضغوط التي يتعرض لها لبنان من أجل تحقيق مصلحة العدو وليس لبنان”، مؤكدا “انّ هذا يستدعي اتفاق القوى السياسية لانتخاب رئس جمهورية لتنتظم الحياة الدستورية ليحترمنا العالم وألا يتجاوزنا في اتخاذ قرارات بقضايا سيادية ستكون لها تداعيات خطيرة على الكيان اللبناني، وعدم إتاحة الفرصة لهذه الدول بادّعاء الحرص على مصلحة لبنان لتلعب هذه اللعبة الخطيرة”.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal