رغم حدة الإشتباكات التي تدور على الجبهة الجنوبية إلا أنها لا تزال إلى اليوم ضمن حدود معيّنة لا تنبئ بالذهاب إلى حرب مفتوحة، ورغم ما حصل يوم أمس من تصعيد خطير تمثل بتدمير حي بكامله في بلدة عيترون، فإن مصادر متابعة اعتبرت ما حصل في إطار ردة الفعل على ضربة موجعة وجهها الحزب إلى إحدى ثكنات جيش العدو الذي رد بهذه الطريقة العنيفة والأمر لا يتعدى ذلك.
إلا أن العميد المتقاعد فادي داوود, “يتوقّع فيما خص اتساع رقعة الإشتباكات في الجنوب بعد القصف العنيف الذي حصل أمس وتوسّع الإشتباكات بأن تتمدّد رقعة الإشتباكات وتزداد حدّة ولكن لن تكون هناك حرباً كبيرة بمعنى اجتياح إسرائيلي”.
وينبّه إلى أن “السبب يكمن بأن الطرفين حتى اللحظة لا مصلحة لديهما بالحرب الكبرى، بداية إذا أخذنا حزب الله كطرف إشتباك فهل من مصلحة له أن يطور الإشتباك إلى حرب؟ لا سيّما أنه حتى اللحظة خسر ما يقارب المئة شهيد ويرى التدمير يطال مناطق جنوبية كثيرة ويرى الكثير من أهالي الجنوب ينزحون من الجنوب، إذا الحزب ليس من مصلحته لا أن يهجّر سكان الجنوب ولا أن يلحق أضراراً بممتلكاتهم ولا مصلحة تحويل الجنوب إلى غزة”.
كذلك فإن الرادع الأكبر من الجهة الإسرائيلية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لا زال يعتمد على سياسة الهروب إلى الأمام لكن السؤال الأهم هل هو قادر على الحسم في الجنوب اللبناني؟.
ويذكّر بأن “نتنياهو منذ 65 يوماً يحارب في غزة ولم يستطع الخروج من أوحال غزة لغاية اللحظة لم يستطع حسم الإشتباك هناك ولا زالت الأمور بين كر وفر، فبأي مقياس أو منطق سيكون قادراً على فتح جبهة في الجنوب التي هي أصعب من غزة بمرات وليس مرة واحدة”.
ويخلص داوود, إلى أن “الطرفين ليس لديهم مصلحة بتوسيع الإشتباك حتى يصبح حرب إنما أتوقع أن ترتفع وتيرة الإشتباك وتطال مناطق جديدة ويتوقّع حدّة قصف إن عبر الطيران أو القذائف المدفعية وبالتالي حدّة في الإستجابة المقابل الذي يرد به الحزب على المناطق الإسرائيلية”.
Related Posts